بريطانيا تندد بهجمات الحوثي على السفن.. وباريس تحذر
أكدت الحكومة البريطانية، الإثنين، أن هجمات مليشيات الحوثي على الشحن الدولي واستيلاءهم غير القانوني على سفينة غلاكسي ليدر تقوض أمن اليمن.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لسفيرة بريطانيا لدى اليمن عبدة شريف، عقب سلسلة هجمات للحوثيين على الشحن الدولي في البحر الأحمر.
- في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. جحيم الحوثي يسلب حياة اليمنيين
- فرنسا ترد على التهديد الحوثي بإسقاط مسيرتين انطلقتا من اليمن
وبحسب شريف فإن "هجمات الحوثيين تقوض أمن اليمن، وخاصة الأمن الغذائي في اليمن، حيث يتم استيراد 80% من المواد الغذائية عبر موانئ البحر الأحمر".
وقالت إن "التهديدات الحوثية المستمرة للشحن التجاري الدولي ستؤدي في النهاية إلى تقييد توافر الغذاء، لأن الشحن التجاري لن يخاطر بسُفُنِهِ وطاقمه، وقد بدأت تكاليف التأمين على الشحن في الارتفاع وستؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الاحتياجات الإنسانية".
وأكدت الدبلوماسية البريطانية التزام بلادها "بحماية سلامة الشحن في المنطقة، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السفينة غالاكسي وطاقمها من قبل مليشيات الحوثي".
وبشأن السلام في اليمن، ترى شريف أن "الجزء الحاسم من الرحلة نحو السلام هو الحوار اليمني اليمني، ويجب أن يكون الشعب اليمني قادراً على تحديد مستقبل أمته".
وفيما أكدت دعم بريطانيا إلى جانب الشركاء الدوليين، مساعي المبعوث الأممي هانز غروندبيرغ الذي وصفتها بـ"الحيوية"، ثمنت الجهود المتواصلة التي تبذلها السعودية وعمان للمضي قدماً في عملية السلام.
ونوهت إلى أن "دور المرأة محوري في عملية السلام، وإن وجهات نظر المرأة وخبرتها وصوتها جزء لا يتجزأ من بناء سلام شامل ودائم".
وعبرت عن قلقها من فرض قيود متزايدة مثل "المحرم" في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وعدم ضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وشددت على ضرورة أن يكون عمال الإغاثة ومنظماتهم قادرين على العمل بشكل مستقل وحر، موضحة أن بلادها خصصت 88 مليون جنيه استرليني كمساعدات لليمن في العام 2023، وقدمت أكثر من مليار جنيه استرليني منذ بداية الحرب الحوثية.
وأشارت إلى أن المساعدات البريطانية تساهم في توفير الغذاء لما لا يقل عن 100 ألف شخص كل شهر، وتقديم الرعاية الصحية المنقذة للحياة من خلال 400 مرفق للرعاية الصحية، وعلاج 22 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وتأتي تصريحات السفيرة البريطانية إلى اليمن في أعقاب سلسلة هجمات حوثية على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وكانت مليشيات الحوثي أعلنت، السبت، حظر مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل من "أي جنسية كانت" في خطوة من شأنها جر اليمن إلى حرب إقليمية بالوكالة، وفق مراقبين.
كما حذرت مليشيات الحوثي جميع السفن وشركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نفذت مليشيات الحوثي 4 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد 3 سفن في البحر الأحمر وهي "نمبر 9"، "أم في سوفي"، "يونيتي إكسبلور"، وهذه الأخيرة مملوكة لبريطانيا.
وكانت مليشيات الحوثي قرصنت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سفينة يابانية من الممر المائي الدولي في البحر الأحمر، وكان على متنها عشرات البحارة من جنسيات مختلفة، على خلفية الحرب بين غزة وإسرائيل.
فرنسا تحذر من التصعيد
بدورها دعت وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، إلى "تجنّب أي تصعيد إقليمي" بعدما أسقطت فرقاطة فرنسية في البحر الأحمر طائرتين مسيرتين انطلقتا من شمال اليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان "ندين كل الاعتداءات على حرية الملاحة"، مؤكدةً أنها تتابع "من كثب تطور الوضع في البحر الأحمر وفي منطقة مضيق باب المندب".
والمضيق ممر مائي استراتيجي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ويهدد الحوثيون بتعطيل هذا الطريق البحري في إطار الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم الكشف عن اسمه إن "الفرقاطة المتعددة المهام لانغدوك الموجودة في البحر الأحمر في مهمة وطنية للأمن البحري، أطلقت صواريخ "أستر 15" للدفاع الجوي بهدف إسقاط مسيّرات كانت متجهة نحوها مباشرة.
ويعد إطلاق صواريخ أرض جو للدفاع عن النفس أول عملية من نوعها للبحرية الفرنسية.
وأكدت هيئة الأركان العامة الفرنسية أنّ "اعتراض وتدمير هذين التهديدين المتميزين" تم خلال ليل السبت الأحد، على بعد 110 كيلومترات من الساحل اليمني، مقابل ميناء الحديدة، الواقع في شمال اليمن والخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "هذا الهجوم يأتي في سياق تزايد الهجمات وأعمال القرصنة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين اليمنيين، ما يشكل زيادة مقلقة جداً في الهجمات على حرية الملاحة في هذه المنطقة".
وأضافت "نكرر دعوتنا الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات على المدنيين والتهديدات لحرية الحركة والملاحة".
والأسبوع الماضي، هاجم الحوثيون سفينتين قبالة السواحل اليمنية ترفع إحداهما علم جزر البهاماس، وأعلنوا أنهما مملوكتان لإسرائيليين.
إلى ذلك أسقطت مدمّرة أميركية ثلاث طائرات مسيّرة بينما كانت تساعد سفناً تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، بحسب ما أعلنت واشنطن.
وفي 19 تشرين الثاني/نوفمبر،احتجز الحوثيون سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز