صمت ومكر وطرف ثالث.. تطورات صراع الإخوان بميزان خبراء
صمت يستثمر في أخطاء العدو وخديعة تحيك المؤامرات وطرف ثالث يترصد عيوب الاثنين.. هكذا يقرأ خبراء تطورات صراع الإخوان.
مشهدٌ كاشف للحقيقة ولهشاشة التنظيم الإرهابي لم يكن ليتخيله حسن البنا مؤسسه ومرشده الأول، يرفع منسوب التناحر على النفوذ والمال، في حرب مستعرة تشي بأفول وشيك.
خلاف بات ظاهرا للعلن أشبه بالتدمير الذاتي للتنظيم من الداخل على خلفية صراع بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين، ولندن برئاسة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، كشفت عن فساد، وتخلله تراشق متواصل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق الخميس، أصدرت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، الخميس، بيانا اتهمت فيه جبهة إبراهيم منير بنشر الفتنة والانقسامات داخل صفوف الجماعة، والسعي لإعاقة عمل الإخوان، وعرقلة مسيرتهم.
كما اتهمت معسكر منير بإضعاف الجبهة الداخلية للإخوان وتفريق وحدتهم، وجعل الجماعة لقمة سائغة للمتربصين بها، معتبرة أنها وراء انتشار الكثير من السلوكيات الشائنة، واستمرار لكثير من الممارسات المتعارضة مع أخلاق الدعاة والمصلحين، بحسب زعمهم.
مكر ودهاء
وتعقيبا على ذلك، قال منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، إن جبهة محمود حسين تمثل الدولة العميقة داخل تنظيم الإخوان.
وقال حسين في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن البيان يأتي ليقطع الطريق على إبراهيم منير للخروج بقرارات جديدة عبر وسائل الإعلام بعد انتخاب مجلس شورى جديد.
وتابع أن حسين يتعامل بمكر ودهاء شديد مع جبهة محمود منير، مشيرا إلى أن ظهور أعضاء مجلس الشورى الجديد كثيرا بالفترة الماضية (عبر مواقع التواصل) كان خطأ، في ظل صمت ودهاء استخدمته جبهة إسطنبول التي لم تظهر إعلاميا إلا مرة واحدة.
قلق وعودة للوراء
الخبير يعتبر أيضا أن دهاء محمود حسين يتجسد في البيان الذي يشير إلى أن استمرار ظهور جبهة منير على وسائل الإعلام يخرجهم من تنظيم الإخوان وطردهم نهائيا، بحجة سعيهم للفتنة وتفتيت صفوف التنظيم.
طرح لم يؤيده الباحث المصري في شؤون تيارات الإسلام السياسي، ماهر فرغلي، مشيرا إلى أن جبهة محمود حسين تشعر بالقلق مما جعلها تعود للخلف وتدعو للصمت وعدم التحدث لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية.
وأوضح فرغلي لـ"العين الإخبارية"، أن طلب الصمت جاء بعد الاتهامات المتبادلة والتراشق بالألفاظ وانتشار الفساد المالي والإداري بينهم، لافتا إلى أن جبهة إبراهيم منير تمتلك كتائب إلكترونية شرسة وعالية المستوى.
بنزين على نار
فرغلي يرى أن الصمت ليس حلا للأزمة بل سيزيدها اشتعالاً بسبب عدم وجود حلول حقيقية بين الجهتين والصراع على القيادة.
وبالنسبة له، فإن لأزمة التنظيم تفرعات كثيرة منها ملف الإعلام وأسلوب المواجهة في مصر والتعامل مع المعتقلين بهذا البلد وأسرهم.
وكشف الباحث المصري أن الطرف الثالث يتمثل في جماعة محمد كمال، وهؤلاء يتربصون ويشاهدون في صمت ويبنون مؤسساتهم للقفز على منصب المرشد وإزالة جبهتي محمود حسين وإبراهيم منير، أي تماما كما فعل نظام القطبين في عام 1965 بقيادة مأمون الهضيبي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز