وسط انتقادات.. ارتفاع قياسي لمبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل
الأرقام أظهرت ارتفاعا قياسيا في مبيعات شركات الدفاع البريطانية لإسرائيل في الوقت الذي يستعد الأمير وليام لزيارة رام الله والقدس
أظهرت إحصائية جديدة أن متعاقدي الدفاع البريطانيين باعوا كميات قياسية من الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك بعد أيام من إعلان أن الأمير وليام دوق كامبريدج سيمثل حكومة المملكة المتحدة في زيارة إلى البلاد الشهر المقبل تستغرق 5 أيام، ما أثار انتقادات حقوقية.
وأشارت الأرقام الصادرة عن منظمة "حملة مناهضة تجارة الأسلحة"، ومقرها بريطانيا إلى أن المملكة المتحدة أصدرت في العام الماضي تراخيص أسلحة بقيمة 221 مليون جنيه إسترليني لشركات الدفاع المصدرة إلى إسرائيل، ما جعل الأخيرة ثامن أكبر أسواق شركات الأسلحة البريطانية.
وتمثل هذه الأرقام زيادة كبيرة بنسبة 257% مقارنة بمبيعات العام الماضي التي بلغت 86 مليون جنيه إسترليني، الذي شكل آنذاك ارتفاعا كبيرا عن قيمة الأسلحة التي تم ترخيصها عام 2015 بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني، حيث اشترت إسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية معدات عسكرية بريطانية بأكثر من 350 مليون استرليني.
وتشمل التراخيص التي صدرت العام الماضي لمقاولي الدفاع البريطانيين الذين يصدرون إلى إسرائيل معدات الاستهداف وذخائر الأسلحة الصغيرة والصواريخ ومواقع الأسلحة وبنادق القنص.
وفي عام 2016، أصدرت المملكة المتحدة تراخيص للذخيرة المضادة للدروع، المدافع والرشاشات المركَّبة، ومكونات صواريخ جو-جو، ومعدات الاستهداف، ومكونات البنادق الهجومية، ومكونات قاذفات القنابل، ودروع مكافحة الشغب.
في المقابل، تساءلت جماعات حقوق الإنسان عن الحكمة وراء إرسال مسؤول ملكي بارز إلى بلد كان استخدامه للقوة المميتة في الشهر الماضي موضع قلق من حكومة المملكة المتحدة.
من جانبه، حذر كيري موسكوجيويري، مدير حملات المملكة المتحدة بمنظمة العفو الدولية، من أنه "بعد الاستجابة المفرطة على نحو مروع لقوات الأمن الإسرائيلية على حدود غزة، من المرجح أن تقترب التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة من نقطة الغليان عندما يجري الأمير وليام هذه الزيارة التاريخية".
وكشفت مراجعة أجرتها الحكومة البريطانية، أن البلاد أصدرت 12 ترخيصًا للأسلحة التي يعتقد أنها من المحتمل أن تكون قد استخدمت في حرب غزة يوليو/تموز 2014.
وقال أندرو سميث من "حملة مناهضة تجارة الأسلحة"، إن "عمليات إطلاق النار التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة كانت بمثابة تذكير مروع للعقاب الجماعي الجائر، والقمع الذي عانى منه سكان غزة. وباعتراف الحكومة نفسها، استخدمت الأسلحة البريطانية مرارًا ضد الفلسطينيين. ومع ذلك استمرت مبيعات الأسلحة دون هوادة. يجب أن يكون هناك تحقيق كامل فيما إذا تم استخدام أي أسلحة بريطانية في الفظائع التي شهدناها خلال الأشهر الأخيرة".
وأشار سميث إلى أن الزيارة تجري على "خلفية المجزرة" التي ارتكبتها إسرائيل في 15 مايو/ أيار الجاري عندما قتلت 62 فلسطينيا، وذلك بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة.
واعتبر أنه "إذا لم يعرب الأمير عن رفضه العنف الذي وقع، فإنه سيعتبر بمثابة تأييد سياسي كبير. يجب ألا يستخدم زيارته لتبييض أو إضفاء الشرعية على هذه الانتهاكات الفظيعة".
وستبدأ رحلة دوق كامبريدج التي تستغرق خمسة أيام بزيارة إلى العاصمة الأردنية عمان، يوم الأحد 24 يونيو/حزيران المقبل، تقوده إلى رام الله، عاصمة السلطة الفلسطينية، وتنتهي في القدس.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز