تكتيك العصابات.. كيف تدار قيادة الإخوان؟
نفت مصادر سياسية ما تردد من أنباء حول الإطاحة بمرشد تنظيم الإخوان الإرهابي إبراهيم منير، والذي أعلن عن قيادته للتنظيم من الخارج.
وكان تنظيم الإخوان، أعلن منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، اختيار منير خلفا لمحمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان في مصر، في تدارك سريع لعملية القبض عليه التي أعلنتها الداخلية المصرية في 28 أغسطس /آب الماضي، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع، المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.
وأشارت المصادر في الوقت ذاته إلى الاتفاق داخل التنظيم على إبراهيم منير كـ"واجهة" سياسية فقط أمام العالم، فيما يتولى "مرشد خفي" يقيم بتركيا هو القيادي محمد البحيري ، أمور التنظيم الإرهابي.
- قيادة الإخوان واجهة و"رجل غامض".. تكتيك العصابات
- خبراء أوروبيون يحذرون من خطر انتقال قيادة الإخوان للقارة العجوز
ووفقا لمراقبين، فإن الجماعة تجاوزت، بتعيين منير، الأعراف والتقاليد المتبعة، حيث تعتبر هذه للمرة الأولى التي يجري فيها اختيار المرشد من خارج مصر، كما لم تأت عملية الاختيار عبر انتخاب مجلس شورى الجماعة.
منير.. واجهة تسويق سياسي
الدكتور أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن "هناك اتفاقا داخل الجماعة على إدارة منير أمور التنظيم، لكن كواجهة فقط، لمجرد التسويق السياسي أمام المجتمع الدولي".
وشدد "البحيري" على "أنه في حال جرى الإطاحة بمنير فإن الجماعة لن تقوم بالإعلان عن هذا الأمر".
وأشار إلى أن "تنظيم الإخوان ومنذ اليوم الأول لسقوط عزت، يخضع لقيادة شخصية قوية تدير أموره في الخفاء وهو القيادي محمد البحيري، في الوقت الذي تدفع فيه بمنير كشخصية ثانوية إلى الواجهة للتسويق السياسي والعلاقات العامة أمام المجتمع الدولي".
البحيري.. "الأخطر" بين القيادات
وأوضح الباحث في مركز الأهرام أن "البحيري" هو الأخطر بين قيادات تنظيم الإخوان الحالية، والأكثر تماسكا واتصالا بالجانب التنظيمي في الجماعة، إضافة إلى أنه من تبقى من الجناح المنظم فيما يعرف إعلاميا بـ"الجناح القطبي" القوي، أما إبراهيم منير، فليس لديه قدرة أو تأثير داخل التنظيم.
وأضاف: "جرى الإبقاء على منير كواجهة سياسية وإعلامية أمام العالم، لكن البحيري المتواجد في تركيا هو من يدير بالفعل التنظيم ماليا وإداريا على الأرجح كمرشد خفي".
وحول حقيقة الصراع بين معسكري "إخوان قطر" و"إخوان تركيا" حول قيادة التنظيم، قال الباحث أحمد كامل البحيري: "هناك صراع منذ فترة طويلة بين المعسكرين، لكن الغلبة والنفوذ الأكبر لإخوان أنقرة".
يشار إلى أن الإخواني محمد البحيري، هو آخر ما تبقى من القطبيين (التيار القطبي) ومن قضية تنظيم 65، ومسؤول التواصل السياسي بين إخوان مصر وفرع التنظيم في السودان وبعض دول العالم.
وساهم البحيري في تشكيل "إخوان الكويت"، وعاد إلى مصر بعد 2011 لإعادة بناء التنظيم داخل الإخوان بما يتفق مع المشهد السياسي وقتها، وعقب ثورة 30 يونيو/حزيران انتقل للسودان، ومستقر في الوقت الحالي بتركيا.
وبحسب الباحث في الأهرام في تصريحات سابقة : "يشرف البحيري على الاستثمارات المالية للإخوان في الخارج، وعلى علم ودراية بتفاصيل الدعم المالي لبعض أعضاء التنظيم خارج مصر".
وجاء اسم "البحيري" ضمن المتورطين في قضية فساد مالي، خلال تسريب صوتي جرى تداوله في وقت سابق عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيادي الإخواني في تركيا بسام أمير.
وبالتسجيل، اتهم أمير 3 من قيادات الإخوان باختلاس أموال الجماعة وتسجيل بعض ممتلكاتها بأسمائهم وأسماء أبنائهم.