أفغانستان ملاذ جديد للإخوان؟ 4 أسباب تعقد مهمة التنظيم
مع تضييق الخناق على «الإخوان» بات التنظيم المصنف إرهابيا في بلدان عدة يفتش عن ملاذات جديدة آمنة لعناصره.
أفغانستان كانت أحدث وجهة يتجه تفكير «الإخوان» إليها، فأرسل التنظيم الإرهابي إليها وفدا خلال الأيام الماضية، تزامناً مع تصاعد قيود تركيا على نشاطه.
تلك الزيارة، طرحت تساؤلات عدة بشأن إمكانية استقبال كابول عناصر التنظيم الفارين، لا سيما في ظل حكم «طالبان» التي تعد إحدى أبرز الحركات المنبثقة عن تيارات الإسلام السياسي، والتي عادت للحكم قبل أكثر من عامين بعد نحو 20 من القتال ضد الولايات المتحدة.
غير مرحب بهم
إلا أن الكاتب والباحث الأفغاني سيف الله ساعي استبعد، في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أن تكون أفغانستان ملاذاً أو مقراً لتنظيم الإخوان الإرهابي، لثلاثة أسباب أولها الاختلاف الفكري.
وأوضح الباحث الأفغاني أن حركة طالبان لديها فكرها الديني الخاص المعروف بـ«الديوبندية» المنسوب لعلماء الدين في منطقة ديوبند الهندية، مشيرا إلى أنه في ضوء ذلك لن ترحب حركة طالبان بقدوم عناصر جماعة الإخوان، لأنهم بالنسبة لها يصنفون بـ«غير المقلدين».
وأشار إلى أن قادة الحركة يعتقدون أن السبب الرئيسي في تشتت وتفرق الشعب الأفغاني هو الاختلاف فيما يتعلق بالأمور الدينية، ما يعني أن «طالبان» لن تقبل بوجود جماعة مثل الإخوان تختلف عنها في أفكارها.
أما ثاني أسباب رفض الحكومة الأفغانية استقبال عناصر الإخوان فيقول الكاتب الأفغاني إن أفغانستان يمكن أن ترحب وتستقبل من يقدم المساعدة لها في مجال الاقتصاد والتعليم أو كأفراد لديهم مهارات، بل تشكر مساعيهم، لكن بشرط ألا يأتوا باعتبارهم أعضاء بأي تنظيم خاص أو حركة ما، لأنه في هذه الحالة لن تقبل بوجودهم، أو تسمح بأي نشاط لهم داخل الدولة.
وحول السبب الثالث فأرجعه سيف الله ساعي إلى الفروق بين حكومة طالبان التي كانت في السابق وحكومتها الحالية، إذ إن الأخيرة يمكنها استضافة الإخوان بشرط ألا يكونوا من المطلوبين لدى أي دولة أو جهة في العالم، في إشارة منه إلى أن الأمر مستحيل، لتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي في عدد من الدول.
وتصنف كل من دولة الإمارات والسعودية ومصر الإخوان جماعة إرهابية، وهي دول لها ثقلها في العالمين العربي والإسلامي، والتي تربتط بهما أفغانستان بصلات وروابط عميقة.
وعلى الرغم من أن الزيارة الأخيرة للوفد الإخواني إلى أفغانستان والتي تعد الثانية من نوعها، لم يتم الإعلان بشكل واضح حول أهدافها، إلا أنه كان هناك تركيز كبير على مغازلة حركة طالبان من قبل الجماعة التي تضيق الأرض عليها وعلى نشاطها يوماً تلو الآخر.
تفكير خاطئ
«سيدركون أن تفكيرهم خاطئ» بتلك العبارة علق مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات محمد فتحي الشريف، على مساعي تنظيم الإخوان للجوء إلى أفغانستان، قائلا إن الحكومة الأفغانية لن تستقبل عناصر الجماعة ولن توفر ملاذات آمنة لهم.
وأوضح مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن حكومة طالبان وسط الظروف المحيطة بها منذ سيطرتها على البلاد في أشد الحاجة إلى علاقات طيبة مع مختلف الدول، مشيرا إلى أن الأمر سيكون مختلفاً كذلك عندما يتصل ذلك بدول ذات ثقل مثل مصر والإمارات.
ويرى الخبير السياسي أن الحكومة الأفغانية لن تغامر بخسارة القاهرة أو الإمارات أو الرياض أو حتى بعض الدول الأخرى التي في مواجهة مع الإرهاب، من أجل استضافة مجموعة من الفارين المتورطين في الدماء، ليضيف بدوره سبباً رابعاً إلى جانب الأسباب الثلاثة التي ذكرها الباحث الأفغاني سيف الله ساعي.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز