مشروع حظر الإخوان بأمريكا.. رصاصة الرحمة على "أوهام" التنظيم
سلط نبيل ميخائيل الأكاديمي بجامعة جورج واشنطن الضوء على إعادة السناتور الأمريكي تيد كروز تقديم مشروع قانون لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
وقال الأكاديمي بجامعة جورج واشنطن، إن مشروع القانون قد يستهدف محاولة قطع الطريق أمام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في إمكانية عودة التفاهمات مع الإخوان، كما كانت في عقد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن خطوة السناتور الأمريكي قد تكون استباقية أيضا ضد محاولات التنظيم لشرعنه وجودها من جديد داخل المجتمع الأمريكي.
وأوهام تطغى على الإخوان في مصر وعدد من دول العالم، الذي لا يزال يحلم بدعم مشابه لذاك الذي حصل عليه في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خصوصا أن بايدن تقلد منصب نائب للأخير لثماني سنوات.
وأعاد السناتور الأمريكي تيد كروز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تقديم مشروع قانون لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
ويحث مشروع قانون "كروز" وزارة الخارجية الأمريكية على استخدام سلطتها القانونية لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية أجنبية.
وشدد السيناتور الأمريكي عبر موقعه الخاص على ضرورة محاسبة جماعة الإخوان على تمويلها ودعمها للإرهاب.
منع التواصل مع الإخوان
ولمح أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل في حديث من واشنطن لـ"العين الإخبارية" أن السناتور كروز المعروف بآرائه المحافظة ربما يسعى إلى قطع الطريق أمام إدارة بايدن للتفاهم مع التنظيم الذي تلقى ضربات موجعه عربيا ودوليا، وحتى لا يفكر في التواصل معهم.
وإذ يرى أن مشروع قانون تصنيف الإخوان منظمة إرهابية سيحظى بقبول أعضاء الحزب الجمهوري، أشار ميخائيل إلى أن مشروع هذا القرار من الممكن أن يلقى معارضة من بعض الديمقراطيين".
وردا على الجديد الذي يحمله إعادة السناتور الأمريكي تقديم مشروع قانونه الداعي لحظر الإخوان في أمريكا، قال ميخائيل: الأمر يتوقف على كروز نفسه؛ لأنه لم يشرح بعد أي تفسير جديد لإعادة تقديم مشروع القانون"
وأستدرك: "لكن قد يفهم ضمنيا أنه يحاول إعاقة بايدن إعادة التواصل مع جماعة الاخوان"، على غرار تواصل إدارة أوباما مع التنظيم.
ومنذ بداية عهد الرئيس السابق أوباما عام 2009، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة دوليا.
مساع إخوانية لتطويق مشاريع حظرهم
ومن جهته، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن السيناتور الأمريكي سيعيد تقديم مشروعه في الدورة القادمة لمجلسي الشيوخ والكونجرس الأمريكي، لكن من المبكر القول بأنه من الممكن تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية في أمريكا".
وأكد أن التنظيم الدولي للإخوان يتحرك في دوائر كثيرة، ويتبنى حملات إعلامية جديدة، تسعى إلى التواصل مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ومساعدين الأعضاء في محاولة لإعادة تقديم نفسها للإدارة الأمريكية الجديدة مره أخرى، وتطويق أي مشاريع قوانين جديدة يمكن أن تحظر الجماعة في المدى المنظور.
ولا تزال الجماعة تبحث عن موطئ قدم تشرعن به وجودها داخل المجتمع الأمريكي، لاستثماره سندا تنقض به على أي ظرف سياسي يُمكن فروعه من العودة للمشهد السياسي بالشرق الأوسط.
ولطالما دعا السيناتور كروز إلى تصنيف جماعة الإخوان، بالإضافة إلى تنظيمات أخرى تدعم الإرهاب، "منظمة إرهابية أجنبية".
وقدم السيناتور الأمريكي قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية لأول مرة عام 2015، ثم أعاد تقديم مشروع القانون مجددًا عام 2017.