اتصالان ووقف برامج إخوانية.. هل تسعى تركيا لإذابة جليد العلاقات مع مصر؟
في تغيير متوقع ولافت، أعلن الإخوانيان معتز مطر ومحمد ناصر، أبرز المذيعيين الهاربين إلى تركيا، وقف برامجهما على قناتي "الشرق" و"مكملين" في تركيا.
ويأتي هذا التغيير بعد أقل من 8 ساعات من إعلان أنقرة اتصال وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو، اليوم السبت، بنظيره المصري سامح شكري، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، وفقا لوسائل إعلام تركية.
ولم تعلق القاهرة أو تعلن عن هذا الاتصال، غير أن سياستها تجاه العلاقات مع أنقرة حددتها عبر وزير خارجيتها سامح شكري في وقت سابق.
وكان شكري أكد أنه لا تواصل خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي، وإذا ما وجدنا أفعالًا حقيقية من تركيا وأهدافا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية التي تسعى للاستقرار في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول والاحترام المتبادل، ستكون الأرضية مؤهلة للعلاقة الطبيعية مع تركيا.
وقال الإعلامي الإخواني معتز مطر بقناة "الشرق" الإخوانية بتركيا، والمدرج وفق أحكام القضاء المصري على قوائم الإرهاب، عبر تدوينة له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، إنه:": الليلة بإذن الله التقي بحضراتكم في تمام العاشرة مساء بتوقيت القاهرة في حلقة قصيرة "للغاية" من #مع_معتز سأذيع فيها على حضراتكم " بياناً هاماً ".
فيما قال الإخواني محمد ناصر بقناة "مكملين" عبر تدوينة مماثلة، لكنها كاشفة لبعض التفاصيل، إنه "جمهوري العزيز.. تعودنا على الشفافية معكم ومشاركتكم معنا في كل كبيرة وصغيرة، واستمرارا لهذا المبدأ أودّ أن أعلمكم بأني في إجازة خلال شهر رمضان آملا في العودة إليكم كما كنت دائما".
وفور نشر التدوينات، سرعان ما تفاعل معها شباب الإخوان الهاربين إلى تركيا، معتبرين أن هذه التدوينات إعلان مسبق عما ستؤول له قنوات الإخوان في تركيا، من غلق وتوقيف، إذ إن هذا الأمر هو أحد الشروط الرئيسية التي وضعتها القاهرة أمام أنقرة لإبداء حسن النية.
وفي تدوينة ثالثة أزاحت الستار عن وجود قرار بإغلاق البرنامجين، قال زميلهما الإخواني عبدالله الشريف عبر تدوينة "إلى محمد ناصر ومعتز مطر أحسن الله عزاءكم في منابركم الإعلامية، ومن باب الأخوة في الله فإن قناتي تحت أمركم لاستعمالها في البث المباشر كل ليلة إن أردتم، لا يغلبنكم القرار".
وعلى صعيد متصل، بعث رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، اليوم السبت، برسالة إلى نظيره المصري حنفي الجبالي.
وأفادت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، مساء اليوم السبت، بأن البرلمان التركي ذكر في بيان، أن شنطوب أرسل برقية تعزية إلى رئيس مجلس النواب المصري حنفي الجبالي، بضحايا تصادم قطاري ركاب في محافظة سوهاج جنوبي البلاد، والذي وقع نهاية مارس/آذار الماضي
وقال شنطوب في البرقية "تلقيت ببالغ الأسى نبأ مصرع وإصابة عشرات الأشخاص جراء الحادث".
وتقدم شنطوب بالتعازي للجبالي وللشعب المصري، وتمنى الرحمة للمتوفين، والصبر والسلوان لأسرهم والشفاء العاجل للمصابين، مضيفا: "وبهذه المناسبة، أقدم لكم تمنياتي بالصحة والعافية".
وكان دبلوماسي مصري، قال لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق، إن بلاده حددت الشروط المناسبة للتعامل مع أي دولة تنتهج سياسة العداء كتركيا، موضحا أن القاهرة تراقب عن كثب تحركات أنقرة في هذا الصدد.
وأوضح أن القاهرة طلبت ما وصفه بـ"بوادر الثقة والجدية"، والتي تتمثل في وقف أي حملات إعلامية تستهدف الدولة المصرية، وتسعى لتأليب الرأي العام.
أمر ثان، كان محل مطالبة من القاهرة، وهو تسليم عدد من العناصر الإخوانية المحكوم عليها بأحكام في جرائم إرهاب، موضحا أن هناك قائمة بالأسماء لدى الإنتربول الدولي وهي القائمة التي يجب التعامل معها.
وفي وقت سابق السبت، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالا هاتفيا بنظيره المصري سامح شكري للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصادر دبلوماسية تركية، قولها، إن التهنئة جاءت في اتصال هاتفي جرى بين جاويش أوغلو وشكري.
وكان وزير الخارجية التركي أعلن الشهر الماضي عن عودة الاتصالات الدبلوماسية مع مصر بدون شروط مسبقة من الجانبين، وأن هذه الاتصالات تتم "على مستوى المخابرات ووزارة الخارجية".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حينها، وجود تعاون مع مصر في مجالات الاستخبارات والدبلوماسية والاقتصاد.