يقول التاريخ إن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها لا تعترف بالوطن أو تعترف بكلمة "وطن" هي فقط تَعتَرف بالجماعة
التقرير الذي كشفت فيه وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي إيه) مؤخراً عن الوثائق السرية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتي رفعت عنها صفة السرية، وحذرت من التأثير المتنامي للإرهابيين من الإخوان الذين قدر عددهم من قبل وكالة المخابرات المركزية بنحو ثلاثين ألف عنصر داخل 24 منظمة منبثقة من الإخوان، ومن خلفيات إيديولوجية مختلفة، وتحذر الوثيقة من الدور الذي يلعبه يوسف القرضاوي ضمن صفوف التنظيم، وما أشارت فيه إلى أن تأثيره الكبير فيها بعد استقراره في الدوحة.
يقول التاريخ إن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها لا تعترف بالوطن أو تعترف بكلمة "وطن" أو ما يسمى "الانتماء الوطني" هي فقط تَعتَرف بالجماعة، وبما أن هذا هو مبدؤها، فإن الأوطان سترفضها لتلاقي مصيرها لوحدها بلا وطن، ومن يتلقفها ويؤمن لها المال والملاذ سيلقى ذات المصير
فتح لي هذا التقرير الرغبة لكتابة هذا المقال لا سيما حين حذر التقرير من (التأثير المتنامي) للإرهابيين في أكثر من 24 منظمة منبثقة من الإخوان، مما يؤكد أن نشاطهم في مسألة التجنيد والاستقطاب داخل جماعة الإخوان هي الطريقة ذاتها التي تستند بالأساس إلى البعد الديني، فإما أن يتم التجنيد عبر اللعب على أوتار الغريزة الإيمانية الدينية، واستثارة الحس الديني لدى قطاعات واسعة داخل الشعوب العربية، وإما أن يتم من خلال استغلال شبكة العلاقات الاجتماعية والعائلية لتوسيع دائرة المتعاطفين، ومن ثم الراغبين في الانخراط في الجماعة لاحقا، فالجماعة تمتلك منهجا عاما في التجنيد أنتجته من خلال خبراتها في العمل الدعوي والتربوي منذ نشأتها، ولم يكن ذلك المنهج منتوجا خالصا لها دون التجارب الدينية والسياسية والاجتماعية السابقة على نشأتها، بل استفادت بلا شك من خبرات الجماعات، ومشاريع بعض التنظيمات والأفراد الدينيين وغيرهم.
يقول التاريخ إن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها لا تعترف بالوطن أو تعترف بكلمة "وطن" أو ما يسمى بالانتماء الوطني هي فقط تَعتَرف بالجماعة، وبما أن هذا هو مبدؤها فإن الأوطان سترفضها لتلاقي مصيرها لوحدها بلا وطن، ومن يتلقفها ويؤمن لها المال والملاذ سيلقى المصير ذاته.
لقد أكد التقرير ارتباط الإخوان الوثيق بإيران، وأن تخطيط قيادات الإخوان يتم في أوروبا، وأنهم يعملون على تجنيد المؤثرين، لكن الأهم من التقرير بالنسبة لي هو توقيت نشره، وهي رسالة واضحة بأن واشنطن ستحاسب رعاة التنظيم، ومن ثم يبدو لي أن العالم سيتجه لإعلان تجريم الإخوان ووضعها على قوائم الإرهاب، ومحاصرة خطرهم من خلال تجفيف مصادر تمويلهم وملاذاتهم الآمنة، والتي كانت السعودية والإمارات سباقتان لتطويق خطر هذه الجماعة التي هزمت في مصر وليبيا.
لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين ستسقط لأنها مؤدلجة على بعض المبادئ، منها إعادة الخلافة الإسلامية بأدواتها القديمة، ووصف الأحزاب الأخرى بالعلمانية الضالة حتى لو لم تكن كذلك، وإسقاط الرموز السياسية والاجتماعية والدينية التي تخالفهم في الفكر، والعداء المعلن لبعض الشعوب، والتحالف حتى لو مع الشيطان للوصول للسلطة، لا تحكمهم المواثيق ولا يترددون بالانقلاب عليها، والانتهازية والتسلقية طبعهم، ويتعاونون مع إسرائيل ويتحالفون مع إيران، وحزبيتهم تجعلهم يمجدون (علمانيا) ويضعونه خليفة لهم وأنه ناصر الدين، وبارعون في التأثير على العامة، سواء بالكذب أو الدجل أو التزييف أو التقارير المفبركة والمغلوطة، أو من خلال تقديم رؤيا غير صادقة وغير صحيحة كما يفعلون مع أردوغان حالياً ومرسي سابقا، وكأنهم ملهمون وغير عاديين، قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الأعداء لتبقى خنجرا مزروعا في خاصرة المسلمين، يسعون لإنشاء خلافة أو إعادة الخلافة وكأن الله استخلفهم في الأرض، لذا يبذلون أقصىٰ جُهدهم في الإعداد والدّعوة السرية، وفي سبيل ذلك يكفّرون الدول والمجتمعات، ويُزهِقون الأرواح، ويُتلِفون الأموال والحرث والنسل، ويُخِيفون المسلمين، ويُنكِرون المعروف.
يرتكزُ الفكرُ الإخواني الإرهابي على كتب فيها تكفير بواح، مليئة بقصص خيالية والمعجزات الخارقة، يُؤَمِّلُ من خلالها أن تنتهي بمُعجزة كونية ينتصرون بها على العالم بأسره على أيدي لَفِيفة ضالّة، مما أخرجهم من مرحلة الصحوة إلى مرحلة الإرهاب، يحاولون أن يقدموا الإسلام حسب رغباتهم وخطواتهم وآمالهم، وحسب ما فهموه وقدمه لهم مؤسسهم حسن البنا، حيث تكون الحكومة (السلطة) ركن من أركان دعوتهم، لهذا يجعلون فكرة الخلافة والعمل على إعادتها في رأس مناهجهم، ولن يتم ذلك إلا بتكفير وقتل الحكام، شوهوا صورة الإسلام في كل المجتمعات، فكل الإرهابيين ممن يفجرون أنفسهم أو يقتلون رجال الأمن أو ينتقصون من الدولة وولاة الأمر جميعهم من الإخوان المفسدين، أو ممن تأثروا أو تربوا أو تلمذوا على أيديهم.
السعودية حالياً تنطلق للمستقبل وتعمل على تنقية وتنظيف نفسها من الشوائب أمثال الإخوان، والرديكاليين والعملاء والخونة، ومن تجاوزوا على الثوابت الدينية، وإثارة الفتن، وكذلك تفعل الإمارات ومصر والبحرين، فالسعودية صبرت على الإخوان كثيراً وحان وقت الحساب، بتطهير الوطن من جميع الجماعات المتطرفة والمنحلة، بعدما أصبح واجبا ومطلبا شعبيا للانتقال نحو السعودية الجديدة ومستقبل أفضل وتحقيق رؤية 2030.
يقول التاريخ إن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها لا تعترف بالوطن أو تعترف بكلمة "وطن" أو ما يسمى بالانتماء الوطني هي فقط تَعتَرف بالجماعة، وبما أن هذا هو مبدؤها فإن الأوطان سترفضها لتلاقي مصيرها لوحدها بلا وطن، ومن يتلقفها ويؤمن لها المال والملاذ سيلقى المصير ذاته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة