لم تعد المواجهات التي فجرها "إخوان اليمن" بشبوة مجرد تمرد، وإنما معركة كسر عظم أعد لها مسبقا تعزيزا لنفوذ التنظيم الإرهابي بالمحافظة.
وفي آخر تطور على الأرض، فيما أصبح يعرف بـ"فتنة شبوة"، أفاد مصدر ميداني لـ"العين الإخبارية" بأن مدينة عتق مركز المحافظة، أصبحت بالكامل تحت سيطرة قوات العمالقة ودفاع شبوة، ما عدا المدخل الجنوبي ومعسكر الشهداء.
وكشفت مصادر ميدانية كذلك لـ"العين الإخبارية"، أن "مليشيات الإخوان" استقدمت تعزيزات من المنطقة العسكرية الأولى، في وادي حضرموت، ومن مدينة مأرب إلى شبوة، للقتال بجانب "القوات الخاصة" واللواء "21 ميكا" و"وحدات النجدة".
ووفقا للمصادر فإن ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة تعمل بشكل حذر ومدروس لإخماد تمرد الإخوان بأقل الخسائر البشرية والمادية، وذلك منذ أن اندلعت المواجهات فجر اليوم الإثنين، بمدينة عتق.
وأوضحت أن قوات العمالقة أمنت شارع "درهم" ونقطة "الكهرباء" و"الشارع الرئيسي" في مدينة عتق وتلة "الجوازات" وتتجه للسيطرة على موقع "الجلفوز" و"الإرسال" وبعض المناطق السكنية الخلفية الذي تتمركز فيها العناصر المتمردة للإخوان.
وأشارت إلى أن مليشيات الإخوان نصبت دبابات تابعة للواء "21 ميكا"، لقصف مدينة عتق، انطلاقا من تلة "الإرسال" ما استدعى تدخلا حاسما من قوات العمالقة، لإخماد مصادر النيران، وتجنيب استخدام المدنيين دروعا بشرية.
المصادر نوهت إلى أن عناصر إخوانية تحصنت في منشآت حكومية ومبانِ مدنية وسكنية، ونشرت قناصين من القوات الخاصة في البيوت المهجورة، وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وبشأن تمركز مليشيات الإخوان في بوابة شبوة، أوضحت المصادر أنها منطقة مكشوفة وغير محصنة وأخلتها قوات دفاع شبوة عند انفجار المواجهات، حفاظا على سلامة الجنود.
وتدور الاشتباكات حاليا لتأمين المرتفعات المطلة والاستراتيجية بما فيها معسكر الشهداء.
وحول سبب انفجار المواجهات، قالت المصادر إن الوضع كان أساسا مرشحا للانفجار بعد شحن وتعبئة الإخوان للشارع، لكنها انفجرت فعليا عندما وقع احتجاج بين مجاميع يتبعون اللواء 21 ميكا الموالي للإخوان، وقوة من العمالقة في الساعات الأولى من اليوم.
وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين بينهم قياديان من تنظيم الإخوان، وهم عبداللطيف ظيفير وقائد كتيبة الطوارئ في اللواء 21 ميكا الإخواني، لشقم الباراسي فيما قتل من قوات دفاع شبوة سعيد عبدالله الخليفي، وأصيب عدد آخر.
تأتي المواجهات بعد إقالة محافظ شبوة بتوجيهات من المجلس الرئاسي، قائد القوات الخاصة في عتق، عبدربه لعكب، وقائد معسكر القوات الخاصة، أحمد درعان، إلا أن الأخيرين رفضا تنفيذ القرار، وأعلنا التمرد على السلطة المعترف بها دوليا، بموجب توجيهات عليا للإخوان.
واعتبر محللون يمنيون تمرد الإخوان في شبوة "انقلابا مكتمل الأركان" يستدعي تدخل المجلس الرئاسي، لإحالة قيادات الإخوان إلى المحاكمة، إثر الدماء الذي سفكت من أجل أن لا يفقد التنظيم الإرهابي نفوذه في المحافظة النفطية.