سياسة
"فتنة الإخوان".. محاولة يائسة من "ندا" لحسم حرب "منير- حسين"
اعترافات من عقر دار الإخوان في خضم الحرب الدائرة بين جبهتي التنظيم تستبطن حالة من التخبط وتعبد طريق نهاية الصراع على المال والنفوذ.
القيادي الإخواني والمفوض السابق للعلاقات الدولية بالتنظيم، يوسف ندا، يدخل على خط الحرب باصطفاف سافر يشي بأن عدوى صراع الرؤوس أدركت جميع مستويات التسلسل الهرمي للتنظيم.
"فتنة"
"فتنة داخل الجماعة".. هكذا وصف ندا الصراع المحتدم على منصب مرشد الجماعة في مصر، والذي دخل مرحلة تكسير العظام بين جبهتين متناحرتين في التنظيم الإرهابي.
تلك الحرب التي اشتعلت ومازالت مشتعلة في قمة "رأس الإخوان" بين جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، ومعسكر إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد ونائبة، والمقيم في لندن، وكان محركها الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
وباتت الشرعية المزعومة في التنظيم الإرهابي على قارعة الطريق بعد أن عزل فريق حسين منير من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة وهي أعلى هيئات الإخوان.
ويحق لمجلس الشورى العام انتخاب مرشد الجماعة بدعوة من المرشد، بحسب لائحة الإخوان.
يوسف ندا القيادي الإخواني، أقر في مقطع فيديو بثه مساء الجمعة، وتناقلته مواقع تابعة للإخوان ، بوجود ما وصفه "فتنة" داخل التنظيم على خلفية الصراع الذي يضرب رأسه.
وشدد" ندا" على ضرورة "عدم مشاركة أبناء الجماعة بالفتنة، أو ادعاء ما لا يعلمونه، وتناقل ما لم يتم التأكد منه، والحصول على المعلومة من عدة مصادر"، مستدلا بأحاديث نبوية عن "اعتزال الفتنة وعدم تأجيجها".
وفي محاولة لاحتواء غضب شباب الإخوان والتخفيف من آثار الأزمة الكبيرة التي تضرب التنظيم، أشار يوسف ندا إلى حصول فتن سابقة علاوة على الخلافات داخل الصف الإخواني في عهد سيد قطب، مردفا : "المحن هذه مرت بنا، لا يوجد مرشد لم ينهش لحمه وعظمه".
يشار إلى أن تنظيم الإخوان شهد في فترة الأربعينيات من القرن الماضي انشقاقا كبيرا بعد أن أعلن مجموعة من شباب الجماعة الخروج من التنظيم، وأطلقوا على أنفسهم "شباب محمد".
دعم منير
وفيما يشبه تجديد البيعة له، أشاد ندا بالقائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، قائلا : "نعرفه (منير) من أيام السجن، لا يستطيع إنسان الادعاء بأن تصرفاته كانت خارجة عن الإسلام، والثقة فيه كانت معتمدة ابتداء من المرشد محمد حامد أبو النصر، وجميع المرشدين من بعده".
وأضاف: "كان منير مسؤولا عن الإخوان في إنجلترا وبعد ذلك في أوروبا، ثم مسؤولا عن الإخوان خارج مصر، ثم لما تغيرت الأمور في البلاد أصبح مسؤولا عن مصر أيضا".
وتابع: "جاءنا من مصر اعتماد منير كمسؤول عن الجماعة في حال اعتقل الدكتور محمود عزّت، وهو ما تم بالفعل"، زاعما أن "الإخوان فيها من الكفاءات والمخلصين، ولكن أرى من معرفتي بمنير واختلاطي به لمدة تزيد عن ربع قرن، أنه إنسان من أهل الله، ويرعى مصالح الجماعة أكثر من نفسه وأسرته".
وقبل أيام، ردت جبهة إبراهيم منير على دعوة محمود حسين بانتخاب مرشد جديد للتنظيم الإرهابي، بتجميد عضويته و5 آخرين من أعوانه، وعدم الاعتداد بكل ما يصدر عنهم.
وأرجعت جبهة منير قرار التجميد لما قالت إنه "تكرار مخالفاتهم (القادة الـ6) بما لا يستند إلى نص لائحي ولا قياس تاريخي ولا منطق عقلي".
وأعلنت جبهة منير إطلاق منصات إعلامية بديلة بعضها يحمل نفس الاسم، حيث أطلقت الجبهة ما اعتبرت أنه "الموقع الرسمي والوحيد للجماعة باسم "إخوان سايت" بديلا لـ"إخوان أون لاين".
وجاءت قرارات جبهة منير في أعقاب إعلان جبهة محمد حسين، السبت الماضي، أن مجلس الشورى قرر قبول طلب محمود حسين بعدم توليه مهمة القائم بالأعمال، و"تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر أو اتخاذ المجلس قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب".
وتولى منير منصب القائم بأعمال المرشد بعد أن أوقفت السلطات المصرية، في أغسطس/ آب 2020، محمود عزت الذي شغل المنصب خلفا لمحمد بديع مرشد الجماعة.
وفي خضم الصراع على منصب الإرشاد في تنظيم يعتمد على السمع والطاعة، يواجه الإخوان أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمهد لانهيار تاريخي لجماعة انتهجت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها منذ تأسيسها العام 1928 في مصر.