سقوط جديد لإخوان تونس.. فشل في الحشد و"النهضة" بلا حليف
في محاولة يائسة للضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد والعودة للمشهد من جديد، سعى إخوان تونس لحشد أنصارهم اليوم السبت في الشوارع.
الوقفة التي نظمتها حركة "النهضة" في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة لإحياء ذكرى سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 2011، ولم يشارك فيها إلا القليل، كشفت بجلاء تداعي التنظيم الإرهابي، وغياب الموالين له بعد الفضائح التي كشفها النظام القضائي بشأن قيادات التنظيم مؤخرا.
خبراء اعتبروا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" نزول الإخوان إلى الشارع محاولة لإثارة الرأي العام والضغط على الحكومة للتغطية على ألاعيبهم ومشاكلهم وانقساماتهم الداخلية وفضائحهم، ولكنها فشلت بشكل كبير مع وعي الشعب التونسي بمخططات ومؤامرات تلك الجماعة الإرهابية.
الوقفة التي لم تدم إلا نحو ساعتين، يرى مراقبون أنها تظهر فشل الجماعة الواضح منذ 25 يوليو/تموز 2021 في إقناع الشارع وحشده، خاصة أنّ الشعب فقد الثقة بـ"النهضة"، ولم يتبقّ لها في الشارع أيّ موالين بعد فتح ملفاتهم القضائية وجرائمهم المتتالية.
وتواجه حركة "النهضة" الإخوانية منذ الإعلان عن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، وما تبعها من خطوات قضائية تستهدف محاسبة الفاسدين، مجموعة من الاتهامات تتعلق بإفساد المجال السياسي، وتلقي تمويلات خارجية، واختراق القضاء، بجانب اتهامات تتعلق بالإرهاب وملف الاغتيالات السياسية.
التغطية على الجرائم
حسن التميمي، الناشط والمحلل السياسي، قال إن إخوان تونس يقودون جبهة "الخلاص" للتخفي وراءها لتحريك المظاهرات، وتصعيد الاحتجاجات بمزاعم وجود غضب شعبي ضد الرئيس.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الشعب التونسي لن يعود مجددا إلى دائرة النهضة والإخوان بعدما تخلص منهم منذ 25 يوليو/تموز 2021.
وأكد أن الجماعة الإرهابية تسعى لاستمالة الشعب للتغطية على مشاكلهم الداخلية التي فجرتها الجرائم التي كشف عنها النظام القضائي مؤخرا.
وأشار التميمي إلى أن النهضة منذ قرارات 25 يوليو/تموز 2021 تحاول خلق بلبلة في الشارع عبر خلق اضطرابات اجتماعية عن طريق المظاهرات والاحتجاجات وافتعال الأزمات.
ومن جانبه، قال عبدالمجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي، إن الرصيد الشعبي والمخزون السياسي لحركة النهضة نفد وانتهى، فقد فشلوا في استخدام الشارع لمواجهة قرارات 25 يوليو/تموز 2021.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه رغم الدعوات الملحّة للتظاهر والمحاولات المدفوعة الأجر لكسب الشارع، لم تستطع النهضة في إقناع إلا القليل للخروج إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.
شاهد عيان أوضح أن عدد الداعين لرحيل الرئيس قيس سعيد لا يتجاوزون الـ50 شخصا، حيث قال الناشط السياسي رضا شهاب المكي إن "رفع شعار (فليرحل الرئيس) لا يعاقب عليه القانون، وحتى لو افترضنا رحيل الرئيس، فإنه لم يعد للإخوان وأنصارهم مكانا في السلطة لأن الشعب ليس أبلها".
ولفت إلى أن "القانون التونسي يسمح بالتظاهر وحرية التعبير، ولكن لا يمكن لـ50 شخصا أن يسقطوا رئيس الجمهورية".