أسلحة ومولوتوف.. مخاوف من إعادة سيناريو "رابعة" بتونس
أعاد مشهد احتجاجات أنصار حركة النهضة الإخوانية في تونس، اليوم الأحد، مشاهد اعتصام "رابعة" الدموي في العاصمة المصرية قبل سنوات.
وطوقت قوات الأمن التونسي، اليوم، مقر البرلمان وسط العاصمة تونس خشية اقتحامه من قبل أنصار النهضة الاخوانية بعد تظاهرهم في شارع 20 مارس المحاذي للمقر رفضا لقرارات الرئيس قيس سعيد.
وعبر مراقبون للشأن التونسي عن تخوفهم من تكرارا سيناريو "اعتصام رابعة" بالقاهرة بهدف ضرب الدولة وتفكيكها من الداخل خاصة وأن الإخوان يخططون لمزيد تدميرها.
وتتزايد مخاوف المراقبين التونسيين مع ضبط السلطات الأمنية عدد من الأشخاص، وسط المتظاهرين، وبحوزتهم أسلحة بيضاء مختلفة الأحجام والأشكال.
أموال وزعت على أنصار الاخوان من أجل القدوم بكثرة عبر حافلات وسيارات للأجرة من أجل ملء ساحة باردو أمام مقر مجلس نواب الشعب، ما دفع قوات الأمن لتوقيف عدد كبير من الحافلات القادمة من كل المحافظات.
واعتبرت نائلة بن رحومة منسقة حراك "الشارع يقرر ويراقب" المساند لقرارات 25 يوليو/تموز أن هذه المسيرات مأجورة ومفتعلة لتدمير ما تبقى من الدولة خاصة بعد عشرية سوداء من حكم الإخوان.
ووصفت مسيرة الإخوان بأنها موعد للتونسيين مع "الفساد والخيانة والإرهاب"، وأن الفرجة مضمونة للجميع، على حد وصفها.
وأكدت "بن رحومة"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "حركة النهضة حشدت كل إمكانياتها المادية لشراء ذمم بعض الأشخاص غير الوطنيين للتظاهر اليوم أمام البرلمان".
وأضافت أنها "مسيرات مفتعلة لأنها لا تجد على أرض الواقع من يساندها لأن الشعب التونسي تضرر من هذه المنظومة طيلة 10 سنوات من التدهور الاقتصادي والاجتماعي وتفشي الإرهاب وتدهور جميع القطاعات".
وطالبت بـ"الانتباه لأن الإخوان بقوة أموالهم من الداخل والخارج سيحاولون إثارة بعض المشاكل".
سيناريو رابعة
بدوره، قال الناشط السياسي التونسي وليد حمداوي، إن "هذه التظاهرة ليست تلقائية كما يتم الترويج لها لأن الأحزاب التي دعمتها من خلال بلاغات أو تصريحات هي حركة النهضة وحلفائها من الإخوان ومن الأحزاب الفاسدة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم يصعب الخروج منه".
وحذر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من مغبة إعادة سيناريو رابعة في تونس لأن من ينشطون ومن ينفذون هذه التحركات هم خارجون على القانون.
واستشهد بضبط قوات الأمن التونسية أسلحة بيضاء وعصي وهراوات وزجاجات حارقة "مولوتوف" في المنطقة.
وأضاف أنه لا يمكن نسيان التاريخ الأسود للإخوان القائم على الترهيب والتخويف وإسالة الدماء من أجل الوصول للسلطة.
كما اعتبر الباحث في العلوم الجيوسياسية، رافع الطبيب، أن التنظيم السري للإخوان "يستجمع ما تبقى من شراذم الحركة وما تيسر من أذرع الشوارع والمنحرفين ليحاول إعادة سيناريو رابعة وأحياء رمزية الدم والمظلومية وإرسال نداء استجداء للخارج بعد أن لفظه الشارع".
وقال الطبيب، في تدوينة على فيسبوك، إن تنظيم الإخوان السري لم يجد من نصير إلا أتعس وجوه السياسة وإعلام الصفحات المأجورة.
وحاول المحتجون اليوم الاعتداء على العناصر الأمنية التي قامت بتطويق مقر مجلس نواب الشعب (البرلمان) في منطقة باردو (إحدى ضواحي العاصمة).
ورفع المحتجون المناهضون لقرارات الرئيس التونسي القاضية بتعليق أعمال البرلمان ورفع الحصانة عن النواب يوم 25 يوليو/تموز ، شعارات تحريضية ضد قيس سعيد وأنصاره والرئاسة التونسية.