فساد واختلاسات.. تصاعد أزمة إخوان مصر الفارين لتركيا
3 من شباب تنظيم الإخوان المقيمين في تركيا انتحروا في تركيا وأنقذ آخر، بسبب تعنت قيادات التنظيم وتعرضهم للجوع والتشرد
تصاعدت الأزمة الداخلية بين عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي خاصة المقيمين بتركيا، إثر خلافات حادة على التمويل والقيادة استمرت على مدار الخمس سنوات الماضية وبلغت ذروتها قبل شهور.
وكشف عمر مجدي، طبيب مصري مقيم بتركيا قريب من تنظيم الإخوان الإرهابي، أن 3 من شباب التنظيم انتحروا الصيف الماضي، بينما أنقذ آخر بسبب الظروف الصعبة التي يواجهها هؤلاء بعد تخلي قيادات جماعتهم عنهم ووقف التمويلات الممنوحة لهم، ما أدى لسوء أوضاعهم وتعرضهم للتشرد والجوع.
وأوضح "مجدي" أن عدد المقيمين في إسطنبول من عناصر التنظيم المصريين يبلغ 20 ألفاً، ويعاني أغلبهم من أوضاع مادية سيئة ومعيشية، مما يعرضهم لأذى نفسي وقبولهم لإهانات وحياة غير إنسانية مقابل البقاء في تركيا وعدم تسليمهم لمصر.
- خبراء: "الإغاثة الإسلامية" منظمة إخوانية للإرهاب ومواجهتها ضرورة
- "الجداد الإلكتروني".. أبواق إخوانية تتربص بحكومة السودان
تجويع وتشريد
وكشف مصدر مصري آخر قريب من التنظيم يقيم بتركيا، لـ"العين الإخبارية"، أن شباب الإخوان يواجهون مصيرا مظلما بعد تخلي القيادات عنهم ووقف تقديم المساعدات المالية لهم، وإجبارهم على العمل بوظائف غير مناسبة وبمقابل مادي ضئيل جدا، والضغط عليهم بورقة الترحيل إلى مصر، وهو ما تسبب بدخول عدد كبير منهم في حالة اكتئاب انتهت بانتحار أو هروب خارج البلاد بطريق غير شرعي.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الوضع الحالي بالنسبة للشباب معقد ومركب، لأن فرص العمل ذات العائد العالي قليلة، وباقي الفرص التي يقدمه التنظيم أقل من احتياجات الناس وغير مناسبة، خاصة أن أعداد المقيمين في تركيا أصبحت كبيرة جدا بعد فرار المئات من بلدان عربية إليها، بعد توقيف عناصر التنظيم في الكويت في يوليو/تموز الماضي، وما تبعه من إجراءات وملاحقات ضدهم.
وأوضح المصدر أن أسر العشرات من شباب التنظيم تقدموا بطلبات لدى السلطات المصرية لإبداء رغبة أبنائهم بالعودة إلى بلادهم والمثول أمام القضاء في أي تهم منسوبة إليهم، مشيرا إلى أن الطلبات قيد النظر أمام النيابة المصرية.
ولم يتثنَّ لـ"العين الإخبارية" التأكد من حقيقة تلك الطلبات من خلال مصادر قضائية مصرية.
الاختلاسات.. أزمة طاحنة بين الشباب والقيادات
بدأت حالة الخلاف بين عناصر الإخوان بسبب أزمة الاختلاسات داخل التنظيم الإرهابي بين القيادات والشباب المقيمين بتركيا عام 2014، وكان بطلها الأول القيادي الهارب بتركيا محمود حسين الذي يشغل منصب الأمين العام، حيث اتهمه شباب وقتها بسرقة 500 مليون دولار قام بتحويل جزء منها لأولاده في عدة دول أوروبية، فضلا عن شراء عقارات في إسطنبول، وحاول التنظيم وقتها تدارك الموقف بإعلان تحويل أطراف قضية الاختلاس المالي للتحقيق دون ذكر أسمائهم.
