الرضاعة في غزة «قمح».. غياب الحليب يهدد حياة 7280 طفلاً
لا تزال الحرب الدائرة في قطاع غزة تخيم بظلالها الأليمة على الأهالي، والأطفال خاصة.
حقيقة جسدتها الفلسطينية أميرة الطويل أثناء رحلة بحثها في صيدليات القطاع عن حليب لإطعام طفلها يوسف الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل، كما أوردت وكالة "فرانس برس".
يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية. وتقول الطويل "يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوافر نهائيا".
وتضيف الأم "أُطعمه حالياً بعض القمح لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصاً لحساسية القمح".
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 32 شخصاً بسبب سوء التغذية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، السبت 1 يونيو/حزيران 2024، أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوماً كاملاً بدون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال ثلاثة أيام.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في بيان إن "الأطفال يتضورون جوعاً".
وبحسب منظمات الإغاثة فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.
- المجاعة «موجودة».. عواقب مروعة لنقص الغذاء في غزة
- حرب غزة تدفع بنكا كنديا لسحب نصف استثماراته بأكبر شركة سلاح إسرائيلية
إغلاق المعابر
بعد فحص أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" لأكثر من 93400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت النتائج إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاداً.
وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص؛ حيث لم يتلق من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.
في الأسابيع الأخيرة تم تحويل جزء كبير من المساعدات الغذائية عبر المعابر وذلك بعد تحذيرات من مجاعة وشيكة.
أما الطفل سيف فقد بدا منهكاً للغاية وبالكاد يستطيع التنفس. وتقول والدته نهى الخالدي بحسب "فرانس برس"- "طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له وهذا يمكن ان يسبب له انفجارا في الأمعاء".
وتضيف الأم "نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيرا على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم".
لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها "لا يتوافر أي نوع حليب في الأسواق".
ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى حازم مصطفى أن إغلاق إسرائيل للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع.
ويعتبر معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو/أيار المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي.
ومنذ ذلك الوقت لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.
ويقول الطبيب مصطفى وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى إن الأخير يعاني "ضعفا شديدا في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية وخصوصا الحليب للأطفال".
ويطالب بـ"إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة".