اختبار دم يكشف عن سرطان الثدي قبل 5 سنوات
باحثون بريطانيون توصلوا إلى فحص للدم يمكنه الكشف عن سرطان الثدي قبل 5 سنوات من ظهور علامات سريرية على المرضى.
أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة "نوتنجهام" البريطانية أنه يمكن اكتشاف سرطان الثدي قبل 5 سنوات من ظهور علامات سريرية "أعراض" على المرضى، بفضل فحص للدم يمكن أن يحدد استجابات الجسم المناعية للخلايا السرطانية.
وقال الباحثون إن هذه النتائج من المقرر طرحها، الأحد، خلال المؤتمر الوطني لمكافحة السرطان في مدينة جلاسكو الاسكتلندية، وسط تحذيرات خبراء السرطان بضرورة التعامل مع هذه النتائج بحذر.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن هذه الدراسة هي نتاج عمل الباحثين في كلية الطب بجامعة نوتنجهام، الذين ركزوا على المواد الكيميائية المعروفة باسم المستضدات.
والمستضدات أو مولدات المضادات هي مواد تنتجها الخلايا السرطانية وتثير استجابة مناعية لدى البشر، حيث تدفع أجسامنا لصنع أجسام مضادة ذاتية تستهدف وتحاول اعتراض تلك المستضدات الغازية.
وأشار الباحثون إلى أنهم أرادوا معرفة ما إذا كان بإمكانهم اكتشاف وجود أجسام مضادة ذاتية محددة في المرضى، وإظهار ما إذا كانت قد تم تحفيزها بواسطة مستضدات تحفزها الخلايا السرطانية.
وفي إطار الدراسة، أخذ الفريق عينات دم من 90 مريضاً تم تشخيص إصابتهم حديثاً بسرطان الثدي، وقارنوها بالعينات المأخوذة من مجموعة مراقبة مؤلف من 90 مريضاً غير مصابين بسرطان الثدي.
وفحص الباحثون عينات دم مجموعة المراقبة لمعرفة ما إذا كان يمكنهم اكتشاف الأجسام المضادة الذاتية التي تسببها مستضدات الورم.
وحددوا بشكل صحيح سرطان الثدي في 37٪ من عينات الدم المأخوذة من المرضى المصابين، وتمكنوا بشكل حاسم أيضا من إظهار أنه لا توجد إصابة بالسرطان في 79٪ من عينات مجموعة المراقبة.
ويعتقد الباحثون أن النتائج مشجعة للغاية، وتشير إلى أنه سيكون من الممكن الكشف المبكر عن سرطان الثدي بهذه الطريقة.
وقالت دانية الفطاني، إحدى الباحثات بفريق نوتنجهام: "تظهر نتائج دراستنا أن سرطان الثدي يحفز الأجسام المضادة الذاتية ضد مستضدات معينة مرتبطة بالورم".
وأضافت: "تمكنا من اكتشاف السرطان بدقة معقولة من خلال تحديد هذه الأجسام المضادة الذاتية في الدم، وبمجرد تحسين دقة الاختبار، فإنه يفتح الباب أمام إمكانية استخدام اختبار دم بسيط لتحسين الاكتشاف المبكر للمرض".
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال البروفيسور لورنس يونج، عالم الأورام الجزيئي بجامعة وارويك: "رغم أن هذا بحث مشجع، فمن السابق لأوانه القول بأن هذا الاختبار يمكن استخدامه للكشف عن سرطان الثدي المبكر، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لزيادة كفاءة وحساسية الكشف عن السرطان".
وفي الوقت الراهن، يعمل فريق نوتنجهام على اختبار عينات من 800 مريض، ويتوقع أن تتحسن دقة الاختبار مع دراسة هذه الأعداد الكبيرة.