تاجر سلاح ولاعبة سلة.. "بوت" و"غرينر" نجوم الصفقة النادرة
يحتفي البيت الأبيض بإتمام صفقة تبادل معتقلين نادرة مع روسيا، تم بموجبها إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية برتني غرينر .
في المقابل تستعيد روسيا بهذه الصفقة أشهر تاجر سلاح روسي بحسب الرواية الأمريكية والذي كان معتقلاً في الولايات المتحدة منذ عام ٢٠١٠ هو فيكتور بوت.
ووفقا للتقارير، فإن بوت، الملقب بـ"تاجر الموت"، هو ضابط عسكري سوفيتي سابق يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاما في الولايات المتحدة بتهمة التآمر لقتل أمريكيين، والحصول على صواريخ مضادة للطائرات وتصديرها، وتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية.
غرينر بدورها لعبت لسنوات مع فريق كرة سلة نسائي روسي، كانت محتجزة منذ فبراير/ شباط الماضي، عندما ألقي القبض عليها بتهمة تهريب المخدرات في مطار بموسكو، وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في أوائل أغسطس/ آب وتم نقلها إلى السجن في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أن خسرت استئنافها.
من هي بريتني غرينر؟
غرينر من مواليد 18 أكتوبر/تشرين الأول 1990 في مدينة هيوستن، وهي لاعبة كرة سلة أمريكية. بدأت مسيرتها الاحترافية في سنة 2013. حيث تم اختيارها من قبل فريق فينيكس ميركوري، وتلعب في دوري الاتحاد الوطني لكرة السلة النسائية كلاعب وسط.
يبلغ طولها 6 قدم 9 بوصة (2.1 م). وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو عام 2016، كما شاركت في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2021، وحصدت ميداليتين ذهبيتين خلال مشاركتها مع منتخب بلادها. كما فازت بلقب دوري المحترفات.
حققت غرينر المركز الأول في كأس العالم لكرة السلة للسيدات في عام 2014. ولعبت كرة السلة الجامعية في جامعة بايلور حيث فازت بلقب دوري المحترفات.
احتجزت بريتني عرينير، في مطار شيريميتي في موسكو يوم 18 فبراير/شباط الماضي، عندما عثرت السلطات على خراطيش سجائر إلكترونية تحتوي على زيت الحشيش، المحظور في روسيا، في حقيبتها.
وأدينت بعد ذلك بتهريب المخدرات ونُقلت إلى واحدة من أكثر المستعمرات العقابية إثارة للرعب في روسيا، حيث تحدث سجناء سابقون عن أعمال تعذيب وضرب مبرح وظروف عمل قسري، وفقا لرويترز.
ومع بدء محاكمة البطلة الأولمبية الأمريكية في موسكو، نشرت صورة للاعبة السلة الأمريكية وهي مقيدة، في جلسة محاكمة مغلقة جزئيًا مع حضور إعلامي محدود.
وصلت غرينر إلى المحكمة وهي مقيدة اليدين وترتدي قميصًا عليه صورة الموسيقي ومغني الروك الأمريكي جيمي هندريكس.
قبل المحاكمة أرسلت بريتني جرينر، خطابًا بخط اليد إلى الرئيس الأمريكي، مناشدة إياه بعدم نسيان أمرها.
وكتبت اللاعبة الأمريكية: "بينما أجلس هنا في سجن روسي، وحدي مع أفكاري ودون حماية زوجتي أو عائلتي أو أصدقائي أو قميصي الأولمبي أو أي إنجازات، يرعبني أنني قد أقبع هنا إلى الأبد".
في 14 أغسطس/آب 2014، أعلنت غرينر خطوبتها مع لاعبة كرة سلة هي جلوري باسي جونسون، وفي 22 أبريل 2015، تم القبض عليهما بتهمة الاعتداء والسلوك غير المنضبط بعد أن ردت الشرطة على مشاجرة بين الاثنين في منزلهما في إحدى الضواحي في فينيكس. على الرغم من هذا الحادث، تزوجا في 8 مايو 2015.
وفي 4 يونيو/حزيران 2015، أعلنت جونسون حملها في توأم عبر متبرع، وبعد أقل من شهر من الزواج، تقدمت غرينر بطلب لإلغاء الزواج بدعوى الاحتيال والإكراه.
وفي أغسطس/آب 2018، أعلنت غرينر، خطبتها من شيريل واتسون، التي غيرت اسمها لاحقًا إلى تشيريل جرينر.
