قيادي إخواني يهاجم الدبيبة.. انشقاق ظاهري لـ"حصار حفتر وباشاغا"
دفع هجوم قيادي إخواني ليبي على رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، مراقبين للتساؤل حول إذا ما كان ذلك انشقاقا أم مناورة؟
الهجوم الذي شنه رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، أحد أبرز قيادات الإخوان بليبيا، جاء عبر فيسبوك تعليقا منه على اشتباكات الجمعة في طرابلس بين مليشيات تابعة للدبيبة وأخرى للمجلس الرئاسي.
وقال القيادي الإخواني الليبي: "من المؤسف جدًا والمخزي ما يحدث في العاصمة طرابلس للعائلات والمدنيين وهم يفرون من المواجهات بشتى أنواع الأسلحة".
وليلة الجمعة شهد وسط طرابلس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مليشيات قوة الأمن العام وأخرى تابعة لغنيوة الككلي والتي تعرف باسم قوة دعم الاستقرار بالإضافة لمليشيات النواصي، وهي منقسمة التبعية بين الدبيبة والمجلس الرئاسي.
ولم يكتف صوان بكلماته السابقة، بل تساءل: "ألا يكفي أن وعود الكهرباء وما صرف عليها ذهبت أدراج الرياح؟"، في إشارة لاشتباكات أخرى شهدتها طرابلس في 14 مايو/أيار المنصرم بين مليشيات الدبيبة أضرت بمشروع محطة غرب طرابلس.
ومضى في هجومه على الدبيبة قائلا: "نعلم من البداية أن هذه الحكومة (الدبيبة) ليس في دائرة اهتمامها ولا مقدرتها معالجة الأزمات، إذ إنها لم تقدم أي رؤية لإيجاد حلول لا في الملف الأمني ولا غيره".
وتابع: "أغدقت المال (حكومة الدبيبة) ومنحت الشرعية (للمليشيات) وعقدت الوضع فهي من أفشل الحكومات التي مرت على ليبيا ومزقت ما تبقى منها".
وواصل هجومه: "في ظلها انفرط عقد الأمن وتزعزع كل ما يمكن البناء عليه عدنا إلى نقطة الصفر ونسفت كل الجهود التي بذلت في السابق تجاه تنظيم السلاح وتجفيف منابع المجموعات المسلحة".
ولطالما اعتمد الإخوان على المليشيات والمرتزقة لتثبيت أرجلهم في دوائر الحكم الليبية، وهو ما يجعل اعترافات صوان "غريبة" وفي توقيت غير مفهوم.
وأقر القيادي الإخواني بأن "المليشيات أصبحت حقيقة واقعة تتقاسم الحكم والنفوذ والجغرافيا ويجوب قادتها عواصم العالم ليتفاوضوا سياسيًا وكأنهم لا يتبعون أي حكومة أو لا وجود لها".
وأضاف: "قادة المليشيات يحملون مراسيم تلزمهم احترامها ويتقاضون منها مرتبات وتصرف لهم ميزانيات لا تؤدي إلا إلى استمرار هذا الوضع الذي يشكل خطرًا على ليبيا والمنطقة ويهدد أي أمل في إقامة الدولة".
انشقاق أم مناورة؟
وتعليقا على مقال القيادي الإخوان، قال المحلل السياسي يوسف الفزاني، إن "انشقاق صوان عن الإسلام السياسي بدأ منذ فترة حيث عزل في يونيو/حزيران الماضي من منصبه السابق كرئيس لحزب العدالة والبناء الليبي الذراع السياسية للإخوان بعد أن تزعمه 9 سنوات وتم تعيين عماد البناني القيادي الإخواني البارز بدلا عنه".
ومنذ تلك اللحظة، وبدا "صوان منقلبا بشكل واضح على الإخوان؛ حيث هاجم أكثر من مرة المفتي المعزول من البرلمان الصادق الغرياني صاحب الفتاوى الدموية"، وفقا لما ذكره الفزاني.
وتابع: "الغرياني الذي يعد أكبر داعمي الدبيبةقدم مؤخرا من تركيا وأفتى بأن التعاون بأي وجه من الوجوه مع الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا سيغضب الله".
وأوضح المحلل السياسي الليبي أنه "حتى بعد إطلاق صوان لحزب جديد مؤخرا بهوية جديدة تحت اسم الحزب الديمقراطي هاجمت مقر حزبه مليشيات مسلحة في إشارة واضحة أنه قد انشق فعلا".
لكن في المقابل، يرى مراد العرفي الناشط السياسي الليبي أن "انشقاقات الإخوان مجرد أمور ظاهرية تتبع خطة الولاء والبراء وذلك باصطفاف بعضها وراء طرف واصطفاف البعض الآخر وراء طرف ثان".
وحذر الناشط السياسي الليبي من أن خطة "الولاء والبراء" هذه تضمن للإخوان تحقيق مكاسب في حال انتصار أحد الطرفين.
ونبه إلى "أن انشقاق صوان هو ضمن تلك الخطة، فقد أعلن بشكل واضح تأييده للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا بينما استمر باقي الإخوان في تأييد الدبيبة"، بما يضمن تحقيق مكاسب من الطرفين.
مراد العرفي اختتم حديثه بالتأكيد على أن "هذه لعبة إخوانية منذ الأزل"، محذرا رئيس الحكومة فتحي باشاغا من جلب عناصر التنظيم الإرهابي إلى جواره، كون هدفهم الوحيد سيكون تدبير مكائد للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.