تحذيرات من هيمنة بنوك كبرى على مفاوضات بريكست
تقارير اقتصادية لمنظمات أوروبية تكشف هيمنة البنوك الكبرى على مفاوضات بريكست متجاهلة مصالح البنوك والمؤسسات الاقتصادية الصغيرة.
كشفت تقارير اقتصادية لمنظمات أوروبية هيمنة بعض البنوك الكبرى على مفاوضات "بريكست" سرا متجاهلة مصالح البنوك والمؤسسات الاقتصادية الصغيرة.
وحسب ما أفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن العديد من التحليلات الاقتصادية لمراكز أبحاث مثل مرصد شركات أوروبا و"جلوبال جاستس" كشفت المحادثات السرية التي تجري بين الشركات الكبرى وممثلين من القطاع الاقتصادي البريطاني بلندن وبروكسل.
وذلك في نفس الوقت الذي تتعرض فيه الشركات الناشئة والنقابات العمالية للتهميش، ما دفع عددا من النشطاء بمجال الاقتصاد من التحذير من قيام بريكست على أساس التحيز للشركات الكبرى.
وقالت إندبندنت إن هذه التقارير كشفت أيضا أن هناك اجتماعات مكثفة تمت بين بنوك استثمارية بعينها والجهة المسؤولة عن مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي بالمملكة المتحدة، على عكس النقابات العمالية ببريطانيا التي حظيت بعدد محدود من الاجتماعات مع نفس الجهة بالرغم من تمثيلهما للملايين من العمال.
بالإضافة إلى مجموعات اقتصادية عُرفت بكونها ممولة لخزائن حزب المحافظين وسبق لها منْح تبرعات لوزير البريكست نفسه "ديفيد دافيس"، فكان لهذه المجموعات نفس الصلاحيات النافذة بالتواصل مع فريق مفاوضات بريكست على عكس الشركات الصغيرة.
وتأتي المعلومات التي كشفتها هذه التقارير في نفس الوقت الذي يستعد فيه الوزير البريطاني المكلف بالبريكست ديفيد دافيس للعودة لبروكسل الاثنين المقبل لاستئناف المحادثات مع رئيس المفاوضين بالاتحاد الأوروبي "ميشال بارنييه".
وقالت إنبندنت إن هذه التقارير قد تعرض مسؤولين من الطرفين ببريطانيا والاتحاد الأوروبي للإحراج، في ظل التعهدات السابقة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي وعدت خلالها بإدارة بريطانيا لصالح العمال البسطاء والكادحين.
وأكدت التقارير أنه تم عقد 46 اجتماعا بين الجهة المسؤولة عن الخروج من الاتحاد الأوروبي ببريطانيا وعدد مختلف من الكيانات الاقتصادية والبنوك خلال الستة أشهر الماضية، حضر 4 اجتماعات منها ممثلون عن بنك "جولدمان ساكس" المعروف بإجراءاته المثيرة للجدل خلال الأزمة الاقتصادية، و6 اجتماعات منها حضرها ممثلون عن بنك "إتش إس بي سي" المعروف بدفعه 28 مليون جنيه إسترليني للسلطات السويسرية كرشوة لغلق قضية متعلقة بغسيل الأموال، فيما حضر 8 اجتماعات أخرى أحد جماعات الضغط المحركة لعملية البريكست وتدعى "زا سيتي يو كيه".
فيما اجتمع المسؤولون بقسم الخروج من الاتحاد الأوروبي مرة واحدة فقط بالنقابات العمالية الأكثر تمثيلا للعمال ببريطانيا.
أما باقي الاجتماعات فقد وزعت على المسؤولين عن الصناعات الغذائية والزراعة ومجال البناء والإنتاج الحربي.
وعلق المتحدث باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي "توم بريك" على ما كشفته هذه التقارير بوصفه لهذا الوضع بالمخزي، وقال "في الوقت الذي نحاول فيه تجنب الخروج الصعب نجد وزراء حزب المحافظين ينحازون في المفاوضات للمؤسسات الكبرى صاحبة الأرصدة الأكبر".
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز