خطة "ماي" التجارية مع أمريكا في مهب "بريكست"
اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست للحكومة البريطانية "سيقتل على الأرجح" إمكانية إبرام اتفاق منفصل مع الولايات المتحدة.
تريد بريطانيا علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي واتفاق تجارة حرة طموح مع الولايات المتحدة، لكن ربما لا يمكنها الحصول على الاثنين.
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن احتمال إبرام اتفاق تجاري بين البلدين ربما سيكون على رأس أجندة اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الجمعة.
كان ترامب قد وعد بريطانيا بإبرام اتفاق كبير بسرعة، لكن خلال لقاء له مع صحيفة "ذا صن" البريطانية، أمس الخميس، قال إن اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست الذي تقدمت به الحكومة البريطانية "سيقتل على الأرجح" إمكانية إبرام اتفاق منفصل مع الولايات المتحدة.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن خطة بريكست موضوعة بحيث تبقى بريطانيا ضمن علاقة وثيقة مع الاتحاد الأوروبي في مجالات رئيسية، لكن هذا من شأنه أن يقيد نطاق مفاوضاتها على اتفاقيات تجارية جديدة.
وقال خبير التجارة بجامعة ساسكس، بيتر هولمز، إن مقترح التقارب الوثيق مع الاتحاد الأوروبي والقيام في الوقت نفسه باتفاقيات تجارة مستقلة مجرد وهم؛ حيث إن خطة بريكست تستهدف إقامة منطقة تبادل حر جديدة للسلع بهدف الاستمرار في تجارة دون احتكاك بين بريطانيا والاتحاد، لكن من شأن تلك الخطة منع بريطانيا أيضا من تقديم تنازلات متعلقة بالقواعد التنظيمية، التي تشكل أساس صفقات التجارة الحرة، لدول أخرى من ضمنها الولايات المتحدة.
خيارات محدودة
تلك التنازلات لن تكون مطروحة؛ لأن بريطانيا تحتاج إلى البقاء ملتزمة بالقواعد البيئية والسلامة الخاصة بالاتحاد الأوروبي.
والطعام والزراعة خير مثال، فالمحاصيل المعدلة وراثيا والحيوانات التي تطعم بالمضادات الحيوية محظورة في الاتحاد الأوروبي لكنها أمر شائع بالولايات المتحدة، وسيرغب المزارعون الأمريكيون في تخفيف تلك الشروط حتى يمكنهم بيع منتجاتهم في بريطانيا، لكن لن تكون الأخيرة قادرة على الموافقة على ذلك والبقاء في جانب الاتحاد الأوروبي.
كانت الولايات المتحدة قد حاولت في الماضي الوصول إلى قطاع الصحة كجزء من مفاوضات اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي، لكن التظاهرات التي نظمت من أجل الأمر ساعدت على عرقلة المحادثات.
ماذا عن الرسوم الجمركية؟
تدعو خطة الحكومة البريطانية إلى تدابير جمركية مستقبلية، بموجبها ستجمع بريطانيا التعريفات الأوروبية على السلع المرتبطة بالاتحاد، ومن شأن هذا أن يسمح لبريطانيا بتحديد معدلات رسومها الجمركية، وتقديم تنازلات للدول الأخرى كجزء من اتفاق التجارة الحرة، لكن يقول المعارضون إن خطة الرسوم غامضة ولم يتم اختبارها، ومثل هذا المقترح سيرفضه الاتحاد الأوروبي.