ومن هو فيكتور بوت؟
بقي اسم فيكتور بوت الملقب "تاجر الموت" على مدى عقدين رمزا لحركة تهريب الأسلحة الدولية في ظل الفوضى المخيمة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وألهمت قصّته هوليوود قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة وتسجنه.
وبعد مفاوضات مطولة وشاقة، وافقت واشنطن، الخميس، على تسليم روسيا الموقوف البالغ 55 عاما الذي اعتقل عام 2008 خلال عملية أمريكية في تايلاند، في مقابل نجمة كرة السلة بريتني غرينر الموقوفة في روسيا منذ أشهر لحيازتها آلة تدخين إلكترونية تحمل كمية صغيرة من زيت الماريجوانا.
كان بوت الذي حكم عليه عام 2012 بالسجن 25 عاما، موضع مفاوضات منذ سنوات بين موسكو وواشنطن.
ولد فيكتور بوت بحسب تقرير للأمم المتحدة في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة.
درس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الانضمام إلى سلاح الجو.
بوت متّهم بأنه اغتنم الفوضى المنتشرة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 ليشتري كميات من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد عسكرية غابت عنها السيطرة وضباط يبحثون عن سبل للإثراء أو لمجرد تأمين معيشتهم.
ووصل به الأمر إلى تشكيل أسطوله الخاص من طائرات الشحن لتسليم حمولاته عبر العالم.
كان الصحافي الأمريكي دوغلاس فرح الذي أصدر مع ستيفن براون الكتاب التحقيق "تاجر الموت" عام 2008، وصف فيكتور بوت بأنه "ضابط سوفياتي أحسن اغتنام الفرصة السانحة نتيجة ثلاثة عوامل أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي: طائرات متروكة على المدارج بين موسكو وكييف ...، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وفورة الطلب على الأسلحة".
دخل بوت الثقافة الشعبية الأمريكية عام 2005 عند عرض فيلم "سيّد الحرب" (لورد أوف وور) المستوحى من حياته، والذي لعب فيه النجم الأمريكي نيكولاس كيدج دور تاجر الاسلحة يوري أورلوف الذي يطارده الإنتربول.
يعتبر البعض في روسيا أن واشنطن تبالغ في ما تنسبه إليه من أعمال لتجعل منه فزّاعة ولتشوّه صورة موسكو.
وكتب الصحافي الروسي ألكسندر غاسيوك في كتاب أصدره عام 2021 ليروي "القصة الحقيقية" لتاجر الأسلحة، أن "الأسطورة التي اختلقتها الولايات المتحدة حول بوت قصة بديهية إلى حدّ مشين: قصّة روسي شرير يبيع أسلحة بصورة غير شرعية ويحاول إلحاق الأذى بأميركا، لكن الأميركيين الطيّبين وضعوا حدّا له".
من جهتها، تؤكد ألّا زوجة بوت أن زوجها "رجل أعمال نزيه ووطنيّ كبير يحب بلاده، حكم عليه لجرائم لم يرتكبها"، كما كتبت في مقدمة كتاب ألكسندر غاسيوك.
وأوقف بوت ضابط سلاح الجو السوفياتي السابق الذي يشتبه البعض بأنه كان عنصرا في أجهزة الاستخبارات العسكرية، عام 2008 في تايلاند بعدما أوقع به عناصر أميركيون.
وبحسب الاتهام، وافق على بيع ترسانة من البنادق والصواريخ لهؤلاء العملاء السريين الذي ادّعوا أنهم عناصر من القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) يريدون استخدام هذه الأسلحة لإسقاط مروحيات أميركية تدعم الجيش الكولومبي.
وفي 2010 رحلته تايلاند في طائرة جهزتها الولايات المتحدة من أجل محاكمته.
أدين في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بتهمة تهريب الاسلحة وحكم عليه في نيسان/أبريل 2012 في نيويورك بالسجن 25 عاما.
صرح عند إعلان الحكم "لست مذنبا، لم يكن يوما بنيتي قتل أيّ كان، لم يكن يوما بنيّتي بيع هذه الأسلحة لأي كان، الله يعلم الحقيقة".
ووعدت وزارة الخارجية الروسية في ذلك الحين ببذل كل ما بوسعها لإعادته إلى روسيا معتبرة الحكم "سياسيا".
وتندد موسكو منذ ذلك الحين بسجنه، ما يشير برأي بعض المراقبين إلى أن بوت قد يكون تصرف بموافقة مسؤولين روس، أقلّه ضمنية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg جزيرة ام اند امز