«العين الإخبارية» تكشف خطط الإخوان لنشر الفوضى.. تبدأ بالأردن وتمر بمصر
"تبدأ من الأردن وتطول دولا عربية أخرى مثل مصر".. تفاصيل جديدة لمخطط جماعة الإخوان الإرهابية لنشر العنف في المنطقة العربية في ظروف صعبة.
وحصلت "العين الإخبارية" على تفاصيل جديدة تتعلق بمخطط الإخوان لنشر العنف في المنطقة العربية، الذي يبدأ بإثارة الرأي العام في الأردن ثم الانتقال لمحطة جديدة في دول أخرى مثل مصر.
وتدور التفاصيل حول مساعٍ لتوريط الأردن في الأحداث المشتعلة في فلسطين مع خلق فوضى بالبلاد عبر توسيع المظاهرات وخروجها عن السلمية، مع نشر ادعاءات تزيد من أعمال العنف وتمكنهم من الحصول على مزيد من التعاطف الشعبي العربي، وفق ما ذكرته مصادر لـ"العين الإخبارية".
وانفردت "العين الإخبارية" قبل أيام، بنشر تفاصيل ما جرى في اجتماع التنظيم الدولي للإخوان، الذي عقد عن بُعد، بعد التقارب المصري التركي وصعوبة عقده في لندن بعد القرار الخاص بوضع تنظيمات إخوانية ضمن تعريف جديد للتطرف.
وما إن عقد التنظيم الدولي للإخوان اجتماعه الأخير في الأسبوع الأول من شهر رمضان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حتى اشتعلت الأحداث في المملكة الأردنية؛ بعدد من المظاهرات التي اصطدم فيها المتظاهرون برجال الأمن، فضلًا عن تجاوز المتظاهرين في حق المملكة والمزايدة على دورها.
إذ كانت التوصية الأهم لاجتماع التنظيم الدولي الأخير للإخوان، هي استغلال الأوضاع الإقليمية والاقتصادية لنشر الفوضى في المنطقة عبر أساليب وطرق متعددة أبرزها العنف، ولعلها أيام قليلة حتى ظهر ذلك من خلال المظاهرات والاحتجاجات التي نظمتها الجماعة في الأردن واستغلت فيها مشاعر أبناء المملكة في محاولة للزج بها في أتون العنف، على حد قول المصادر.
البداية قد تكون من الأردن، ولكن الهدف هو المنطقة العربية بأكملها، فالجماعة ترى أنّ الظرف السياسي مواتٍ لإحداث نقلة حقيقية تشعر بها الجماعة بعد أنّ باتت منبوذة من قبل الحكومات والشعوب العربية، ولذلك جاء اختيار أحداث فلسطين والدعوة لهذه المظاهرات من هذا المنطلق، بحسب معلومات "العين الإخبارية".
خطط العنف في الأردن
تضع جماعة الإخوان عينها على القاهرة والأردن؛ خاصة أنّ الأحداث السياسية الأخيرة مرتبطة بكلتا الدولتين؛ فهما تربطهما حدود مع تل أبيب، كما أنّ الدولتين لهما مواقف مشرفة مرتبطة بدعم القضية الفلسطينية إما من خلال رعاية المقدسات الإسلامية وإما من خلال دعم الشعب الفلسطيني وإرسال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل دائم لأهالي غزة.
وهنا كانت خطة "الإخوان" والتنظيم الدولي، عبر تحريك الشارع إزاء هاتين الدولتين، أو على الأقل استغلال الحرب الإسرائيلية على غزة في تحريك الشعب الأردني.
بينما كانت الخطة الثانية هي استغلال الأوضاع الاقتصادية بالقاهرة، بهدف تحريك الشارع وإثارة الفوضى لتحقيق نفس الهدف.
وأطلق شرارة العنف أحد قيادات التنظيم الدولي، خالد مشعل، وهو مسؤول عن المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، حيث دعا الشعب الأردني للتظاهر فيما سماه ضرورة الزحف إلى فلسطين.
بدأت القصة بخطاب ألقاه "مشعل" عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ضمن فعالية نسائية في العاصمة الأردنية، دعا فيها رئيس حركة حماس بالخارج إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بـ"المستدام".
وهو ما يأتي متسقًا مع دعوة التنظيم الدولي الأخيرة؛ وهنا اختار "مشعل" فعالية نسائية حتى يُلقي خطابه، وكأنه يُريد أنّ يصل إلى هدفه ولكن دون أنّ يستفز السلطات الأردنية، ولذلك اختار أنّ تكون الفعالية نسائية، ثم يعقبها مظاهرات واحتكاك برجال الأمن، وفق المعلومات التي وصلت "العين الإخبارية".
إيران والعنف
تحرك خالد مشعل جاء متزامنًا مع اجتماع التنظيم الدولي للإخوان وما صدر عنه من توصية أو قرار أخذه بعين الاعتبار ونفذه عبر تحريضه لخروج المتظاهرين بصورة دائمة وبالتالي الاحتكاك بسلطات الأمن الأردنية.
كما أنّ تحرك مشعل ودعوته هذه لم تكن بعيدة عن تحريض السلطات في إيران، حيث "تسعى طهران إلى إشعال كل الجبهات، أو مواجهة إسرائيل عبر الشارع العربي، حتى تكون في مأمن بينما ينزف الدم العربي بعد أنّ يغرق في الفوضى التي تُخلفها هذه المظاهرات"، وفق محللين.
وما هي إلا أيام قليلة ما بين دعوة "مشعل" التي حركت الشارع في الأردن وما بين زيارة وفد حماس إلى طهران، إذ "رسمت الأخيرة طرق التصعيد الجديدة للحركة من خلال الدماء العربية دون أنّ تُشارك في الحرب؛ وهنا بات التحريض واضحًا ما بين زيارة إيران وتوصية التنظيم الدولي للإخوان"، بحسب المصادر ذاتها.
دعوة خالد مشعل تزامنت معها دعوة أخرى في مقطع صوتي لمسؤول كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، والذي نشر على أحد الحسابات التابعة لحركة حماس، إذ دعا الضيف إلى ما سماه "الزحف المقدس"، حيث قال "ولا تجعلوا حدودًا ولا أنظمة ولا قيودًا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى".
ولم يكن غريبًا في رسالة "الضيف" أنه ذكر شعوب دول بعينها منها الأردن ومصر والجزائر والمغرب، والمدقق في هذه الدعوة يجد أنّ هذه الدول بذلت جهودًا لمناصرة القضية الفلسطينية على مر التاريخ، فضلًا عن المساعدات التي قدمتها للشعب الفلسطيني على خلفية الحرب الأخيرة، وبخاصة القاهرة والأردن.
من هنا، انطلقت شرارة الأحداث في الأردن بعد عدد من المظاهرات التي قامت بها جماعة الإخوان استجابة لهاتين الدعوتين، حتى يكون بداية التحرك في الشارع العربي.
موقف الأردن
تبدو مهمة الإخوان الداعية للفوضى في مصر والأردن شاقة للغاية، خاصة وأنّ الأردن من أهم الدول التي لا يمكن أنّ يُزايد عليها أحد في دعم القضية الفلسطينية، وهذا الموقف ثابت ويمثل المملكة منذ عشرات السنين.
كما أنّ مهمة التنظيم الدولي في القاهرة خاب رجاؤها في ظل التعاون العربي حيث نجحت الأخيرة في التغلب على الظروف الاقتصادية.
موقف الأردن مشرف وأخلاقي وداعم للقضية الفلسطينية، وملتحم مع شعبه ومطالبه، ولا أحد يمكنه أنّ يُزايد عليه، ورغم ذلك مارس بعض المتظاهرين العنف والاحتكاك برجال الأمن الذين يؤدون مهمتهم في حفظ الأمن.
فالأردن، ومنذ اللحظة الأولى، كان ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ووصف هذه الحرب بأنها "إبادة جماعية"، كما أنه قاد المجموعة العربية للضغط على إسرائيل في المحافل الدولية، وهو ما أزعج الأخيرة، وأعاد نظر المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية في سياق التعاطف.
"الإخوان" و"داعش"
ما إن اشتعلت المظاهرات في الأردن حتى شوهت بعض الحسابات المحسوبة على "الإخوان" في الخارج و"داعش" الأردن، إذ تعرضت المملكة لحملة تشويه مقابل محاولة غسل سمعة الداعين للفوضى ومحاولة تبرئتهم مما قاموا ويقومون به.
وهذا جزء من الخطة هدفه الأساسي تنفيذ ما جاء في اجتماع التنظيم الدولي للإخوان، فضلًا عن توصية إيران باستخدام الشارع العربي كسلاح ضد إسرائيل، وفق معلومات "العين الإخبارية".
وربما توضح هذه التطورات الأخيرة، العلاقة ما بين إيران والتنظيم الدولي للإخوان؛ فبعدما تأكد لطهران خطة الإخوان، قامت بالتأكيد عليها ودعمها خلال زيارة وفد "حماس"، ليخرج مشعل والضيف بدعوتي تحريك الأحداث.
من جانبه، أدان الأردن محاولات حركة حماس زعزعة الاستقرار، وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين: "نتمنى على قادة حماس أنّ يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم ودعوة الصمود لأهلنا في قطاع غزة".
ولعل الأردن أدرك سريعًا حجم المخطط الذي يستهدفه، إذ أكد وزير الاتصال، أنّ "موقف الأردن مشرف، إذ طالب الأردن من قبل بوقف هذه الحرب وضغط من أجل ذلك، وهو ما يأتي متسقًا مع مطالب المتظاهرين".
الأحداث الأخيرة في الأردن ربما تترجم دور "الإخوان" و"إيران" المشبوه في إشعال المنطقة واستغلال الأحداث السياسية والاقتصادية من أجل تنفيذ أجندتهم الداعية إلى ممارسة العنف والعودة إلى المشهد بعد أن ثارت عليهم الشعوب العربية.
كما أن الأحداث الجارية في الأراضي الأردنية، سبق أن تعرضت لها المملكة من قبل على خلفية الاجتياح الأمريكي للعراق في العام 2003، ولكنها استطاعت احتواء أحداث العنف ونوايا "الإخوان" في هذا الوقت، وهو ما يؤكد أنها قادرة على التعامل مع هذه الاحتجاجات والقضاء على فوضى التنظيم، وفق مراقبين.
محاولة إثارة الرأي العام أيضا بمثابة طوق نجاة لحركة حماس ضمن محاولاتها للعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول وتقليل حجم ما تتعرض له من هجمات إسرائيلية، وفق مراقبين.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز