"السم المميت".. الأرز البريطاني يحوي مستويات عالية من الزرنيخ
باحثون بريطانيون يدعون الحكومة لوضع علامات لتحذير الجمهور من مستويات الزرنيخ في الأرز بعد اكتشاف أن نصف الأصناف تجاوزت الحدود القصوى
كشفت دراسة بريطانية حديثة احتواء أكثر من نصف أصناف الأرز المبيعة في المملكة المتحدة على مستويات من الزرنيخ أعلى من المنصوص عليها في اللوائح بالنسبة للأطفال، خاصة دون سن الخامسة.
ودعا باحثون من معهد جامعة شيفيلد للأغذية المستدامة إلى وضع علامات لتحذير الجمهور من مستويات الزرنيخ في الأرز، بعد اكتشاف أن نصف أصناف الأرز التي تمت دراستها تجاوزت الحدود القصوى للسم المميت.
وفي الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "علم السموم البيئية والسلامة البيئية"، وجد الباحثون أن 28 من أصل 55 عينة أرز بيعت في المملكة المتحدة تحتوي على مستويات من الزرنيخ في الأرز تجاوزت لوائح المفوضية الأوروبية فيما يتعلق بالأرز المخصص لاستهلاك الرضع والأطفال الصغار.
ويعد هذا البحث الأول لقياس مخاطر الزرنيخ على صحة الإنسان باستخدام عدد كبير من أصناف الأرز التي يتم تسويقها في المملكة المتحدة.
وأظهرت النتائج أن الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى من المادة المسرطنة مقارنة بالأرز الأبيض أو البري، لأنه يحتوي على النخالة، وهي الطبقة الخارجية للحبوب.
وفي الوقت نفسه، وجد الباحثون أن الأرز المزروع عضويا يحتوي على مستويات أعلى بكثير من الأرز غير العضوي، واحتوى الأرز الأبيض على أدنى مستويات الزرنيخ.
بالنظر إلى الآثار الصحية، خلص الباحثون إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة يجب أن يقتصروا على 20 جراما كحد أقصى يوميا من أصناف الأرز الـ28 التي انتهكت اللوائح، لتجنب مخاطر الإصابة بالسرطان في وقت لاحق من الحياة.
وأوصوا بأن تضع حكومة المملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية ملصقات لتوضيح ما إذا كان الأرز آمناً للاستهلاك من الرضع والأطفال دون سن الخامسة.
ويشتري 90% من الأسر في المملكة المتحدة الأرز، إذ يستهلك الشخص العادي 100 جم في الأسبوع، ويستخدم الأرز والمنتجات المعتمدة عليه على نطاق واسع للفطام وكأغذية للأطفال، بسبب فوائدها الغذائية وإمكانات الحساسية المنخفضة نسبياً.
ولكن وفقاً لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية، يكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطر أكبر من الزرنيخ بمرتين أو 3 من البالغين، بسبب انخفاض وزن الجسم.
مادة الزرنيخ، التي تصنفها الوكالة الدولية لبحوث السرطان على أنها مادة مسرطنة من المجموعة الأولى، قابلة للذوبان في الماء، لذا فهي تتراكم في الأرز، الذي يزرع في الحقول المغمورة أكثر من الحبوب الأخرى.
ويؤثر التعرض للزرنيخ على كل عضو في الجسم تقريباً، ويمكن أن يسبب الآفات الجلدية والسرطان والسكري وأمراض الرئة.
قال الدكتور مانوج مينون، عالم التربة البيئية بجامعة شيفيلد والمؤلف الرئيسي للدراسة: "الأرز البني والبرّي أغذية صحية مليئة بالألياف والفيتامينات، ولا حاجة للكبار لتجنبها، لكن من المثير للاهتمام رؤية العديد من الأصناف المبيعة في المملكة المتحدة تنتهك لوائح سلامة الأغذية".
وأضاف في تقرير نشره السبت الموقع الإلكتروني للجامعة: "غالبا ما تُعتبر منتجات الأرز خيارا آمنا للأطفال الرضع والأطفال الصغار، لكن بحثنا يشير إلى أنه بالنسبة لأكثر من نصف الأرز الذي اختبرناه. يجب أن يقتصر الرضع على 20 جراماً فقط يومياً لتجنب المخاطر المرتبطة بالزرنيخ".