بعد "رمسيس".. قيادات الإخوان في النمسا تحت الضغط
بعد أسابيع من عملية "رمسيس"، باتت قيادات الإخوان بالنمسا تحت ضغط كبير، يعكس الحصار الذي تتعرض له الجماعة الإرهابية بهذا البلد الأوروبي.
ووفق صحيفة كورير النمساوية، فإن 4 أشخاص من أصل 70 مشتبها به من قيادات الجماعة في العملية الأمنية التي شنتها الشرطة في 9 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، يعملون كمدرسين للدين الإسلامي بالنمسا.
وكرد فعل على وقوعهم في دائرة المشتبهين من قيادات الإخوان، فقد 3 من الأربعة مدرسين وظائفهم بشكل نهائي، فيما يتوقع أن يفقد الرابع وظيفته، وفق تقرير كورير.
جاء ذلك في وقت يقع فيه مشتبه به رئيسي، هو فريد حافظ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سالزبورج النمساوية، وأحد أهم قيادات الإخوان هناك، تحت ضغط كبير.
ونأت إدارة جامعة سالزبورج بنفسها عن حافظ. ووفق رئيس الجامعة هندريك لينيرت، فإن الإدارة تحقق في واقعة دخوله دائرة الاشتباه، وعواقبها على حافظ وفق لائحتها الداخلية.
وقبل أيام، تنصلت قيادات بالجماعة ومسؤولون نمساويون سابقون منها، خوفا من مستقبل قاتم ينتظرهم في الأراضي النمساوية.
فعلى سبيل المثال، استهدفت مداهمات الأسبوع الماضي منظمة أنس الشقفة غير الربحية من بين 60 هدفا إخوانيا.
وبعد أسبوع، تعددت إعلانات التنصل من المؤسسة التي تحمل اسم الشقفة، أحد أهم قيادات الإخوان في النمسا، حيث سارع السياسي السابق بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، هانز سوبودا، إلى أخذ خطوة للوراء للابتعاد عن المنظمة التي يشغل عضوية هيئتها الاستشارية.
وقال سوبودا في تصريحات لصحيفة فولكس بلات النمساوية "خاصة"، الأربعاء: "إذا كانت الاتهامات الموجهة للمنظمة بأنها على صلة بالإخوان صحيحة، سأغادر الهيئة الاستشارية فورا".
أما وزير الدفاع السابق، فرنر فاسلبيند، فأعلن أنه يعيد تقييم عضويته في الهيئة الاستشارية لمؤسسة أنس الشقفة. فيما قرر السياسي الآخر، فريدرش بالدنجر، تعليق عضويته في الهيئة مؤقتا.
الغريب أن أنس الشقفة نفسه تنصل من الإخوان رغم أنه كان أحد المشتبه بهم في المداهمات الأخيرة وخضع للتحقيق، وفق تقارير صحفية.
وفي تصريحات لصحيفة فولكس بلات، قال الشقفة: "لم تعثر الشرطة على أموال في المنظمة، وصادروا جهاز كمبيوتر (ديسكتوب)، وكمبيوتر لوحي (لاب توب) وكتب".
وتابع: "لم أكن في أي مرحلة من حياتي عضواً في جماعة الإخوان المسلمين".
لكن لورينزو فيدينو، مدير مركز التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية والخبير الذي أعد دراسة "الإخوان في النمسا" بمشاركة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، قال الشقفة - سوري الأصل - "كان أحد القيادات المؤسسة لوجود الإخوان في ستينيات القرن الماضي".
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية، وحملت العملية اسم "رمسيس".
وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت الشرطة القبض على عشرات الأشخاص مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.
ونقل إعلام محلي عن مصادر أمنية قولها إن "التحقيقات تجري مع المشتبه بهم حول الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية لدولة النمسا، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسل الأموال".
ووفق مكتب المدعي العام في النمسا، فإن المداهمات تأتي بعد "تحقيقات مكثفة استمرت أكثر من عام" من قبل هيئة حماية الدستور ومكافحة الإرهاب (الاستخبارات الداخلية).
ويملك الإخوان وجودا كبيرا في النمسا، خاصة في فيينا وجراتس، ويتمثل ذراعها الأساسية في "الجمعية الثقافية"، ومجموعة من المساجد والمراكز الثقافية مثل "النور" في جراتس، و"الهداية" في فيينا.