غزو فضائي "صديق للبيئة".. تدشين أول ميناء صواريخ "محايد للكربون"
تشهد بريطانيا مولد سلالة جديدة من الموانئ الفضائية التي ستغير تماما طريقة تعامل البشر مع معدات غزو الفضاء لتصبح أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
وحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، بدأ بالفعل مشروع تشييد "ميناء ساذراند الفضائي" في جزيرة "آموين" الاسكتلندية بالمملكة المتحدة، لتكون قاعدة يتوقع أن يطلق منها 12 صاروخا للفضاء سنويا.
- مصر.. رأس حربة جديد في الهجمة المرتدة على الدولار
- السيجارة في السفارة.. ما وراء أضخم عقوبة أمريكية على شركة بريطانية
والميناء الجديد ستستخدمه شركة "أوربيكس" البريطانية المتخصصة في خدمات الإطلاق المداري في أوروبا واحتياجات صناعة الأقمار الصناعية الصغيرة.
أول ميناء محايد للكربون
وميناء ساذرلاند سيكون أول ميناء فضائي محايد للكربون في العالم، حيث سيتم إطلاق الصواريخ فيه باستخدام الوقود الحيوي
وتهدف شركة أوربيكس التي يوجد مقرها الأساسي في مدينة فوريس الاسكتلندية، إلى استخدام الموقع الجديد لإطلاق صواريخ إلى المدار لتلبية الطلب العالمي على الرحلات التجارية إلى الفضاء.
وتطور أوربيكس مجموعة من أكثر مركبات الإطلاق الفضائية الصغيرة تقدمًا علاوة على كونها منخفضة الكربون وعالية الأداء.
نهاية سم الشيطان؟
وتعد عمليات إطلاق الصواريخ جزءًا لا يتجزأ من عالم القرن الحادي والعشرين، لكن الانبعاثات الصادرة عن عمليات إطلاق الصواريخ أصبحت جزاء من الهموم العديدة للمشغولين بإنقاذ المناخ.
وكان الوقود المستخدم من قبل العديد من الصواريخ هو "ثنائي ميثيل هيدرازين غير المتماثل" UDMH الذي اعتمدت عليه تصميمات الصواريخ الأوروبية والروسية والهندية والصينية.
ويتميز هذا الوقود بعدم حاجته إلى مصدر اشتعال، فضلا عن سهولة تخزينه في درجة حرارة الغرفة، وإطلاقه الكثير من الطاقة، ومع ذلك أطلق عليه العلماء الذين استخدموه اسم "سم الشيطان".
ويعد هذه الوقود مادة مسرطنة للغاية للإنسان، ويُلقى باللوم عليه في تحويل مساحة كبيرة من مناطق كازاخستان – التي استضافت عدة قواعد إطلاق للصواريخ - إلى منطقة كوارث بيئية.
وفضلا عن الوقود، فإن محركات الصواريخ تنفث التلوث في الغلاف الجوي، مثل أي شكل من أشكال الدفع الناتج عن الاحتراق.
ومع تزايد طموحات غزو الفضاء، والارتفاع المتوقع لعمليات الإطلاق خلال العقدين المقبلين بسبب النمو في الطلب على الخدمات مثل خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية والسياحة الفضائية، ربما يتسبب الكربون الأسود والسخام والانبعاثات الأخرى الناتجة عن أزمة بيئية حقيقية.
سلالة جديدة من موانئ الفضاء
ويعد إنشاء ميناء ساذرلاند الفضائي جزءًا مهمًا من طموح المملكة المتحدة للتحول إلى دولة فضائية حديثة.
وقال كريستيان فون بينغتسون، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة "أوربيكس" إن قاعدة ساذرلاند تقدم سلالة جديدة من الموانئ الفضائية، لجيل جديد من الصواريخ.
وأوضح: "هذا هو القرن الحادي والعشرين ونحتاج إلى رحلات فضائية رشيقة وذكية ومستدامة في جوهرها".
وتابع: "بالقدر نفسه من الأهمية، نأمل أيضًا أن نضع أسلوبًا لكيفية أن تكون الأعمال التجارية قوة من أجل الخير، وخلق الوظائف والفرص مع تقليل التأثير على البيئة إلى الحد الأدنى".
طموح كبير
من جهته، قال ريتشارد لوكهيد وزير التجارة بالحكومة الاسكتلندية لدى حضوره حفل وضع حجر الأساس لميناء ساذرلاند الفضائي، إن اسكتلندا العب دورًا رائدًا في قطاع الفضاء على الرغم من كونها بلدا صغير نسبيًا.
وتابع: "مع توقع نمو السوق العالمية إلى 490 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2030، فإننا في وضع جيد لنصبح موطن الفضاء الرائد في أوروبا بحلول عام 2030".
وأضاف: "كما أخبرت البرلمان الأسبوع الماضي، فإن قطاع الفضاء الاسكتلندي يفتح آفاقًا جديدة".
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز