خبيران ليبيان: "حداثة" الأحزاب ساهمت في تغلغل إرهاب الإخوان

قال خبيران سياسيان ليبيان إن تنظيم الإخوان الإرهابي استغل تخبط وضعف الأحزاب في اعتلاء المشهد منذ اضطرابات 2011 وأحدثها ملتقى تونس.

وأضاف الخبيران، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الأحزاب السياسية الليبية لم تؤد الغرض المطلوب منها في التصدي لإرهاب الإخوان وانتشال البلاد من دوامة الفوضى ووضع حد للتدخلات التركية والقطرية.

• الملتقى الافتراضي الليبي.. "حيلة" لتمرير الإخوان بلا اعتراض

التنظيم الإرهابي عوّل منذ بداية مشروعه على ضعف التكتلات والأحزاب السياسية، وهذا ما وفر لها أرضية خصبة في عام 2012 للسيطرة على البلاد عن طريق المؤتمر الوطني العام السابق.

ولم تستطع الأجسام والتكتلات الوليدة بعد 2011 في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية يوقف التدخلات الأجنبية ويعيد بناء البيت الدولة في ظل رفض ليبي قاطع لتنظيم الإخوان الذي ساعد على نشر الفوضى والإرهاب بالبلاد.

واختتمت، مساء الأحد الماضي، أعمال الملتقى السياسي الليبي في تونس، دون اتفاق حول الحكومة أو المجلس الرئاسي، على أن تعقد جلسة افتراضية الأسبوع المقبل لاستكمال النقاش حول آلية اختيار المجلس الرئاسي والحكومة.

وخلال أعمال الملتقى، بدت سيطرة كاملة لعناصر تنظيم الإخوان، المدعوم قطريا وتركيا، على الحوار، مستغلين العديد من الثغرات للهيمنة على السلطة التنفيذية الجديدة في ظل حداثة عهد الأحزاب بالسياسة والتفاوض.  

حديثة عهد بالسياسة

وقال الباحث السياسي الليبي، علي أكريم، إن الأحزاب حديثة العهد بالسياسة بالتالي التحالفات بينها وبين الأحزاب في الأقطار الأخرى ضعيفة ولا ترتقي لنسج سياسة موحدة وهو ما ظهر جليا في ملتقى الحوار بتونس. 

وأَضاف لـ"العين الإخبارية" أن انعدام الخبرة عند هذه التيارات أوجد حالة من الفراغ السياسي خلال السنوات الماضية نتج عنه تدخل تركيا في شؤون البلاد وتنصيبها حاكما عسكريا يتبعها في العاصمة طرابلس.

وأكد السياسي الليبي على أن حكومة فايز السراج غير الدستورية في طرابلس أيضا وجدت لنفسها أرضية خصبة لتمديد فترة بقائها من خلال تنظيم الإخوان وإرهاب الليبيين.

ولفت أكريم إلى أن الأحزاب السياسية كان الأحرى بها أن تطالب بتعديل الدستور والمشاركة في صياغته بطريقة صحيحة حتى تقطع الطريق أمام الإخوان الطامعين وتضمن وجود قاعدة صلبة تضمن حقوق الليبيين.

فشل حوار تونس لهيمنة الإخوان

من جانبه، قال الخبير السياسي الليبي، العربي أبوبكر الورفلي، إن الأحزاب ظاهرة حديثة في ليبيا تكونت بعد رحيل معمر القذافي في 2011 تنقصها الخبرة والتنظيم ودقة العمل السياسي.

وأضاف الورفلي لـ"العين الإخبارية": "لذلك نري المواطن الليبي يعزف عن الانخراط فيها لعدم وضوح برامج عملها ومشاريعها السياسية، لذلك فشلت أغلب الأحزاب التي تم تشكيلها بعد 2011 في استقطاب المواطنين إلى الانضمام لها". 

وأوضح أن المواطن الليبي يريد إنهاء الأزمة من خلال مشروع وطني حقيقي ينتشل بلاده من مستنقع الفساد السياسي والمالي لتنظيم الإخوان. 

وأكد الخبير السياسي على أن حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لتنظيم الإخوان يتآمر للاستيلاء على ليبيا ومقدراتها الاقتصادية ورهنها لأطراف خارجية. 

وأشار إلى أن الحزب هو من بارك التدخل التركي السافر وهو من وقف ضد الجيش الوطني بل وكان داعما للإرهاب في بنغازي (شرق) من خلال مجالس شورى ينتمي لها كل الإرهابيين.

ولفت إلى أن الحوار في تونس فشل فشلا ذريعا بسبب هيمنة حزب الإخوان على الحوار بأغلبية ساحقة.

وتوقع خبراء تمرير أجندة الإخوان بالملتقى الافتراضي الليبي المزمع عقده الأسبوع المقبل عبر الفيديو، بعد فشل حوار تونس.

وقال محللون سياسيون ليبيون، في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، إن المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز حددت الشخصيات التي ستنضم للحكومة المقبلة، والذين ستفرضهم على الليبيين، مؤكدين أنها ستشهد مزيدا من سيطرة الإخوان على المشهد.