ألوية العمالقة.. رأس حربة معركة الحديدة وقوتها الضاربة
ألوية العمالقة تحظى بعرفان كبير في الشارع اليمني باعتبارها القوة التي كسرت شوكة الانقلابيين بالساحل الغربي
تتصدر القوات اليمنية المشتركة المشهد العسكري، خلال الأسابيع الماضية في معركة تحرير محافظة الحديدة، لكن ألوية العمالقة، تقف كرأس حربة العملية العسكرية الكبرى وقوتها الضاربة.
وإلى جانب كتائب من المقاومة الوطنية والتهامية، أحرزت قوات ألوية العمالقة، انتصارات تلو الأخرى في الساحل الغربي، ونجحت بالفعل في تحقيق إنجازات غير مسبوقة في زمن قياسي.
وتعد "ألوية العمالقة" قوة لا يستهان بها في الساحل الغربي لليمن، فمنذ معركتي تحرير مضيق "باب المندب" و"المخا"، تذيق قوات العمالقة مليشيا الحوثي الإرهابية هزائم فادحة.
وكانت "كتيبة الاقتحامات"، وهي التسمية التي تطلق على ألوية العمالقة، مصدر رعب لمليشيا الحوثي في أكثر من معركة، وتباعا استطاعت هزيمة الانقلابيين في مواقع استراتيجية ظلت تحت قبضتهم لأكثر من 3 سنوات.
ـ إنجازات نوعية:
شكّلت المقاومة الجنوبية، التي كان لها الدور البارز في تحرير مدن الجنوب من مليشيا الحوثي منتصف 2015، النواة لألوية العمالقة التي انتقلت أواخر العام ذاته إلى الساحل الغربي، لخوض معركة استراتيجية هامة كان الانقلابيون يعتبرونها مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، وهي مضيق باب المندب.
ودفعت المليشيا الإرهابية بأبرز عناصرها المدربة على أيدي الخبراء الإيرانيين إلى مضيق باب المندب، من أجل ابتزاز المجتمع الدولي، وتهديد الملاحة بهجمات إرهابية، لكن الموقع الاستراتيجي بات بمأمن من خطرهم، بعد معركة ضارية شنتها قوات العمالقة، وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية.
القوات التي يقدّر عددها بأكثر من 15 ألف جنديا يتوزعون على 5 ألوية عسكرية، تحولت إلى مدينة المخا، لتحررها في عملية عسكرية خاطفة مسنودة من التحالف العربي، لتدحر الانقلابيين من مينائها التاريخي.
ومنذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، التحمت ألوية العمالقة مع قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، وقوات المقاومة التهامية، ليشكلوا الثلاثي الضارب في الساحل الغربي، وتبدأ عمليات عسكرية جديدة أرعبت الحوثيين في وقت قياسي.
وعلى الرغم من ائتلافها ضمن قوات أطلق عليها لاحقا بـ"القوات اليمنية المشتركة"، إلا أن ألوية العمالقة، كانت رأس الحربة في معارك تحرير مفرقي المخا والوازعية، وتقطيع أوصال الحوثيين وخطوط إمدادهم في الساحل الغربي، بعمليات بطولية قدّمت فيها الكثير من الشهداء، لكنها أرهقت الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة.
عقب ذلك، توجهت القوات لتحرير مديريتي الوازعية وموزرع، وجبال كهبوب ومعسكر ومدارس العُمري العسكرية، لتكون بذلك قد انتهت من تأمين المديريات الساحلية لمحافظتي تعز ولحج على البحر الأحمر بشكل كامل.
ـ رأس حربة معركة الحديدة:
منذ ـ15 مايو/ أيار الماضي، بدأت قوات العمالقة مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، بالزحف لتحرير محافظة الحديدة، بإسناد من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي.
وفي زمن قياسي، تمكنت القوات التي كانت تتقدم المعارك من تحرير الخوخة وميناء الحيمة العسكري ومفرق زبيد، قبل الانتقال إلى الخط الساحلي وتحرير مفرق "الجاح" و"التحيتا" و"الدريهمي".
وباتت قوات ألوية العمالقة على أبواب مطار الحديدة، في غضون شهر من العمليات العسكرية، في طريقها إلى تحرير ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وكانت ألوية العمالقة تترك المواقع المحررة لقوات المقاومة الوطنية لتأمينها وحمايتها من أي هجمات حوثية، أو محاولات تسلل.
ـ فرسان المقاومين الجنوبيين:
يدير ألوية العمالقة عدد من فرسان المقاومة الجنوبية، الذين سطروا الانتصارات على مليشيا الحوثي الإرهابية في جبهات عدن ولحج وأبين والضالع.
ويأتي على رأس القادة الحاليين "أبو زرعة المحرمي"، و"حمدي شكري الصبيحي"، الذي أصيب مطلع العام الجاري بحادث مروري ولا يزال يتلقى العلاج منها، كما يأتي القائد "عبدالرحمن اللحجي"، كواحد من أبرز قادة ألوية العمالقة.
وخلال المعارك الأخيرة، قدّمت ألوية العمالقة، كوكبة من الشهداء بعد أن استبسلوا في الدفاع عن الأراضي اليمنية لإفشال المخطط الحوثي المرسوم في إيران لتدمير البلاد.
وفي اليومين الماضيين، كان ركن العمليات العسكرية في "العمالقة"، العقيد أحمد قائد الصبيحي قد تعرض لإصابة برصاصة حوثية وهو يتقدم المعارك لتحرير الحديدة.
وتحظى البطولات، التي يسطرها أبطال ألوية العمالقة، بعرفان كبير في الشارع اليمني، باعتباره القوة التي كسرت شوكة الانقلابيين في الساحل الغربي، وكانت مصدر انتصارات واسعة واستعادة الأراضي اليمنية إلى حضن الشرعية.