الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية.. أزمة ذخائر تحاصر أوروبا
حذر قائد الجيش البريطاني السابق من نفاد ذخيرة المملكة المتحدة خلال يوم واحد، في حال اضطرت لخوض حرب ضد روسيا.
الجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية، نبه في مقال بصحيفة ذا صن البريطانية، إلى أن سنوات تخفيضات الإنفاق الدفاعي تركت مخزون القوات البريطانية شبه خال.
وأضاف الجنرال أن الجيش البريطاني سيحتاج إلى ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه استرليني إضافية سنويا للانضمام إلى دول الناتو التي تحتل المرتبة الأولى في الإنفاق الدفاعي.
تحذير يأتي في وقت أكد فيه وزير الدفاع البريطاني بن والاس حاجة بلاده إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لعقود، نظرا للمخاطر الكبيرة التي تواجهها المملكة المتحدة.
وقال وزير الدفاع إن "نسبة متزايدة" من الإنفاق الحكومي يجب أن توجه نحو الحفاظ على أمن البلاد.
وأجرى والاس محادثات مع وزير الخزانة البريطاني غيريمي هانت، قبل ميزانية مارس/آذار المقبل، لمناقشة الضغوط قصيرة الأجل مثل ارتفاع التضخم.
وقال الدكتور جاك واتلينج، من مركز روسي للأبحاث العسكرية، إن أوكرانيا تستخدم ما لا يقل عن 6000 قذيفة في اليوم، موضحا أن بريطانيا ستواجه صعوبة في الوصول إلى نفس العدد، لأنها تعتمد على القذائف المستوردة لقذائف الدبابات والمدفعية.
بدورها، أوضحت مصادر لصحيفة ذا صن أن مصانع الذخيرة في المملكة المتحدة ستستغرق أيضا عاما لصنع قذائف يومية لأوكرانيا.
أما وزارة الدفاع البريطانية فأكدت أنها عززت مخزونات الذخيرة إلى "أكثر من مستويات ما قبل انطلاق العملية العسكرية بـ560 مليون جنيه استرليني إضافية من الخزانة".
تأتي تحذيرات الجنرال بارونز في وقت تعاني فيه أوروبا من شح الذخيرة وعدم قدرتها على مواصلة الإنتاج كي تتواءم مع استخدامها المستمر.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن أوروبا، التي تمتلك أكبر قدرات تصنيع للسلاح في العالم، تسعى جاهدة لإنتاج ما يكفي من الذخيرة لأوكرانيا ولنفسها، الأمر الذي يعرض قدرات الناتو الدفاعية للخطر ودعم كييف في نفس الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن غياب القدرات الإنتاجية، وقلة العمال المتخصصة، واختناق سلاسل الإمداد، بجانب كلفة الإنتاج والقيود البيئية على الصناعة، تحدّ من الجهود لزيادة معدلات الإنتاج، بصورة تضع تحديات أمام الغرب وأوكرانيا مع قدوم العام الجديد.
وأوضحت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا تستنفد الذخائر بمعدلات سريعة لم تسجل منذ الحرب العالمية الثانية، ففي ذروة الحرب في منطقة دونباس، شرقي أوكرانيا، استخدم الروس ذخائر في يومين أكثر مما لدى الجيش البريطاني من مخزون، وفقا لتقرير المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن.
وقال مايكل ستراند، صاحب مجموعة تشيكوسلوفاكيا إي أس وهي شركة تشيكية تنتح حوالي 30% من مجمل الذخيرة في أوروبا، إن أوكرانيا تستهلك شهريا حوالي 40 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ميلميتر، في الوقت الذي يبلغ فيه مجمل إنتاج أوروبا من تلك المقذوفات قرابة 300 ألف قذيفة في العام.
ونوه إلى أنه في حال توقفت الحرب اليوم ستحتاج أوروبا إلى 15 عاماً كي تتمكن من تعويض المخزون من مستوى الإنتاج الحالي.
لم تكن ألمانيا أحسن حالا من بريطانيا، إذ حذر المسؤولون الألمان من أن ألمانيا لا تملك ذخيرة تكفي لمدة أسبوعين لو تعرضت لهجوم روسي، وهو أقل مما اشترطه الناتو على أعضائه، وهو تخزين ذخيرة تكفي مدة شهر.
ويرى ولفانغ شميدت، كبير موظفي المستشار الألماني أولاف شولتز، أن السبب يرجع لعدم وجود صناعات تسليح واسعة، رغم وجود ألمانيا ضمن قائمة كبار مصدري السلاح في العالم.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز