وفد إخواني في أفغانستان.. بحث عن ملاذ آمن؟
مع فقدان «الإخوان» ملاذاته الآمنة، بدأ التنظيم المصنف إرهابيًا في بلدان عدة، البحث عن ساحات جديدة للجوء؛ آملا أن تحميه من مقصلة ملاحقة عناصره.
استراتيجية جديدة، يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي لاتخاذها ثغرة للنفاذ منها من أجل كسر الحصار والتضييق المفروض عليه، في عدد من البلدان، مع لفظه شعبيًا، وانحسار تأثيره فيها، إثر انكشاف زيف روايته.
أفغانستان كانت إحدى تلك الساحات المرشحة، لأن تكون ملاذًا آمنًا لعناصر «الإخوان»، خلال الفترة القادمة، وخاصة مع تضييق تركيا الخناق على التنظيم الإرهابي وكوادره.
وكانت تركيا ألقت الأسبوع الماضي، القبض على رئيس حزب الأمة غير المعترف به في الكويت الإخواني حاكم المطيري، والمدان بأحكام تصل إلى المؤبد.
وضع دفع قادة تنظيم الإخوان، إلى أن يولوا وجوههم شطر أفغانستان، فأجرى وفد زيارة هي الثانية من نوعها إلى البلد الآسيوي، أمطروا فيها حكومة طالبان برسائل غزل، وقدموا فيها مؤلفات مكتوبة لقادة حركة طالبان.
زيارة لم يوضح قادة تنظيم الإخوان وعلى رأسهم عضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإخواني محمد الصغير علنًا أهدافهم منها، إلا أنها حملت الكثير من الرسائل في توقيتها ومضمونها.
ويقول مراقبون، إن الزيارة التي جاءت في أعقاب ملاحقة المطيري في تركيا، كانت بمثابة رحلة استكشافية من عناصر تنظيم الإخوان، لإمكانية وضع أفغانستان في قائمة أولوياتهم، كملاذ آمن.
وأوضح المراقبون، أن انتهاج تركيا سياسة التقارب مع مصر وبلدان الخليج، أفقد التنظيم الإرهابي منصة هامة، كان يتخذها منبرًا للهجوم على حكومات تلك البلدان، مما جعل عناصره يعيشون حالة رعب، خوفًا من تسليمهم إلى البلدان التي ارتكبوا فيها أعمالا إرهابية، أو استمرار ملاحقتهم في أنقرة.
وضع دفع بعض قادة «الإخوان» إلى الفرار من مقصلته نحو بلدان أوروبية، إلا أن آخرين لا زالوا عاجزين عن القيام بتلك الخطوة، لفقدان معظمهم أوراقهم الثبوتية أو لانتهاء مدة صلاحيتها، مما جعل التنظيم الإرهابي يفكر في مغازلة أفغانستان؛ أملا في أن يجد فيها الملاذ الآمن لعناصره.
فهل تصبح أفغانستان ملاذ الإخوان؟
في تصريحات سابقة لـ«العين الإخبارية»، قال الخبير في شؤون الإسلام السياسي هشام النجار، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن أفغانستان إحدى الساحات المرشحة للجوء تنظيم الإخوان إليها؛ نظرا لعوامل عدة متعلقة بالجماعة وطبيعة ظروفها وتحالفاتها، إضافة إلى الأوضاع في أفغانستان.
وأوضح الخبير في شؤون الإسلام السياسي، أن علاقات تنظيم الإخوان جيدة ووطيدة مع قادة تنظيم القاعدة، الذين تربطهم أيضا علاقات مع قادة طالبان، مضيفا: «بدون شك، فإن هذه الجماعات سواء الإخوان أو تنظيم القاعدة تجمعها حالة واحدة وتشترك في أنها منبوذة دوليا».
وبحسب النجار، فإن «لجماعة الإخوان تجربة سابقة في الساحة الأفغانية، عندما شارك كوادرها في الحرب الأفغانية»، مشيرًا إلى أن «الكثير منهم تربطهم صلات قوية بقيادات القاعدة من جهة، وقيادات طالبان من جهة أخرى».
وأشار الخبير السياسي المصري، إلى أنه بينما يحاول تنظيم القاعدة إعادة بناء نفسه، سعى الأخير لاستغلال جماعة الإخوان التي تعاني من أزمة معقدة وملاحقات وتضييق في العديد من الدول.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز