صراع جديد داخل الإخوان.. غضب الشباب هل يطيح بـ"العجائز"؟
حالة غليان يعيشها تنظيم الإخوان تنذر بإزاحة "الحرس القديم"و"العجائز" للجماعة الإرهابية عن تصدر المشهد، ويصعد بقيادات شبابية.
قطاع الشباب الذي يمثل 90% من الجماعة يعيش حالة من الغليان بسبب سيطرة كبار السن الذين يقفون ضد أي تحولات ربما يحملها هؤلاء الشباب.
المعركة تحتدم بشدة داخل صفوف الجماعة الإرهابية بين الشباب و"العواجيز"، خاصة مع حالة التوهان والانفصام عن الواقع التي يعيشها الإخوان.
وأكد خبراء في أحاديث لـ"العين الإخبارية" أن جبهتي لندن وإسطنبول تحاولان استقطاب تلك الحركات الغاضبة، ولكن مع استمرار حالة الغليان ربما يزاح بعض العجائز عن القيادة لامتصاص حالة الغضب.
ثورة داخل الجماعة
الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي منير أديب يقول إن هناك حالة من التمرد من الشباب على قيادات التنظيم مستمرة وموجودة منذ فترة طويلة.
وأضاف أن "هناك حالة من القمع من قيادة الجماعة للشباب، وحالة تمرد واسعة، لكن الآن الوضع مختلف بسبب الانقسامات الداخلية والانشقاق".
وتابع أن "الشباب يمثلون 90% من بنية التنظيم ويقمعهم 10% من العجائز الذي تخطى بعضهم 80 عاما"، مؤكدا أن تنظيم الإخوان لا يؤمن بالشباب، وأنه للعجائز وكبار السن الذين يسطون عليه".
الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي يشير إلى أن حالة التمرد وصلت ذروتها في الوقت الحالي بسبب الاتهامات المتبادلة بالفساد المالي والإداري والتنظيمي والأخلاقي بين الجبهات المتصارعة، مما جعل الشباب يتمردون على القيادات وينتقدونهم مما قد يدفع الشباب للثورة على قيادات التنظيم في عام 2023 من كبار السن والعجائز.
زيادة الانقسامات
واتفق مع أديب المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور عمرو عبدالمنعم، الذي رأى أن كافة التحركات والتمردات هي صراع على سلطة الجماعة وشرعيتها، فالكل يريد الشرعية وإرث الجماعة المريضة.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن ثورة الشباب قادمة بسبب زيادة الصراعات التي امتدت عبر الأذرع في السوشيال ميديا، ويديرها شخصيات لا يعرف لها أي رصيد مثل "خالد السلكاوي" مدير شبكة رصد، وصهيب عبدالمقصود التابعين لجبهة "لندن إبراهيم منير"، في مواجهة جبهة إسطنبول التابعة لمحمود حسين، ومنها سمحي مصطفى وخالد فهيم.
ويكمل أن "الصراعات كونت فرقا تتعامل من إسطنبول مع جبهة لندن والعكس، مما زاد حدة الانقسامات الداخلية في التنظيم".
الرضوخ للأمر الواقع
واستبعد الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار حدوث تغيير كبير يقوده الشباب هذا العام.
وبين النجار أن الشباب يفتقرون للكيان التنظيمي والأدوات التي تمكنهم من مواجهة الجبهات النافذة التي يسيطر عليها كبار السن، علاوة على امتلاك جبهتي الكبار أدوات النفوذ داخل الجماعة، وفي مقدمتها المال والتمويل والعلاقات مع بعض الأجهزة الأمنية والتي من خلالها تبتز هذه الجبهات شباب الجماعة وتفرض عليهم الرضوخ للأمر الواقع.
وأشار إلى أن تمرد الشباب على شيوخ الجماعة يحتاج لكيان تنظيمي بقيادة مؤثرة وجهة داعمة وممولة، وبرنامج سياسي واضح، علاوة على عدم وجود سابق تجربة فاشلة، مؤكدا أن العامل الأخير هو ما جعل جبهة "الكماليين" غير مؤهلة للعب هذا الدور، فضلا عن تبنيها الخط العنيف والتكفيري.
إزاحة العجائز
وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية عمرو فاروق أن "تمرد شباب الإخوان متواصل منذ 2014 بأسماء مختلفة منها حركة التغيير، والتي طالبت مكتب الإرشاد بالتنحي، وهيكلة التنظيم وفق رؤية شبابية ووجود حلول ودراسات سياسية لقيادة الجماعة في تلك المرحلة".
وبين فاروق أن "الكماليين أو ما يطلق عليه الجبهة الثالثة، هي امتداد لتلك الحركة، لافتا إلى أن جزءاً منها انشق عن الإخوان والتنظيم وآخر عاد للجماعة، وآخرون استقطبوا من جبهة لندن "إبراهيم منير".
وأعتقد أن شباب الإخوان الذين يحاولون التمرد على قيادات التنظيم لن يأخذوا هذه الخطوة بهذا الشكل، إنما سيكون طرحاً وسيقابل بالرفض من القواعد التنظيمية ذاتها، لافتا إلى أنه ربما يتم الإطاحة ببعض القيادات العجائز وكبار السن.
الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية أوضح أن "جبهة منير" في لندن تعمل على استقطاب تلك الحركات من الشباب، حتى لا تثور ضدها بوضع مساحة للمتحدث الإعلامي هو ومجموعته من الشباب.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز