"لم يبق لنا جار".. لماذا تتودد أنقرة للقاهرة؟
تعددت مغازلات أنقرة للقاهرة مؤخرا، في محاولات حثيثة تهدف لكسر الحصار والخروج من العزلة، وتحسين صورة تركيا أمام المجتمع الدولي.
ويرى دبلوماسي مصري سابق ومصدر سياسي تركي في مغازلات أنقرة الأخيرة واستعدادها لسحب المرتزقة من ليبيا، "خطوات عملية تستهدف كسر الحصار والخروج من العزلة في المنطقة، وتحسين صورة تركيا أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة".
كان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في وقت سابق الجمعة، صدور أوامر تركية للمرتزقة السوريين في ليبيا، ببدء تجهيز أمتعتهم تحضيرا للرحيل.
وأكد المرصد السوري في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن "المرتزقة تلقوا الأوامر من قبل الجانب التركي الذي أرسلهم إلى ليبيا لحماية مصالحه هناك"، مشيرًا إلى أنه من المرتقب تنظيم رحلات لعودتهم خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي تحرك جديد لخطب ود القاهرة، طالبت السلطات التركية، أمس، الفضائيات التي تبث من إسطنبول، بوقف الانتقادات السلبية للقاهرة.
صبغة مدنية واقتصادية
وقال محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق في حديث لـ"العين الإخبارية" إن المرحلة المقبلة ستشهد محاولات من الرئيس التركي لتحسين صورته أمام الولايات المتحدة وأوروبا.
ووفقا للمعطيات الحالية، قال العرابي إن أردوغان سيحاول صبغ وجوده في ليبيا بصبغة أكثر مدنية، أي بلون المشارك في إعادة الإعمار، عبر تعزيز الجانب الاقتصادي في الوجود التركي في البلاد، وتراجع الجانب العسكري.
ونبه الدبلوماسي المصري السابق بأن النظام التركي "لن يكون بحاجة لقواته والمرتزقة لفترة كبيرة في ليبيا، لأنه سيعمل على الوجود الاقتصادي بشكل أكبر، خاصة أن هناك توافقا دوليا على ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا".
وأوضح: "يسعى أردوغان إلى تقديم نفسه لواشنطن على أنه من الممكن أن يكون أداة لتنفيذ سياساتها في المنطقة".
ورجح العرابي أن تشهد الفترة المقبلة تنسيقا بين تركيا والولايات المتحدة في عدة أمور، سواء الوساطة في موضوع أفغانستان أو الصومال، وأيضا سيكون هناك قدر من التفاهم فى الوضع الليبي.
"لم يبق لنا جار"
وقال مصدر سياسي تركي إن تحركات نظام أردوغان على الصعيدين المصري والليبي في آن واحد، تأتي ضمن محاولات كثيفة لتحسين صورة النظام دوليا، والخروج من عزلته في المنطقة.
وأوضح المصدر لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه أن نظام أردوغان يسعى إلى الخروج من العزلة الكبيرة المفروضة عليه، حيث لم يبق لنا جار في المنطقة"، على حد تعبيره.
ولم يستبعد المصدر أن يكون للقاهرة دور خلال الفترة المقبلة في البحث عن حلول للأزمة السورية، وإعادة السوريين لبلادهم، وأن تلعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق لحل الأزمة.
وأكد المصدر أن مصر تتمتع بمكانة ودور كبير وأوراق عديدة تمتلكها، حيث إنها الدولة الأهم في المنطقة، على صعيد علاقاتها الجيدة بليبيا والعالم العربي، علاوة على دول شرق المتوسط كاليونان وقبرص.
وكررت تركيا محاولات التودد إلى مصر في الفترة الأخيرة، برسائل مغازلة وجهها مسؤولون أتراك بهدف إعادة العلاقات بين البلدين.
لكن مصر قابلت هذه المحاولات بشروط حددها وزير الخارجية سامح شكري في كلمته خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، قائلا إنه "لا تواصل خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي".
وتابع "إذا ما وجدنا أفعالا حقيقية من تركيا وأهدافا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية التي تسعى للاستقرار في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول والاحترام المتبادل، ستكون الأرضية مؤهلة للعلاقة الطبيعية مع تركيا".
وتابع أن "الأقوال وحدها لا تكفي" وإنما ترتبط بالأفعال والسياسات، والأفعال هي التي تعيد أي علاقات إلى وضعها الطبيعي.
ومنذ 8 أعوام، تشهد العلاقات بين مصر وتركيا ما يشبه القطيعة بسبب ملفات عدة، أبرزها سياسة أنقرة في المتوسط ودعم الإخوان والتدخل في ليبيا.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز