شهر التوعية بسرطان الثدي.. طبيبة تكشف أغرب الخرافات عن «عدو النساء» (حوار)
على مدار 31 يوما، تعمل المنظمات الصحية حول العالم للتوعية بأهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي خلال الشهر الذي يطلق عليه "أكتوبر الوردي"
وخلال أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، تهدف المنظمات المعينة لرفع مستوى الوعي بمرض سرطان الثدي، الذي يعد القاتل الأول لنساء العالم، من خلال تسليط الضوء على مخاطر المرض ومساوئ اكتشافه المتأخر، مع دعم الناجيات وشد آزر المصابات.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتورة سارة زيتون، استشاري جراحات أورام الثدي التجميلية بالقاهرة، لتسليط الضوء على أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض، والفئات الأكثر خطورة، والأعراض، وأشهر الخرافات والمعلومات غير الصحيحة عن المرض ومسبباته.
وإلى نص الحور:
ما هو سرطان الثدي؟ وهل يقتصر على إصابة النساء فقط؟
يحدث سرطان الثدي عندما تشهد خلايا موجودة في الثدي تغيرا في شكلها ووظيفتها وتكاثرها بشكل أكبر وإطلاق علامات معينة تسير في الدم، ووقتها نطلق عليها متلازمة "الأورام السرطانية" والتي تؤثر على الجسم ككل.
ورغم أن سرطان الثدي يصيب النساء والرجال فإن النسبة 99%:1%، أي بين 100 كل حالة سرطان ثدي هناك 99 مصابة من النساء ورجل مصاب واحد.
ما أهمية شهر التوعية بسرطان الثدي؟ وهل أحدث فرقا أو نتائج إيجابية؟
يلعب شهر أكتوبر/تشرين الأول المخصص للتوعية بسرطان الثدي دورا مهما مقارنة بأي نوع آخر من الأورام، وتكمن أهميته في كون الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يضمن الشفاء بنسبة تصل إلى 100%، أي أن حال الخضوع للكشف المبكر واكتشافه في المرحلة صفر أو الأولى يضمن الشفاء التام من الورم.
ومع كل تأخير في اكتشاف المرض تقل نسب الشفاء، لذا من المهم الخضوع للفحص المبكر لسرطان الثدي، وفي السنوات الأخيرة ومع التوعية المتزايدة بالمرض بات متوسط مرحلة اكتشاف المرض هي الثانية بعدما كانت سابقا المرحلتين الثالثة والرابعة.
هل يعد سرطان الثدي من أكثر الأورام انتشارا؟
الإحصائيات العالمية كشفت أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تصل إلى 35% من إجمالي حالات السرطان على مستوى العالم، كما أنه السبب الأول للوفاة بين السيدات على مستوى العالم.
هل هناك علاقة بين تكبير الثدي (السيلكون أو غيره) وإصابته بالأورام؟
بالطبع لا، على العكس فإننا نستخدم السيلكون لإعادة بناء الثدي في الحالات التي أصيبت بسرطان الثدي وخضعت لعمليات استئصال بهدف تقليل التأثير النفسي السيئ على السيدات خصوصا في السن الصغيرة.
إذن، ما أبرز أسباب الإصابة بسرطان الثدي؟
لا توجد أسباب محددة للإصابة بسرطان الثدي سوى العامل الوراثي (جين) إذا وجد نستطيع أن نجزم بأن هذه السيدة ستصاب بالمرض في مرحلة ما من عمرها، والعامل الوراثي لا تتعدى نسبته 8% من إجمالي الإصابة بالسرطانات.
لكن هناك عوامل خطورة للإصابة بالسرطان، وكلما زادت في سيدة تكون نسبة إصابتها بسرطان الثدي مرتفعة، وتشمل:
- السن (بعد 40 عاما ترتفع نسب الإصابة وتصبح 1:200 سيدة بعدما كانت 1:2000 قبل الأربعين)
- العوامل الهرمونية (كلما زادت تقلبات هرمونات الأنوثة لدى السيدات زاد معها فرص الإصابة مثل منع الحمل بالهرمونات أو منع الحمل والرضاعة).
