إن أداء جماعة الإخوان الإرهابية حيال أي أزمة سياسية أو عسكرية في عالمنا العربي يعكس سوء نهجها وتطرف خطابها وخبث أهدافها، لأنها تستغل الأحداث لإعادة إنتاج نفسها واجترار أفكارها المتشددة والمخربة لعقول الأجيال.
أولاً: رأى الإخونج في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي فرصة ذهبية لإقناع الجمهور بأن المقاومة للمحتل عقيدة إخوانية، بينما الواقع كما الوقائع تثبت غلو الإخوان في صناعة المغامرات، والهروب من المحاسبة والتبعات.
ثانياً: يشحذ الإخونج في فضاء التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام سيوف الحقد على الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، بغية تكريس منطق الفوضى الذي يبرعون به، وترسيخ مفاهيم العنف التي يقتاتون عليها، ولهذا فإن ديدنهم السب والشتم وتزوير الحقائق.
ثالثاً: تفكيك خطاب الإخوان في هذا التوقيت يمنح الجميع فرصة اكتشاف الأدوات والمشغل، فالإخوان يبتكرون أساليب رخيصة في كل مرحلة لتجاوز معاناة الناس، والدوس على جراح المنكوبين لتحصيل مكاسب لحظية آنية وحزبية ضيقة.
رابعاً: لدى الإخوان رصيد كبير وخطير من بث الفتن والخداع بالألفاظ، وهذا بحد ذاته عنصر رئيسي في عملية غسل الأدمغة والعقول، بعد أن أسهمت دول مؤثرة وفاعلة مثل السعودية والإمارات في تجفيف منابع تمويلهم والحفاظ على المجتمعات وتحصينها حيال خطرهم على الإنسان والأوطان.
خامساً: الإخوان في العالم العربي والإسلامي يعانون اليوم من أزمة كبرى، مردها افتضاح أمرهم وسقوط ورقتهم السياسية في كل من مصر وتونس وغيرهما من الدول، وهذا يجعل من الإخوان عصابة مكشوفة الظهر، ومنبوذة في هذا العصر، وغير مقبولة شعبياً.
سادساً: حتى الدول الغربية التي لا تزال تفتح ذراعيها للإخوان مثل بريطانيا على سبيل المثال لا الحصر، تجد معوقات قانونية وحتى انتخابية في مجالات تسويق أعمال الإخوان على أراضيها، لأن حالة الوعي الغربي تجاه الإخوان كجماعة وفكر تتزايد، وتأخذ منحى واضحاً في رسم معالم الطريق الخاص بمواجهات معهم إن لزم الأمر.
سابعاً: الضربات النوعية التي تلقتها جماعة الإخوان خلال العقد الأخير، كانت بمثابة الضربة القاضية في عدد من الدول، وهذا أمر لم يتكيّف معه الكثير من قادة الجماعة المتطرفة، وأجبرهم ذلك الأمر على التخفي خلف مسميات جديدة وكيانات وهمية حديثة.
ثامناً: الخلافات الداخلية التي يعيشها الهيكل التنظيمي للجماعة الأم، خلق مناخاً آخر من الضعف الكلي، لأن أصل تلك الخلافات بالأساس، يرتبط بالنفوذ والمال، وهذه حكاية قديمة جديدة، تشرح الفرق بين الأيديولوجيا والتكسب الشخصي لكل قيادي إخواني فاسد.
تاسعاً: بوسع الإخوان أن يقولوا في وسائل إعلامهم ما يشتهون من كذب وافتراء على الدول والحكومات، لكن محدودية انتشار توجهاتهم وخطابهم، أضحت سمة بارزة في شكل الجماعة الإخوانية المتطرفة الآن.
ولعل الهدف الأسمى من هذا المقال أو غيره، تسليط الضوء على جرائم الإخوان المستمرة منذ عقود، وتحذير الناس منهم، والعمل الجاد على بلورة مشاريع إعلامية تكاملية، تضمن عدم تمدد الإخوان أو حتى جماعات صغيرة تدور في فلكهم، فالإخوان خطر، لذلك يجب الحذر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة