كسر جمود مفاوضات الدين الأمريكي.. بايدن في مهمة "صعبة"
ليتمكن أكبر اقتصاد في العالم من تفادي التخلف عن السداد، لم يعد أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن سوى خوض مهمة "صعبة" في الكونغرس.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الأحد إنه لن يوافق على اتفاق مع الجمهوريين في الكونغجرس بشأن رفع سقف الدين الاتحادي وخفض الميزانية وفقا لشروطهم فقط.
وفي كلمة خلال مؤتمر صحفي في هيروشيما باليابان، قال بايدن إنه سيتحدث مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي خلال رحلة العودة إلى بلاده بشأن المفاوضات، لكنه أكد أن تخلف الولايات المتحدة عن السداد ليس خيارا مطروحا.
وقال بايدن "حان الوقت ليقبل الجمهوريون أنه لن يكون هناك اتفاق بين الحزبين بناء فقط على شروطهم".
وأضاف أنه يدرس احتمال اللجوء إلى آلية دستورية لتجنب تخلف الولايات المتحدة عن السداد مع تعثر المحادثات مع الجمهوريين حول رفع سقف الدين.
وقال "لا يمكنني أن أضمن عدم افتعالهم تخلفا عن السداد عبر القيام بأمر شائن".. مؤكدا "أدرس المادة 14 (في الدستور الأمريكي) لأرى إن كنا نملك (..) صلاحية قانونية" لتجاوز الكونغرس.
وفي وقت سابق، كان البيت الأبيض قد أكد أن الرئيس جو بايدن سيتدخل شخصيا الأحد، ليحاول كسر الجمود في المفاوضات المعقدة بشأن رفع سقف الدين العام الأمريكي ليتفادى أكبر اقتصاد في العالم مأزق التخلف عن السداد.
وأوضح أن بايدن الذي يختتم ثلاثة أيام من قمة مجموعة السبع في هيروشيما، سيتصل بزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي عند نهاية القمة.
وقال المسؤول بالبيت الأبيض إن "الرئيس بايدن واصل متابعة المفاوضات عن كثب بشأن إطار عمل الميزانية بين الحزبين والحاجة الملحة ليتصرف الكونغرس لتفاد تخلف عن السداد".
وبحسب المسؤول فإن الرئيس الأمريكي "تلقى تحديثا من فريقه الليلة الماضية وهذا الصباح بشأن وضع المفاوضات. ووجه الرئيس فريقه للتنسيق مع مكارثي لتحديد موعد للاتصال".
وسيتم إجراء المكالمة بعد مؤتمر صحافي يجريه بايدن في هيروشيما نحو الساعة 18,15 (09,15 ت غ)، بحسب المسؤول. وليس من الواضح إن كانت ستجري المكالمة قبل مغادرة بايدن أو على متن الطائرة الرئاسية.
دفعت الأزمة بايدن إلى اختصار نصف رحلته الآسيوية المقررة، والعدول عن زيارة بابوا غينيا الجديدة وأستراليا.
وحذرت وزارة الخزانة من عواقب وخيمة إذا نفد النقد من الدولة لدفع فواتيرها مما سيجعلها غير قادرة على دفع رواتب الموظفين الفيدراليين ويؤدي إلى ارتفاع محتمل في أسعار الفائدة مع آثار غير مباشرة على الشركات والرهون العقارية والأسواق العالمية.
وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الإثنين الماضي إن الولايات المتحدة قد تبدأ بالتخلف عن سداد ديونها "ربما في وقت مبكر اعتبارا من الأول من يونيو/ حزيران"، بينما توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يحدث ذلك في منتصف يونيو/ حزيران.
- تبادل اتهامات
تخوض الإدارة الديموقراطية والمعارضة الجمهورية سباقا مع الزمن لتجنّب احتمال تخلّف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها بعد الأول من يونيو/ حزيران.
ويشترط الجمهوريون أن يوافق بايدن على خفض كبير في نفقات الميزانية مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، متجاهلين مطلب الديموقراطيين المتكرر بزيادة "نظيفة" في سقف الاقتراض العام.
واتهم الديمقراطيون الجمهوريين باستخدام تكتيكات مبالغ فيها لدفع أجندتهم السياسية قبل الموعد الذي ستبدأ فيه الولايات المتحدة بالتخلف عن سداد ديونها بسبب نفاد أموال الحكومة.
وبالعادة، رفع سقف الدين العام إجراء سنوي غير مثير للجدل ولكن هذا العام الوضع أصبح أكثر إثارة.
ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود ليل السبت في واشنطن حيث تبادل الجانبان الاتهامات.
وكتب المتحدث باسم البيت الأبيض آندرو بايتس في تغريدة على تويتر "نحن لا نقدم أي مطالب من أجل تجنب التخلف عن السداد" متهما الجمهوريين بالسعي لإحداث ركود في الاقتصاد الأمريكي.
وأكدت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض كارين جان بيار في بيان أن المطالب الجمهورية الأخيرة تشكل "خطوة كبيرة إلى الوراء وتحتوي على مجموعة من المطالب الحزبية المتطرفة التي لا يمكن أن يقرها مجلسا النواب والشيوخ".
وبحسب جان بيار فإن مكارثي يتعرض للضغوط من التيار المؤيد لدونالد ترامب في حزبه الجمهوري ما "يهدد بتخلف أمتنا عن السداد للمرة الأولى في تاريخنا ما لم يتم تلبية المطالب الحزبية المتطرفة".
وغرد مكارثي السبت قائلا: إن البيت الأبيض هو من "يتراجع".
وأضاف "للأسف، يبدو أن الجناح الاشتراكي للحزب الديمقراطي هو المسيطر-- خاصة مع وجود الرئيس بايدن خارج البلاد".
ويوم الجمعة، غادر الجمهوريون المحادثات لوقت قصير، ولكن بعيد استئنافها قالت جان بيا إنها "متفائلة".
وأصر بايدن السبت على تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى حلّ وقال للصحافيين "لا أزال أعتقد أننا سنتمكن من تجنّب التخلف عن السداد".
وإذا لم يرفع الكونغرس سقف دين الولايات المتحدة بحلول ذلك الوقت، فقد تفوّت الدولة سداد قروضها، في حدث قد يكون كارثيا لأسواق المال العالمية.