- التاريخ الشخصي
- السمنة
ما أبرز أعراض سرطان الثدي؟
هناك مجموعة من الأعراض التي تكشف عن المرض من أهمها:
- وجود كتلة صلبة في بالثدي، وهذا عرض أساسي لا يمكن تجاهله، سواء كانت تؤلم المريضة أو لا.
- التغيرات في شكل الحلمة، سواء سحبت للداخل أو اعوج شكلها لأحد الجوانب أو بها قرحة أو تنزف دما.
- تغييرات الجلد، سواء بأن يصبح سميكا وبه نقاط أو يتضمن نتوءا أو قرحا.
- وجود كتلة أسفل الإبط، إذ قد تشير إلى وجود سرطان في الثدي
ما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأورام الثدي؟
تتضمن أبرز الفئات المعرضة للإصابة بهذا المرض:
- من هن فوق سن الأربعين.
- من يملكن تاريخا وراثيا للمرض، أي هناك سيدة في العائلة أصيبت بسرطان الثدي.
- من لديها تاريخ لسرطان المبيض أو الثدي أو أي أورام أخرى جرى استئصالها
ما هي الفئات التي يجب عليها إجراء متابعة دورية؟
الفئات السابق ذكرها جميعا يجب عليها إجراء متابعة دورية سنوية باستخدام السونار والماموجرام حسب المرحلة العمرية، مع العلم أن الفحص الذاتي الدوري شهريا لا يغني عن الخضوع للأشعة السنوية.
أيضا من المهم الأخذ في الاعتبار أن الفحص الذاتي لا نستطيع استخدامه كوسيلة وحيدة للمتابعة الدورية لمن هم فوق سن الأربعين أو من لديهن أحد عوامل الخطورة
ما أهمية الفحص الذاتي؟ وهل يمكن إجراؤه بخطوات بسيطة في المنزل؟
الفحص الذاتي مهم للغاية خاصة لمن هن دون سن الأربعين كوسيلة شهرية للاطمئنان على الذات، ويمكن إجراؤه بسهولة في المنزل من خلال الوقوف أمام مرآة والنظر لشكل الثدي ونطمئن على شكل الجلد والحلمة دون تغيير أو تقرحات وما إلى ذلك.
بعد ذلك وباستخدام بطن اليد وحركات دائرية نفحص كل جزء في الثدي للاطمئنان والتاكد من عدم تكون أي كتل داخله.
أبرز الخرافات الشائعة عن مرض سرطان الثدي؟
هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عن سرطان الثدي أهمها:
- أخذ عينة يكون سببا في نشر الورم، وهذا غير صحيح لأن العينة هي الطريق الصحيح لتشخيص أي أورام في الثدي ومعرفته نوعه ودلالات هرموناته قبل إجراء أي تدخل جراحي أو علاجي.
- ارتداء أو خلع حمالة الصدر سبب في الإصابة بسرطان الثدي، وهذه معلومة خاطئة لأن حمالة الصدر لا علاقة لها بالأورام وإن كان ارتداؤها يقلل الأوجاع للمصابات بالورم.
- استخدام مزيلات العرق يعتقد البعض أنه سبب في الإصابة بالمرض وهذا غير صحيح وغير مثبت علميا.
- أيضا الخضوع لليزر لإزالة الشعر لا يسبب الإصابة بسرطان الثدي على عكس ما يروج البعض.
- من المعلومات الخاطئة أن السكر والبروتين غذاء للسرطان وبالتالي يجب عدم تناولها لتجويع الورم وقتله، وهذا غير صحيح علميا والأفضل اتباع نظام غذائي صحي لتقوية الجسم والمناعة تحديدا.
- من ضمن الخرافات اللجوء للوصفات الشعبية التي يعتقد أنها قد تعالج المرض، ولا أنصح باتباعها سواء للعلاج أو حتى استخدام المراهم التي يروج لها على أنها تكبر أو تصغر الثدي، فكلها أوهام ولا أساس علمي لها.
بماذا تنصحين من خضعن لاستصال ثدي لاستثناف الحياة بشكل أفضل؟
بعد الخضوع لاستئصال الورم الخبيث من الثدي، أنصح النساء، خصوصا صغيرات السن، للخضوع لعملية بناء الثدي الذي يعيد شكله لما قبل الإصابة بصورة كبيرة ما يحسن الحالة النفسية للناجيات من الورم ويزيد ثقتها بنفسها وقدرتها على استئناف الحياة.