"الرجل الثاني" للإخوان في تركيا.. من هو همام علي يوسف
في اجتماع هو الأول من نوعه، أعلن حزب السعادة التركي عن لقاء بين رئيس الحزب تمل كرم الله أوغلو، ووفد من الإخوان بقيادة همام علي يوسف.
كان همام بصحبة 6 آخرين من قادة الجماعة أبرزهم؛ مدحت الحداد المسؤول عن إدارة استثمارات وأنشطة التنظيم المالية في أنقرة، والأمين العام للتنظيم محمود حسين.
ويقول خبراء ومراقبون أن إعلان حزب السعادة المعارض عن اسم همام علي يوسف ضمن الوفد الإخواني يكشف النقاب عن الدور الكبير الذي يقوم به الرجل في تركيا، ما يجعله "الرجل الثاني" للتنظيم في تركيا بحسب المراقبين.
وأشاروا إلى أن همام أصبح "همزة وصل" مع المعارضة، من أجل فتح مسارات بديلة للتنظيم؛ تحسبا لإتمام المصالحة بين أنقرة والقاهرة، خاصة بعد التضييق الرسمي على التنظيم وأبواقه الإعلامية في تركيا.
من هو همام علي يوسف؟
ولد الإخواني همام علي يوسف، (في منتصف الخمسينيات من عمره) في محافظة سوهاج بصعيد مصر، حيث عمل في مجال التدريس، حيث عمل رئيسا لمدارس الدعوة الإسلامية في المحافظة.
وفي يوليو/تموز 2013 اختاره التنظيم لتولي مسئولية "المكتب الإداري للإخوان" في سوهاج، ثم جرى تعيينه عضوا بمجلس شورى عام الجماعة، وعقب الملاحقات الأمنية لعناصر الإخوان، غادر همام البلاد إلى تركيا في أعقاب فض اعتصام رابعة.
إدارة اللجان الإلكترونية
وقالت مصادر إن إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام للإخوان حاليا، طلب محمود حسين في منتصف 2015، أن يتولى عضو مجلس شورى الجماعة المقرب منه همام علي يوسف، القيام بمهمة تشكيل اللجان الإلكترونية خارج مصر، بعد ضعف تأثير قنوات الجماعة، وحالة الحراك في الشارع وبعد أن ضرب الانقسام الصف الإخواني.
وتنوعت مهام تلك الكتائب الإلكترونية بين الهجوم على النظام المصري والتشكيك في الانجازات التي تتحقق على الأرض، والهجوم أيضا على قيادات "الجبهة الشبابية" في الإخوان، والمعارضين في الخارج الذين يحملون أراء مناوئة لقيادات الجماعة التاريخية، وكذلك تكثيف "البلاغات" لإدارة موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك؛ سعيا لإغلاق الصفحات والحسابات المختلفة معهم.
الرجل الثاني بالتنظيم
وشيئا فشيئا تم تصعيد يوسف ليصبح الرجل الثاني في الجماعة بتركيا، بعد محمود حسين، حيث أعلن التنظيم في 25 ديسمبر/كانون الأول 2016 اختياره رئيسا لمكتب الإخوان في تركيا.
وفي هذه الأثناء، برز اسم يوسف ضمن 5 وجوه جديدة، قام الحرس القديم للجماعة بتصعيدهم لمناصب قيادية، بعد اتهامات طالت تلك القيادات بالاستئثار بالسلطة في الجماعة، وأصبح بيد هؤلاء الـ 5 تحديد اتجاهات الجماعة وتسيير أمورها، بحسب المصادر.
ويشار إلى أن يوسف المسئول عن مكتب الإخوان في تركيا، قد كتب عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، عقب القبض على محمود عزت في أغسطس 2020: "ما علمناه منه (عزت) إلا قائدا ربانيا صواما قواما دائم الذكر والطاعة".
وزاد زاعما: "محمود عزت وأمثاله صمام أمان لبلادهم فهل من عاقل يدرك ذلك؟!".
وفي أغسطس/آب من العام الماضي، نجحت الداخلية المصرية، في القبض على محمود عزت، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.
إدارة الملفات المحورية
سامح عيد الباحث المصري في شئون الحركات الإسلامية أكد لـ"العين الإخبارية" أن يوسف يصنف من الجيل الوسط في الجماعة، ومن المقربين والموالين للحرس القديم (القيادة التاريخية) للتنظيم.
وأشار إلى أن القيادي الهارب لتركيا تصدر المشهد في أنقرة، بسبب عدم قبول قطاع من الشباب بمحمود حسين الأمين العام للجماعة.
ونوه إلى أن "يوسف أصبح يدير حاليا "ملفات محورية" على رأس التنظيم المصري الإخواني في تركيا بتكليف من محمود حسين.
فتح مسارات بديلة
كما أبرز عمرو فاروق الباحث في شئون الحركات الإسلامية في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الجماعة كلفت يوسف مؤخرا بفتح مسارات وكيانات بديلة للجماعة في تركيا في ظل تدهور الأوضاع والتضييقات ضد عناصرها.
وقال فاروق إن الإخواني يوسف أصبح يملك الملفات المحورية للتنظيم وبينها ملف التواصل مع المعارضة في تركيا من أجل فتح مسارات بديلة لها.
ويأتي اجتماع همام علي يوسف ووفده الإخواني بحزب السعادة المعارض، بالتزامن مع تحركات رسمية من جانب نظام رجب طيب أردوغان للتقارب مع مصر.
ووفقا لمراقبين بات التقارب التركي للقاهرة يمثل خطرا على التنظيم، الذي تخشى قياداته من الطرد أو التسليم لمصر.
وأعلنت تركيا مؤخرا تطورات في مسار عودة العلاقات مع مصر، بعد الإعلان عن زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة الشهر الجاري، وبالتزامن أيضا مع إقرار البرلمان التركي مؤخرا مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين القاهرة وأنقرة.
ومنذ 8 أعوام، تشهد العلاقات بين مصر وتركيا ما يشبه القطيعة بسبب ملفات عدة، أبرزها سياسة أنقرة في المتوسط ودعم الإخوان، والتدخل في عدة دول عربية.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز