الأسطول الأمريكي «يتصدع».. أعطال متكررة تهدد الهيمنة البحرية
في حادث هو الثالث من نوعه خلال أقل من عام، تعرضت إحدى السفن الحربية البرمائية التابعة للبحرية الأمريكية لعطل ميكانيكي كبير أجبرها على العودة إلى الميناء، وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وأكد المقدم ديفيد كارتر، المتحدث باسم القوة البحرية السطحية الأطلسية، أن السفينة "يو إس إس إيو جيما" عانت من "حادث غير متعلق بالدفع في قسم الهندسة" مما أجبر السفينة على العودة إلى محطة نورفولك البحرية يوم الخميس الماضي.
ويغطي توصيف كارتر للحادث نطاق واسع من المشكلات بداية من مشكلة في نظام الهيدروليك الخاص بالسفينة إلى مولدات الطاقة إلى معدات المياه الصالحة للشرب.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موقع "ميليتري دوت كوم"، قال كارتر إن السفينة كانت في البحر تجري تدريبات لإعدادها للانتشار النهائي، مشيرا إلى أن الحادث وقع بعد أسابيع فقط من دعوة سلاح مشاة البحرية إلى نشر وحداته على متن سفن مثل "يو إس إس إيو جيما" بشكل بشكل أكثر انتظامًا.
كان أول من رصد المشكلة هو مراقب السفن الذي يستخدم اسم" AirAssets " على الإنترنت حيث لاحظ باستخدام مواقع الويب للتتبع، وجود عدة قاطرات تبحر في المياه المفتوحة قبالة فيرجينيا بيتش باتجاه "إيو جيما" وبعد عدة ساعات، جرى رصد السفينة وهي تعود إلى نورفولك.
ولم يقدم كارتر مزيدًا من التفاصيل حول نوع المشكلة التي تعاني منها السفينة لكنه أكد أنها لا تتعلق بالدفة لكن مراقب السفن " AirAssets " ذكر لموقع "ميليتري دوت كوم" أن السفينة كافحت للحفاظ على مسارها أثناء عودتها إلى نورفولك.
وكانت مشكلات في الدفة هي ما أجبرت السفينة "يو إس إس بوكسر" على العودة من مهمتها في أبريل/نيسان الماضي وذلك بعد 10 أيام فقط من إبحارها.
وفي مارس/آذار الماضي، وقعت سلسلة مماثلة من الأحداث مع السفينة "يو إس إس واسب" التي تنتمي لنفس فئة السفن مثل "إيو جيما" وأيضا في نفس المنطقة الواقعة قبالة فرجينيا.
ولاحظ نفس مراقب السفينة أن "واسب" عانت من مشكلات قبل أن تعود فجأة إلى الميناء، مشيرا إلى أن السفينة عانت من تلف في عمود المروحة.
وردا على سؤال بشأن حادث السفينة "واسب"، قال كارتر إن السفينة "اكتشفت مخالفة هندسية" أجبرتها على العودة إلى الميناء دون تأكيد أو نفي وجود مشكلة في العمود.
وفي ذلك الوقت، قال كارتر "ستواجه السفن الحربية التي يزيد عمرها على 30 عامًا تحديات مادية". وأشار إلى أن قائد أسطول البحرية السطحي في المحيط الأطلسي "يركز على كيفية الاستجابة لهذه التحديات".
وفي تأخير عن الموعد المتوقع جرى نشر السفينة "واسب" أخيرا في يونيو/حزيران الماضي في حين جرى نشر السفينة "بوكسر" أخيرًا في منتصف يوليو/تموز.
وتعيد هذه التأخيرات والأعطال إشعال الخلاف بين البحرية وسلاح مشاة البحرية حول ما إذا كانت الخدمة البحرية قادرة على نقل المشاة بشكل موثوق إلى البحر حتى يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم.
وفي العام الماضي، أعرب قائد سلاح مشاة البحرية آنذاك الجنرال ديفيد بيرجر عن أسفه الشديد لعدم تمكنه من إعداد مشاة البحرية للذهاب إلى البحر الأبيض المتوسط وسط أزمتين هما الزلزال الهائل الذي هز تركيا والاضطرابات في السودان.
وفي يناير/كانون الثاني، قال جنرال من مشاة البحرية إن السفن البرمائية التابعة للبحرية ليست جاهزة لنشر المشاة حول العالم في الوقت المحدد فحسب، بل إن المشكلة أيضًا ليس لها حل قصير المدى.
والشهر الماضي، أصدر الجنرال إريك سميث وثيقة التخطيط السنوية بهدف تقنين رغبته في نشر وحدة مشاة بحرية باستمرار. وأشارت الوثيقة أيضًا إلى حاجة البحرية إلى بذل المزيد من الجهد والموارد لمساعدة سلاح مشاة البحرية على تحقيق هذا الهدف داعيا إلى البحث عن حلول إبداعية لحل المشكلات.