مواجهات شبوة.. مسمار جديد في نعش إخوان اليمن
مسمار جديد يضعه إخوان اليمن في نعشهم، بإشعالهم نار "الفتنة" في محافظة شبوة التي نفضت لتوها غبار الحوثي.
فمنذ مساء الأمس تدور مواجهات في شبوة فجرتها مليشيات إخوانية مدعومة بقوات أمنية وعسكرية محسوبة على التنظيم هاجمت قوات دفاع المحافظة، في محاولة لمنع انهيارهم في هذه المحافظة الغنية بالنفط.
ويقود الإخواني عبدربه لعكب تمردا على قرار السلطات المحلية بإقالته من قيادة القوات الخاصة في شبوة، لضلوعه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى داخل المحافظة التي توجد مليشيات الحوثي على حدودها من جهتي البيضاء ومأرب
"حماقة سياسية"
وقوبل تمرد الإخوان في شبوة بتنديد شعبي وسياسي غير مسبوق ووصفه يمنيون بـ"الحماقة السياسية" التي تجر وراءها "فتنة جديدة" للتنظيم الإرهابي لإحراق وإغراق المحافظات المحررة مجددا في الفوضى لخدمة الحوثي.
ويرى مراقبون وخبراء أن فتنة الإخوان ستشكل بداية إنهاء نفوذهم وتواجدهم العسكري في محافظة شبوة النفطية والتي يحاولون السيطرة عليها لخدمة مصالح قياداتهم الضالعة في نهب الثروات في الجنوب.
وهو ما أكده الباحث والناشط السياسي عبدالوهاب بحيبح، مشيرا إلى أن ما يحصل في شبوة قد تحصده مأرب (في الشرق) مستقبلا.
وتساءل بحيبح في حديث مع "العين الإخبارية"، "ماذا لو تمرّدت إحدى القيادات الأمنية على محافظ مأرب!!؟
وقال: "عوض الوزير (محافظ شبوة) لم يأت من الشارع، بل عُين بقرار جمهوري، وما يجري هو تمرد على رأس السلطة المحلية رئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة".
مضيفا "اليوم غير الأمس، والدولة لن تدار من قبو الإرشاد وإنما من مركز عمليات الجيش والأمن".
من جهته، أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، أن القرار في شبوة لمحافظ المحافظة، رئيس اللجنة الأمنية، وبما يقتضيه أمن شبوة واستقرارها.
وفي تغريدة نشرها على حسابه في تويتر، اعتبر أن "تشجيع أي تمرد على قرارات السلطات المحلية التوافقية في الجنوب، مهما كان مصدره، حماقة سياسية، ولا مجال للقفز على توافقات الرياض".
وعبّر العولقي عن الدعم اللامحدود، لمحافظ محافظة شبوة عوض محمد بن الوزير .
مخاوف من "نار الفتنة"
كذلك دعا القيادي في المؤتمر الشعبي العام عوض عارف الزوكا، إلى "حفظ دماء أبناء شبوة من كيد الكائدين والمتآمرين والمتربصين بها وبالوطن شراً".
وكتب في منشور على صفحته في فيسبوك: "ندعو الجميع لضبط النفس وتحكيم العقل وعدم الانزلاق في نار الفتنة، فهناك من ينتظر هذه الفرصة لتمرير مشاريعهم التي تخدم العدو الأساسي في البلد".
أما أنيس الشرفي عضو لجنة التشاور والمصالحة التابعة للمجلس الرئاسي، فرأى أن القوات التي حررت مديريات بيحان شبوة من أيدي مليشيات الحوثي، كفيلة بالتعامل مع العابثين.
وقال مغردا على حسابه في تويتر: "لن تفرط هذه القوات بما تحقق من مكتسبات لأبناء شبوة والجنوب، ولن تتنازل عما قدمت من تضحيات، ولن تسمح لأي عابث بأن يكدر أمن واستقرار وسكينة شبوة، أو يتمرد على قرارات قيادتها".
وهو ما أتت عليه وداد الدوح رئيسة منظمة "فرونت لاين" البريطانية لحقوق الإنسان، بقولها إن "قوات الإخوان عاثت في شبوة فسادا وظلما".
وفي تدوينة على حسابها في فيسبوك، أضافت "رغم تقليم أظافرهم (الإخوان) إلا أن أهالي شبوة لن يقبلوا وجودهم وهذا ما عبّر عنه أبناء المحافظة بوضوح أثناء توثيق ضحايا التعذيب بالصوت و الصورة والذي مارسته القوات التابعة للإخوان على أبناء شبوة".
وتحدثت الدوح عن طرق مختلفة للتعذيب مارسها عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بحق أبناء شبوة منها "الشواية" و"حقن المعتقل بالماء"، والكثير من القصص والأساليب البشعة.
وبينما تتواصل مواجهات شبوة، يجزم مراقبون أن إخوان اليمن يحاولون عرقلة التغيير الذي ينشده هذا البلد وكذلك عرقلة تصحيح مسار الدولة وشرعيتها.