ليبيا 2020.. خسائر الإخوان ومرتزقة أردوغان
خسائر فادحة كبدها الجيش الليبي لمليشيات الإخوان ومرتزقة تركيا، وثقت كشفا قاتما لأذرع الفوضى بالبلاد على امتداد 2020.
عام حافل بالأحداث يودعه الجيش بعد أن خاض فيه معارك قوية ضد المليشيات وقيادات داعش والمرتزقة السوريين والأتراك، وقام بتطهير وإعادة الأمن للجنوب الليبي.
إحداثيات حددت مسار الأوضاع في بلد تصاعدت فيه عمليات الجيش غربه وجنوبه، للقضاء على المليشيات الإرهابية بالعاصمة طرابلس، وتأمين مناطق النفط والمواقع الاستراتيجية.
سرت الاستراتيجية
كانت فاتحة العام بدخول الجيش الليبي إلى سرت الساحلية، الواقعة على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس، والمدينة التي تعتبر المعقل السابق لتنظيم داعش الإرهابي.
كما سيطر الجيش، دون قتال، على مطار قاعدة القرضابية، في 6 يناير/كانون الثاني 2020، وميناء المدينة، وكذلك على جزيرة الفحم بالكامل.
نصر شكل علامة فارقة في تغيير خارطة المعركة، بفتح محاور جديدة، أبرزها بوقرين والهيشة والوشكة شرقي مصراتة، أكبر وأهم المدن الداعمة للمليشيات الإرهابية، والتي تضم ميناءين، بحري وجوي، يستخدمان لجلب السلاح والمرتزقة من تركيا.
ولاحقا، شن السلاح الجوي للجيش حملة جوية مكثفة، استهدفت عددا من مواقع المليشيات في محاور العاصمة كافة، بينها مواقع لتخزين الأسلحة والذخائر والآليات.
كما تم استهداف حافلة نقل كانت تقّل عددا من المرتزقة السوريين أثناء نقلهم من قاعدة معيتيقة العسكرية، ما أسفر عن مقتل 16 عسكريا تركيا من المشاركين بالعمليات في ليبيا، بالإضافة إلى 105 من المرتزقة الذين جلبتهم أنقرة.
وخلفت الضربة أيضا إصابة العشرات من المرتزقة، والقبض على آخرين في اشتباكات متفرقة غربي البلاد.
٤٠ مسيرة تركية
في فبراير/ شباط الماضي، بلغت خسائر المليشيات في شهر واحد أكثر من 370 قتيلا، بينهم 130 من جنسيات مختلفة أغلبهم سوريين، فضلا عن أكثر من 470 جريحا معظمهم من عناصر متطرفة من جنسيات أفريقية وسورية.
كما شملت قائمة الخسائر تدمير أكثر من 180 آلية مسلحة، وإسقاط أكثر من 40 طائرة مسيرة تركية، وذلك حسب تصريحات سابقة أدلى بها لـ"العين الإخبارية" غيث اسباق، رئيس جهاز المتابعة والرصد بالجيش الليبي.
ومع بداية مارس/آذار الماضي، تمكن الجيش الوطني من السيطرة على مقر اللواء الرابع التابع لمليشيا الجويلي، أحد أكبر معسكرات جنوب غرب طرابلس، وكذلك باب العزيزية.
كما استهدف سلاح الجو والمدفعية عدة مواقع تركية، بينها رادارات وأنظمة صاروخية شرقي مصراتة ومطار معيتيقة، بالإضافة إلى استهداف عدد من قيادات التنظيمات الإرهابية والمرتزقة السوريين الموالين لتركيا والإرهابيين الفارين من بنغازي (شرق) في طرابلس.
كما واصلت القوات المسلحة الليبية انتصاراتها غرب طرابلس، حيث تمكنت من تحرير مدينة زلطن الاستراتيجية قرب الحدود التونسية، وسط ترحيب كبير من الأهالي بعد طرد المليشيات.
وفبراير الماضي كان الشهر أطلق فيه الجيش الليبي خطة أمنية موسعة لتأمين الحدود المطلة على دول السودان وتشاد والنيجر والجزائر، للقضاء على الجماعات الإرهابية والعصابات العابرة للحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية.
ولاحقا، وتحديدا في أبريل/ نيسان الماضي، نجح الجيش الليبي في تحرير 3 مختطفين من قبضة عصابات تشادية بعد اشتباكات دامية في منطقة مغوة بالقرب من مدينة أم الأرانب، واعتقال كافة أفراد العصابة التشادية.
وبعدها، أعلن اللواء بلقاسم الأبعج، قائد المناطق العسكرية الجنوبية بالجيش الليبي، تأمين تلك المناطق بشكل كامل، والقضاء على الإرهابيين الفارين من مدن بنغازي وسرت ودرنة.
نزيف خسائر استمر خلال إبريل، حيث أعلن عن مقتل 20 عسكريا تركيا في استهداف الجيش لمنصات الرادارات والصواريخ التركية ومخازن ذخيرة بمدينة مصراتة.
كما أسفرت الضربات عن إسقاط أكثر من 10 طائرات تركية مسيرة، وسط تقدم قوات الجيش الليبي في مناطق مشروع الهضبة وبوسليم بضواحي طرابلس، وكذلك في محور كوبري الزهراء، ما تسبب في خسائر بالمئات من المرتزقة السوريين، وإصابة 102من المليشيات الإرهابية.
واستهدفت مقاتلات سلاح الجو الليبي المليشيات في محور مشروع النخيل قرب بلدة غدوة، ما أسفر عن مقتل عددٍ كبيرٍ من عناصر الجماعات الإرهابية، بينهم مرتزقة سوريون وتشاديون.
ونجح الجيش، بالشهر نفسه، في أسر المدعو صالح الدباشي، أحد كبار مهربي البشر بالمنطقة، وشقيق المهرب المعاقب دوليا المدعو أحمد الدباشي الملقب بـ"العمو"/ وذلك بعد القبض عليه في مدرعة تركية بمحور الطويشة جنوبي طرابلس.
كما أحكم الجيش الليبي سيطرته بشكل كامل على الوضع في مدينة ترهونة، وعين زارة بعد معارك عنيفة مع المليشيات، أسر خلالها 36 عنصرا من المرتزقة، بينهم قادة ميدانيون، وقتل العشرات.
في مايو/ أيار الماضي، لاحقت نيران الجيش الليبي مرتزقة أردوغان في إطار عملية "طيور الأبابيل" التي مكنت من تدمير شحنة أسلحة تركية في مدينة مصراتة، وتدمير مخازن زخيرة وسلاح، وضبط عدد من السيارات المسلحة، وقتل عدد من المليشيات، في عملية نوعية شرقي طرابلس.
وكذلك، استهدف تمركزات لمليشيات "الوفاق" الإخوانية معسكر البحرية في منطقة تاجوراء، ومقرات مليشيا الرحبة، إضافة إلى الإرهابي غنيوة الككلي، ونتج عنها مقتل أكثر من 40 مسلحا.
ونهاية الشهر نفسه، نجح الجيش الليبي في قتل الإرهابي البارز نور الدين النعاس، زعيم مليشيا يطلق عليها اسم "سرية الاقتحام"، ويستخدمها زعيم مليشيات طرابلس فايز السراج في الجرائم الكبرى.
وقضى الإرهابي في كمين محكم بمحور الطويشة جنوبي طرابلس، أسفر عن مقتل 6 من مليشيات السراج.
وبعدها، قرر الجيش الليبي وقف إطلاق النار بشكل أحادي الجانب، بمناسبة عيد الفطر، للتخفيف عن الشعب وتقليص معاناة سكان طرابلس.
وفي يونيو/ حزيران، قصف سلاح الجو التابع للجيش رتلا تابعا لمليشيات تركيا غربي مدينة سرت بمحور "الوشكه" وتدميرها بالكامل.
كما دمر العديد من أنظمة الدفاع الجوي التي يتولى تشغيلها ضباط أتراك.
تطهير
في يوليو/تموز، نفذ الجيش غارات جوية استهدفت 9 مواقع بقاعدة "الوطية"، شملت أفرادا وأجهزة ومعدات، وسقط من بين القتلى قائد بارز بالجيش التركي.
وفي أغسطس/ أب، استهدف الجيش الليبي قاربا انتهك المنطقة العسكرية المحظورة وعلى متنه 20 إرهابيا من مليشيات السراج، وقصف مجموعة إرهابية في منطقة "وادي بي" غربي سرت، كانت تحاول التسلل للمدينة.
وتمكن الجيش من القضاء على 4 دواعش في عملية نوعية استهدفت وكرا لهم في منطقة غدوة جنوب غربي البلاد.
كما تم القبض على 9 مرترقة كانوا يسعون لضرب الاستقرار والأمن في الجنوب، بينهم 2 من جنسيات أجنبية، وجميعهم كانوا قادمين من مناطق سيطرة حكومة الوفاق في الغرب، ومن أبرز المطلوبين دوليا.
وفي سبتمبر/ أيلول، أحبط الجيش الليبي مخططا إرهابيا كانت تعده مجموعة تابعة لتنظيم داعش بحي عبد الكافي في مدينة سبها جنوبي البلاد.
وانتهت العملية بالقضاء على 9 دواعش والقبض على زوجاتهم، وكان من ضمن القتلى زعيم التنظيم في شمال أفريقيا أبو معاذ العراقي، المكنى كذلك أبو عبدالله العراقي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أطلق الجيش الليبي - بالتعاون مع المؤسسات الأمنية في بنغازي - حملة لفرض الأمن والقضاء على الجريمة، والقبض على الخارجين عن القانون، وملاحقة الخلايا النائمة لفرض الأمن بالمدينة.
وبعدها بأيام، اعتقل الجيش الليبي -في عملية نوعية- 7 إرهابيين، خلال استهدافه أحد أوكار تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" بمنطقة أوباري جنوب غربي البلاد، ومصادرة كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والوثائق الخطيرة.
كما نجح الجيش، في ديسمبر/ كانون أول الجاري، في قطع شريان مليشيات السراج بمنطقة أوباري، وذلك بعد السيطرة على معسكر "المغاوير" أحد أهم مرتكزات الميليشيات التي كانت تجهزها لاستخدامها في الهجوم على الحقول النفطية جنوبي ليبيا.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg
جزيرة ام اند امز