من خلال المقابلات التي أجريتها مع 4 شركات تتمتع بعلاقات اقتصادية وثيقة مع دولة الإمارات، شعرت بأن التعاون الذي تقوم به الشركات الصينية بالإمارات مستمر في الارتفاع.
وأصبحت القدرات الإنتاجية الجديدة واحدة من الدوافع الرئيسية لتعزيز التعاون بين الطرفين.
وفي السنوات الأخيرة، ومع صعود الشركات التكنولوجية الصينية في السوق العالمية، بدأ المزيد والمزيد من الشركات الصينية توجيه أنظارها نحو دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها دولة مهمة في الشرق الأوسط. هذا التعاون الاستثماري ليس فقط تعميقاً للعلاقات الاقتصادية بين الجانبين، بل هو أيضاً تجسيد قوي للعلاقات الودية بين الصين والإمارات.
تعمل دولة الإمارات على تحفيز القطاعات الاقتصادية الجديدة في الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي، حيث تشهد هذه القطاعات تدفقاً كبيراً في الاستثمارات وتتطلع إلى جذب مزيد من الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتشجع الشركات الوطنية على الدخول في شراكات مع الشركات والمستثمرين الأجانب.
وبينما تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن قوتها التقنية وقدرتها على الابتكار تجعل استثمارات الشركات الصينية في الإمارات مرغوبة للغاية. والقدرة على إحداث تغيير إيجابي في الإنتاجية هي واحدة من المزايا التي تقدمها الشركات الصينية، فهذه القدرة لا تتماشى فقط مع احتياجات استراتيجية التنمية في الإمارات، بل تتناسب أيضاً مع 23 مقترحاً للاستثمار الأجنبي التي قدمتها الحكومة الإماراتية.
هذه المقترحات تغطي مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الصناعات الرقمية والطاقة الجديدة وطباعة البناء ثلاثية الأبعاد والحفاظ على البيئة، وهي بالضبط المجالات التي تتمتع بها الشركات الصينية بخبرة قوية. على سبيل المثال، قدمت شركة النقل الذكية الصينية "سي جيه" في الإمارات الابتكار والتحول الذكي في صناعة النقل المحلية، ودفعت بتطور قطاع النقل في الإمارات إلى الأمام.
ولم يقتصر تأثير استثمارات الشركات الصينية في الإمارات على تنمية الاقتصاد المحلي فقط، بل أضافت حيوية جديدة للتعاون الثنائي بين الصين والإمارات، إذ تمكن الجانبان من تحقيق موقف مربح للطرفين من خلال التعاون في مجالات التكنولوجيا والتمويل والموارد البشرية.
وفي الوقت نفسه، قدمت استثمارات الشركات الصينية فرص عمل جديدة في الإمارات، مما أسهم في دعم النمو الاقتصادي المحلي والاستقرار الاجتماعي.
وتمتلك منطقة الشرق الأوسط موارد طاقة شمسية غنية، ما يجعلها مناسبة لتطوير الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين.
ومع زيادة العرض المستدام للطاقة الخضراء في الشرق الأوسط، ستشهد صناعة السيارات الكهربائية ومعدات القيادة الكهربائية نمواً سريعاً. وبوصف الصين دولة رائدة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، سنعمل مع الدول العربية على تعزيز صناعة الطاقة الخضراء عالمياً، ونقدم حلاً شاملاً من توليد الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين وتخزين الطاقة إلى صناعة السيارات الكهربائية، لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.
التعاون بين الصين والإمارات ليس مقتصراً على المستوى الاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك السياسة والثقافة والتعليم. ومن خلال التعاون بين الصين والإمارات، عززنا العلاقات الودية بين الجانبين، وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة، مما أسهم في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق التنمية المشتركة. واستثمار شركات التكنولوجيا الصينية في الإمارات العربية المتحدة يعكس بشكل كامل أن التعاون بين الصين والإمارات يعتبر مربحاً لكلا البلدين.
في المستقبل، نعتقد أن العلاقات التجارية والاقتصادية الودية بين الصين والإمارات ستشهد تطوراً أكبر، وستسهم في دفع النمو الاقتصادي العالمي نحو مستقبل أفضل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة