رئيسة وزراء بريطانيا.. نسبة المشاركين في اختيارها مفاجأة
كان من المفاجئ، وخاصة للأشخاص الأقل دراية بأنظمة الحكم البرلمانية، أن يختار أقل من 1 % من الشعب البريطاني رئيس الوزراء الجديد.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كان لنحو 160 ألف شخص القرار النهائي في اختيار الزعيم الجديد لحزب المحافظين، وبالتالي رئيس الوزراء المقبل.
وعقب استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون وفي وقت لا يزال يتمتع فيه حزبه بأغلبية بالبرلمان، يمكن للمحافظين اتخاذ قرار بشأن خليفته.
وتجرى المراحل الأولية للسباق على قيادة حزب المحافظين بين أعضاء الحزب في البرلمان، والذين يتم اختيار المرشحين المحتملين من بينهم، ويحتاج كل مرشح منهم إلى تأييد 20 نائبا للوصول إلى التصويت الأول في يوليو/ تموز، وهو الذي شهد وصول ثمانية من 11 مرشحا.
ويجري النواب بعد ذلك عدة جولات تصويت لخفض عدد المرشحين، وفي كل مرة يُطلب منهم التصويت بشكل سري لصالح مرشحهم المفضل، ويتم استبعاد من يحصل على أقل الأصوات، تتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين.
وكان التصويت في السابق يكون في أيام الثلاثاء والخميس، لكن من المقرر أن يبدأ البرلمان العطلة الصيفية التي تستمر ستة أسابيع في 21 يوليو/ تموز، لذا قد يتعين تسريع العملية.
وبعد ذلك يكون تصويت بالبريد على المرشحَين الأخيرين ويشمل جميع أعضاء حزب المحافظين، ويعيّن الفائز رئيسا للوزراء.
وخلال انتخابات رئاسة الحزب الأخيرة عام 2019، كان 154500 عضو مؤهلين للتصويت، ويقدر هذا العدد الآن بأكثر من 160 ألف عضو.
ويدفع أعضاء الحزب اشتراكًا سنويًا قدره 25 جنيهاً، أي حوالي 30 دولارًا، ويصوتون عبر البريد والإنترنت منذ أوائل أغسطس/ آب.
كم من الوقت يستغرق ذلك؟
يمكن أن تختلف الفترة الزمنية لاختيار رئيس الوزراء اعتمادا على عدد المتقدمين للمنصب، وكانت تيريزا ماي تولت المنصب بعد أقل من ثلاثة أسابيع من استقالة ديفيد كاميرون العام 2016 وانسحاب جميع المتنافسين الآخرين في منتصف السباق.
وتنافس جونسون مع وزير الصحة السابق جيريمي هانت قبل تصويت أعضاء حزب المحافظين لاختيار من يحلّ محلّ ماي في 2019، وتولى المنصب بعد شهرين من إعلان ماي اعتزامها تقديم استقالتها.
من يحق له التصويت؟
لا ينشر حزب المحافظين بيانات واضحة حول تشكيل عضويته - حتى عدد الأعضاء لا يتم نشره بشكل روتيني، لكن الاستطلاعات تقدم إشارة إلى أن الأشخاص الذين يضطلعون باختيار رئيس الوزراء لا يشكل سوى أقل من 1 % من عدد السكان.
وكشف بحث ديموغرافي مكثف أجراه معهد مايل إند بجامعة كوين ماري بلندن، نُشر عام 2018، أن أعضاء جميع الأحزاب الرئيسية في بريطانيا هم من الذكور وكبار السن ومن الطبقة المتوسطة والبيض.
وخلص البحث إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء الحزب كانت من الذكور الذين شكلوا 71 % والبيض 97 في المائة، أما 44 % من أعضاء الأحزاب فكانوا فوق 65 عاما، كما أنهم لا يمثلون البلاد بشكل مناسب، حيث يعيش 54 % منهم في لندن وجنوب شرق إنجلترا.
ماذا حدث بعد ذلك؟
طوال فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية، كانت الملكة تستقبل رئيس وزرائها الجديد في قصر باكنغهام، مقر إقامتها الرئيسي في وسط لندن.
لكن الملكة، البالغة من العمر الآن 96 عامًا، ستلتقي هذه المرة برئيس الوزراء المنتهية ولايته والجديد في قلعة بالمورال في اسكتلندا، حيث تقوم برحلتها الصيفية السنوية، وستكون تروس رئيس الوزراء الخامس عشر خلال حكمها.
عادةً ما يدلي رئيس الوزراء المغادر ببيان خارج داونينغ ستريت ثم يقوم برحلة أخيرة للقاء الملكة وتجري إقالته رسميًا من منصبه، كما يلتقي رئيس الوزراء المنتخب حديثًا بالملكة قبل أن يعود إلى 10 داونينغ ستريت ويلقي خطابًا.
وبدلاً من ذلك سيلقي جونسون خطابًا في داونينغ ستريت الثلاثاء قبل استقلال الطائرة إلى بالمورال للقاء الملكة، ثم تلتقي تروس مباشرة مع الملكة لتعلن تعيينها رئيسة للوزراء، قبل العودة إلى لندن لإلقاء خطاب.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز