البراكين غضب الطبيعة الكامن.. انفجار كراكاتوا بلغ قوة 10 آلاف قنبلة نووية
التقديرات تشير إلى أن القوة التي ثار بها بركان كراكاتوا بإندونيسيا في العام 1883 تعادل 10 آلاف قنبلة مثل قنبلة هيروشيما
يرصد العالم البريطاني كلايف أوبنهايمر، أستاذ البراكين في جامعة كامبريدج ببريطانيا، معلومات عن تلك الظواهر الاستثنائية للطبيعة، فهي قد تهدأ خلال أعوام وحتى قرون، لكنها عندما تثور فإن نشاطها له تبعات مدمرة.
ويشير أوبنهايمر إلى كارثة حقيقية وقعت في أغسطس/آب من عام 1883 بإندونيسيا، حيث ثار بركان كراكاتوا الواقع في جزيرة صغيرة في مضيق سوندا بين جاوة وسومطرة، واستغرق الأمر عدة أشهر ليدل على نشاط متصاعد، لكن وقع أكبر ثوران في 26 أغسطس/آب، وكان بخطورة شديدة جعلت جزءاً كبيراً من الجزيرة وما بداخل البركان يتحول إلى رماد.
وبلغ جزء من هذا الرماد ارتفاع 80 كلم، ونتيجة ذلك انخفضت درجة الحرارة إلى 1.2 درجة مئوية، ولم تعد الأوضاع لطبيعتها حتى عام 1888.
وتشير التقديرات إلى أن القوة التي ثار بها بركان كراكاتوا تعادل 10 آلاف قنبلة مثل قنبلة هيروشيما.
وأعقبت مرات الثوران موجات تسونامي بارتفاع 40 متراً، وأسفرت الكارثة عن تدمير 160 بلدة، وسقوط أكثر من 36 ألف قتيل.
ومن سلسلة كراكاتوا اندلع بركان جديد هو "آناك كراكاتوا"، والذي يعني في اللغة الإندونيسية ابن كراكاتو، كان في البداية بركان تحت البحر ظهر في عام 1930.
وأسفر نشاط هذا البركان في 22 ديسمبر/كانون الأول عن موجات تسونامي، أثرت على سواحل الجزر القريبة، وأسفرت عن سقوط نحو 400 قتيل.
وتعرب السلطات الإندونيسية والسكان المحليون عن قلقهم إزاء البركان الذي يهدد بثوران جديد.
كما ثار مؤخراً بركانان إيطاليان، وهما بركان جبل إتنا وسترومبولي، وأسفر نشاط الأول عن زلزال بقوة 4.8 درجات، ما تسبب في انهيارات في البلدات القريبة.
كلايف أوبنهايمر، أستاذ البراكين في جامعة كامبريدج ببريطانياو مؤلف كتاب " Eruptions that Shook the World" أو "ثوران يهز العالم"، وبطل الفيلم الوثائقي "Into the Inferno" أو "داخل البركان" الذي يمكن مشاهدته على شبكة "نيتفليكس"، وهو الفيلم الذي افتتح النسخة الأخيرة من مهرجان السينما في لانثاروتي في جزر الكناري الإسبانية، يكشف معلومات مثيرة عن البراكين في سياق الحوار التالي..
هل تتذكر المرة الأولى التي شاهدت فيها ما بداخل بركان؟
أول براكين زرتها كانت في إندونيسيا، كان لدي 19 عاماً، وكان ذلك قبل البدء في دراسة الجيولوجيا في الجامعة، أتذكرها جميعاً، ربما لم يكن الأول بهذه الروعة لأنه كان يمكنني الوصول إليه بالسيارة لأنه كان قريباً للغاية من المدينة.
أتذكر عدة أمور مختلفة لعدة براكين: أحيانا الغاز والصوت ورائحة الكبريت والصخور الصفراء والحمراء ومتعددة الألوان، لدي ذكريات عديدة من إندونيسيا.
لا يمكن تحديد بعض البراكين.
ما أكبر بركان في العالم حالياً؟
يُعد بركان جبل مونا لوا في هانواي، الذي يثور من البحر، أحد أكبر البراكين، إذ يبلغ طوله 4 آلاف متر تحت البحر، و3000 متر فوق سطح البحر، إنه هائل.
-ما أخطر بركان؟
هناك طريقتان يمكن فيهما للبراكين التأثير على الأشخاص، إحداهما هي من يعيشون بالقرب منها، والأخرى عندما يسفر بركان عن ثوران ضخم يمكن أن يغير المناخ ويؤثر بذلك على أشخاص يعيشون في الجانب الآخر من العالم.
الخطر الأكبر يواجهه من يعيشون بالقرب من هذه المناطق، مثال على ذلك إندونيسيا التي لديها عدد كبير من السكان وتثور البراكين بشكل متكرر، كذلك جواتيمالا حيث يعيش المواطنون على بعد كيلومترات قليلة من البركان، من الصعب للغاية هناك حماية السكان.
- هل يمكن أن يثور بركان آخر مثل كراكاتوا؟
نعم بالطبع، حادث مثل بركان كراكاتوا قد يحدث مرة كل 100 عام في المتوسط، شاهدنا مرات ثوران ضخمة، وعلى سبيل المثال، ثوران بركان تامبورا في عام 1815 أيضا في هذا البلد، ووقع أيضاً ثوران براكين أكبر مثل ثوران بركان توبا في سومطرة منذ 74 ألف عام، وتقع هذه الحوادث تقريبا مرة كل 50 ألف عام، وقد تؤثر على مناطق كبيرة وحتى العالم بأسره.
- وفي الفترة الأخيرة؟
إذا ما نظرنا إلى أكبر عدد مرات ثوران براكين في العقود الأخيرة، يبرز ثوران بركان بيناتوبو في عام 1991، وبركان تشيتشون في المكسيك عام 1992، وبركان تشايتن في تشيلي، ويجب الأخذ في الاعتبار أن العلماء لم يكونوا على علم بأي من هذه البراكين قبل عودتها للثوران.
إننا نركز على البراكين التي ثارت في الحقبة التاريخية، لكن يمكننا توقع ثوران براكين كبرى ليست محددة مثلها.
- توجد بلدات قريبة من بركان.. هل تعتقد أن هؤلاء الاشخاص على دراية بالخطر الذي يحيط بهم؟
أعتقد أن العديد من الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البراكين ليس لديهم خيار آخر، إذا ما فكرنا في جزيرة جاوة في إندونيسيا المأهولة بالسكان، فإن العديد من الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها هم مزارعون فقراء، دُمرت أراضيهم نتيجة ثوران البراكين، لكنهم يعودون بعد ذلك.
يجب علينا أيضاً توضيح أن البراكين سلمية خلال الفترة الأكبر من الزمن، على سبيل المثال؛ إذا ما فكرنا في جبل فيسوبيو في إيطاليا، فقد وقع آخر ثوران كبير له في عام 1944، وهذه منطقة رائعة للعيش لأنها تطل على البحر، والمناخ جيد، يمكننا تفهم أن المواطنين يرغبون في العيش هناك، حقاً قد يعود البركان للثوران، ويتعرض العديد من الأشخاص لهذا الخطر، إنه أمر صعب، اليونانيون القدماء يعتقدون أن الإله هيفيستوس هوى من السماء عند ولادته إلى قعر بركان فتشوّه جسده، وصار الإله الأعرج، وأقبح الآلهة منظراً.
- لمَ تعتقد أن هناك هذا النوع من المعتقدات حتى في الوقت الراهن؟
أعتقد أنه في أي مكان (أيسلندا، إيطاليا، نيكاراجوا، ....) هناك قصص أسطورية حول البراكين، سبب لذلك هو أنه أمر نادر الوقوع، البراكين تبهرنا، إذا ما نظرنا في أنحاء مختلفة من العالم، فإن القصص حول البراكين متشابهة إلى حد كبير.