قضية الاختلاس ظلت أحد أبرز أوجه الصراع المحتدم بين جبهة "الكماليون" التي يمثلها الشباب، والصقور التي يمثلها شيوخ التنظيم، واتسعت تدريجيا كبقعة الزيت، لتشمل القائمة أفرادا جددا، منهم محمود غزلان عضو مكتب إرشاد الجماعة، ومحمود عزت القائم بأعمال المرشد العام.
وفي يوليو/تموز الماضي أزاح تسجيل مسرب لقيادات الإخوان يثبت تورطهم في اختلاسات مالية الرماد عن النيران، لتعود أزمة التنظيم الإرهابي الداخلية تتصدر المشهد من جديد، وتثبت أن الخلاف المحتدم داخل التنظيم كان من أجل التمويل وليس لأسباب عقائدية أو فكرية كما يدعون.
وعلى الرغم من أن التسجيل المسرب كشف فضائح واختلاسات مالية لعدد من قادة الإخوان الهاربين في تركيا، فإن الأمر لم يكن مفاجئا للمتابعين، بقدر كونه دليل إثبات على أن الخلاف بين قيادات التنظيم والشباب لم يكن على حمل السلاح ولكن على الأموال المدفوعة فيه.
وفضح عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا مؤخرا، في مقطع صوتي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لم ينكره، وفضح فيه حصول الأمين العام للجماعة الإرهابية محمود حسين والمتحدث باسمها إبراهيم منير ومسؤول الإخوان في أفريقيا محمد البحيري، من دون وجه حق، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.
شهادات إخوانية: شباب التنظيم يعيشون معاناة في تركيا
وكشف تقرير بالفيديو أعدته، مؤسسة "ماعت" لحقوق الإنسان، عن المعاناة التي يعيشها عناصر الإخوان الإرهابية في تركيا، وتعرضهم للهروب والانتحار، نتيجة التخلي عنهم والأوضاع السيئة التي يعيشونها هناك، والتي تؤكد أن تركيا لم تعد جنة الإخوان كما كانت تدعي قياداتهم من قبل.
وأضاف التقرير، أنه حسب شهادات من عناصر الإخوان الإرهابية الهاربين، تبين أن هناك عناصر اتجهت إلى الهروب إلى دول أخرى، ومنهم من انتحر نتيجة الأوضاع السيئة التي تشهدها تركيا والتنظيم هناك.
وتابع التقرير أن عناصر الإخوان من الدول الأخرى الموجودين في تركيا بدأوا في العودة إلى دولهم، وعلى رأسهم النائب الإخواني الكويتي فهد الخنة الذي عاد إلى الكويت مرة أخرى من إسطنبول، إضافة إلى النائب الإخواني وليد الطبطبائي الذي ألمح إلى عودته إلى الكويت، وتأكيدهم على أن الوطن هو الباقي لهم، وأوضح التقرير أن كل الشواهد تؤكد أن تركيا أصبحت جحيما لكل الهاربين من تنظيم الإخوان الإرهابي.
منح الجنسية للقيادات يثير الغضب
وفي الوقت الذي يواجه فيه الشباب ظروفا معيشية صعبة تدفعهم للانتحار، منحت السلطات التركية الجنسية لعدد من قيادات إخوان مصر الفارين إليها، وبعض العناصر الإرهابية الهاربة من مصر، وطالبتهم بتغيير أسمائهم في جوازات سفرهم التركية الجديدة.
وكشف ياسر العمدة، إرهابي مدان بعدة قضايا في مصر على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أن السلطات التركية منحته الجنسية"، مضيفا أن عددا من مذيعي قنوات الإخوان المقيمين في إسطنبول حصلوا على الجنسية أيضا ويستعدون لاستلام جوازات سفرهم الجديدة.
وأضاف أن تكلفة الحصول على الجنسية التركية تبلغ نحو 250 ألف دولار، وتتطلب اشتراطات وإجراءات معقدة، مشيرا إلى أنه وبعض الهاربين من مذيعي قنوات الإخوان حصلوا على الجنسية التركية مجانا ودون مقابل.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز