"بيت من زجاج".. تصريحات إخوانية تثير العضب في الجزائر
أثارت تعليقات للقيادي الإخواني عبدالرزاق مقري حول حركة ماك غضب نشطاء جزائريين، معتبرين أنها دليل جديد على "نفاق" التنظيم الإرهابي.
وكان مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" اتهم وصف في تصريحاته مؤخرا حركة "الماك" الانفصالية بـ"الحركة الإرهابية والعميلة والعنصرية" على حد زعمه، وهي التصريحات التي سرعان ما انقلبت عليه بموجة غضب شعبي، وأكدت تعليقات جزائريين على أنها "الصفات ذاتها التي تنطبق على حركته وشقيقتها رشاد (الإخوانية)".
و"ماك" اختصار لـ"الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل". وهي حركة أمازيغية تأسست في 2002، وتطالب باستقلال منطقة القبائل عن الجزائرية.
كما استغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي حديث الإخواني مقري عن هذه الحركة المتطرفة بعد سكوت لسنوات طويلة، وتعاميه عن ذكر حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية التي قالوا "إنها أشد خطرا وفتنة من حركة الماك الانفصالية",
واعتبر النشطاء أن حديث الإخوان في هذا التوقيت بالذات عن حركة "الماك" المتطرفة لا يعدو أن يكون محاولة لـ"مغازلة السلطة وإلهاء الرأي العام وإبعاده عن الخطر الحقيقي لحركة رشاد الإخوانية"، و"المتحالفتان أصلا لضرب استقرار الجزائر".
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري إحباط مؤامرة إرهابية لحركة الماك، وأوضحت أنها خططت لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق في الجزائر واستغلالها في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية.
وفي تعليقات رواد مواقع التواصل، أشار عدد من النشطاء إلى أن "الماك" الانفصالية تبقى "نكرة في الجزائر وفي منطقة القبائل الأمازيغية التي يرفض سكانها مخططاتها ويعتبرونها منبوذة" وأن خطرها يبقى "محدودا ويمكن للأجهزة الأمنية رصده وإفشال مخططاتها لكونها تركز على منطقة واحدة لا تحظى فيها أصلا بأي دعم شعبي".
بينما يرى آخرون بأن إصرار الإخواني مقري في تعاميه عن الخطر الواضح والداهم والأكبر لحركة "رشاد" الإرهابية يؤكد بأنهما "وجهان لعملة واحدة تُطبع في الخارج ويتم تبييضها في الجزائر".
وكانت تعليقات الجزائريين الكثيرة عبر منصات التواصل حادة وغاضبة من تصريحات رأس جماعة الإخوان بالجزائر، وكان من بينها تدوينة للناشط "نصري رشيد" فقد وضع حركة مقري الإخوانية و"الماك" في "سلة الخراب الواحدة"، وقال في تعليقه: "الماك، الأحزاب، رجال أعمال، سياسيين، كلكم مشاركون في الخراب والدمار والفساد على الشعب الأعزل".
وواصل انتقاده اللاذع قائلا "من أنت يا مقري حتى تتكلم هكذا، وأنتم أكبر خطر من هذه الحركة الخطيرة، المهم أن الضحية هو الشعب الذي يعاني في همومه، ربي يكون معاه لأنه الواقع بجهة وأنتم بجهة".
"نور الدين باصايد" فضح نفاق جماعة مقري الإخوانية في تعليق آخر بالقول: "لماذا لم تقل هذا الكلام في وجه الفساد عندما كان مستبدا؟ أم أن النهي عن المنكر يقتضي حفظ المصالح ومراعاتها، أين النصيحة لله ولرسوله والمؤمنين، اذهبوا إلى مزبلة التاريخ، فقد جنيتم تجارة مربحة على حساب المواطن الضعيف".
كذلك رد الناشط "فريد العايب" من منطقة القبائل الأمازيغية على مزاعم الإخواني مقري بتعليق ذكر فيه: "أنت تغلط الرأي العام، الماك ما هي إلا حفنة صغيرة من المتطرفين غير معترف بها، مدعومة من جهة ما لتشويه منطقة القبائل التي حاربت الاستعمار ومازالت تقف ضد المفسدين".
أما الناشط "غاني بلموك" فقد ذهب أبعد في رده على أراجيف الإخواني مقري واتهمه بمحاولة "تشويه سمعة منطقة القبائل"، وورد في تعليقه الغاضب الموجه رأس جماعة الإخوان قائلا: "أنت شاركت في الخراب قبل الماك، أين كنت من 1990 إلى 2018، اليوم دخلت في اللعبة القذرة، الماك لا يمكنهم المساس بشعرة من منطقة القبائل، كفاك تغليطاً للرأي العام، بلاد القبائل لم تكن يوماً في أمان كما هي اليوم، أهل القبائل من يوقفون حركة الماك عند حدها لأنها خطر على الوطن".
فيما جاء تعليق "إبراهيم أبو عبد الله" مختصرا لحقيقة جماعة الإخوان بالقول: "قابض العصا من المنتصف، أنت وجماعة الإخوان المفلسون أخطر من الماك، الماك بوجه واحد وأنتم بألف وجه، نسأل الله أن يريحنا منكم جميعاً".
الكاتب الجزائري فيصل بوسايدة علق على التصريحات الأخيرة للإخواني عبد الرزاق مقري بمنشور له عبر موقع "فايسبوك" بعنوان "أرجوحة" وصف فيه الإخواني مقري بـ"البيدق"، وبأن تصريحاته لا تخرج عن نطاق الحملة الانتخابية المسبقة.
ومما جاء في منشوره الذي تابعته "العين الإخبارية": "يتجه ذهني إلى هذه الحركة الغريبة العجيبة المسماة حركة مجتمع السلم التي فاقت في المهادنة والمداهنة كل الطوائف".
وأضاف: "مقري يفعل هذا وهو الذي لا يعدم وسائل التواصل مع الشعب طيلة العام، لكنه يشتغل في إطار حملة انتخابية مسبقة، تارة بالحديث عن الماك، وتارة بالخروج كداعية مفسر للقرآن ظاهرا؛ وباطناً لجلب الناخبين بالظهور بمظهر العالِم الذي يعدنا بالنهضة والحضارة".
وتابع في رده على خرجات رأس الإخوان بالجزائر قائلا: "ولا يزال هذا البيدق المسمى مقري يدهشني بصفاقة تصريحاته، مدعياً أنه رشّح ما يفوق أربعمائة شاب من خيرة الشباب علماً وتكويناً وقدرة على القيادة، وكأني به قد حصل على أغلبية برلمانية من جيل الترجيح، وأننا قريبا سنكون على خطى ماليزيا وسنغافورة ودول الخليج".
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز