جزائريون عن حديث الإخوان حول "العلمانية": تجارة انتخابية
أكد سياسيون وخبراء جزائريون أن الهجمة الإخوانية الأخيرة على "التيار العلماني لا تخرج عن نطاق النفاق والتجارة الانتخابية.
وهاجمت عناصر الإخوان في الآونة الأخيرة أحزابا معارضة تصنفها في خانة "التيار العلماني"، فيما جاءت ردود فعل الجزائريين منتقدة للتنظيم الإرهابي.
- "إخوان" الجزائر يهددون بالعنف.. وموجة غضب شعبي
- الجزائر تحاصر الإخوان.. توقيف وتوقعات بالتصنيف "إرهابية"
وأثار حديث الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، حول أن "التيار العلماني يريد السيطرة على الحراك الشعبي" واصفا إياه بـ"خطر على البلاد وعملاء لجهات أجنبية" على حد زعمه، موجة سخرية في الأوساط الشعبية بالبلاد.
كما ادعى القيادي الإخواني أن"أكبر صفات المنافقين وأخطرها والتي يشترك معهم فيها العلمانيون هو ما يتعلق بكراهية الشريعة الإسلامية ورفضهم لها" وفق زعمه.
فتنة إخوانية
المواقف الأخيرة لقيادات الإخوان التقطها الجزائريون بكثير من السخرية والانتقاد، حيث اتهموا جماعة الإخوان بمحاولة "نشر فتنة جديدة داخل المجتمع وخلق تصنيفات جديدة به".
وهاجم جزائريون عبر مواقع التواصل الإخوانيين مقري وجاب الله، متهمين إياهم بالسعي لـ"تقسيم الجزائريين بين علمانيين وإسلاميين"، معربين عن استنكارهم لمحدودية التفكير الإخواني والترويج بأن "مشكل الجزائر الوحيد هو العلمانية"، رغم عدم وجود تيارات علمانية في البلاد.
وتساءل نشطاء عن عدم وجود مواقف من التيارين الإخوانيين من الحقائق والأدلة الدامغة عن تورط فلول "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" وحركة "رشاد" الإرهابية في التخطيط لـ"ثورة مسلحة"، مشددين على أن "جماعة الإخوان تبقى الخطر الحقيقي على البلاد".
نفاق وتجارة
زبيدة عسول رئيسة حزب "الاتحاد من أجل التغيير والرقي" المعارض وصفت تصريحات جماعة الإخوان الأخيرة بـ"النفاق السياسي"، وأبدت استغرابها من تحذيراتهم التي أكدت بأنها "تنطبق عليهم".
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" أكدت المعارضة الجزائرية، أن "الإسلام بات سجلا تجارياً مربحاً لتيارات الإسلام السياسي لتحقيق مكاسب سياسية".
وطالبت عسول بوضع حد لما وصفته بهذه "المهازل غير الأخلاقية للشرع في حد ذاته"، كما اتهمت الإخوان بأنهم "يريدون أن يضعوا أنفسهم وسطاء بين الله والشعب من خلال سجل الدين الذي يستعملونه غطاء لأطماعهم السياسية".
ودعت إلى التحرك لنزع ما أسمته بـ "السجل التجاري عن الإخوان في المتاجرة بالدين لتحقيق نجاحات سياسية"، مشيرةً إلى أن "هذا الأمر ليس مقبولا لا دينياً ولا أخلاقياً".
قناع انتخابي
الأكاديمي الجزائري الدكتور محمد بهلول كتب على "فيسبوك"مؤكدا أن مواقفها الإخوان في الجزائر "لا تعدوا كونها قناعاً انتخابياً قديماً لا يعد خفياً عن الجزائريين".
الأكاديمي الجزائري حذر من تكرار سيناريوهات سابقة عندما استعملت جماعة الإخوان سنوات التسعينيات "كذبة العلمانية" لـ"إقناع الجزائريين بحمل السلاح في وجه إخوانهم وقتلهم كما فعل علي بلحاج الذي خيّر الجزائريين بين الدولة الإسلامية أو الجهاد".
كما أرجع مزاعم الإخوان حول التيار العلماني إلى ما أسماه "حمى الانتخابات التشريعية" التي قال في أحد منشوراته بأنها "تدفع إخوان الجزائر إلى تدوير أسطوانة التطرف العلماني"، حسب زعمهم.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز