الإخوان "أفعى الإرهاب".. توقعات بتضييق ألماني على تنظيم الشر
"العين الإخبارية" ترصد في تقريرها مستقبل التنظيم الإرهابي في أوروبا بعد التحذيرات الألمانية من خطورته
يرى مراقبون أن التحذيرات الأمنية الألمانية الصادرة مؤخرا بشأن النشاط المتزايد لجماعة الإخوان الإرهابية، وخطورتها على المجتمع الألماني، سوف تؤدي إلى تضييق الخناق على التنظيم والجمعيات التابعة له في برلين وعدد من الدول الأوروبية، وربما حظره في المستقبل.
وأكد خبيران مصريان في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "كثيرا من الدول الأوروبية باتت في الوقت الراهن تدرك حقيقة التنظيم، ودوره في تفريغ العناصر الإرهابية".
الإخوان رأس الإرهاب
تحدث تقرير لموقع "فوكوس" الألماني بأن لجماعة الإخوان تأثيرا ملحوظا على الجالية المسلمة بألمانيا، وبحسب جهاز الاستخبارات الداخلية للبلاد فإن "الجمعية الإسلامية" التي تعد واجهة التنظيم هناك "تشكل خطرا على الديمقراطية".
ويفيد التقرير بأن "سلطات الأمن الألمانية تعتبر حركة الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا".
وكتب الموقع استنادا إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية أن "الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان أصبح ملموسا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا".
وحظرت مصر تنظيم الإخوان في ديسمبر/ كانون الأول 2013، عقب تورط عناصر الجماعة في أعمال العنف التي شهدتها البلاد عقب عزل محمد مرسي، الرئيس الأسبق المنتمي للجماعة الإهابية، ووفقا لأحكام قضائية سُجن آلاف من قادة وعناصر الجماعة، كماحكم على المئات منهم بالإعدام في محاكمات جماعية، كما حذا عدد من الدول العربية حذوها وحظرت الجماعة أيضا.
جهود مصر احترافية
يقول المحلل السياسي إبراهيم ربيع، وهو قيادي منشق عن الجماعة الإرهابية، إن "الجهود المصرية عبر أجهزتها السيادية وكذلك الدبلوماسية المصرية قامت باحتراف ومصداقية بوضع دول العالم الغربي أمام مسؤولياته تجاه شعوبها أولا، وتجاه الإنسانية في المقام التالي".
وأشار ربيع في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أنه "نتيجة هذه الجهود بدأ العالم يدرك قناعات الدولة المصرية تجاه هذا التنظيم الذي يمثل خطر حقيقي على هوية الدول واستقرارها".
وأضاف ربيع أنه "عندما وقفت إرادة مصر في الثالث من يوليو/ تموز 2013، لتعطي إشارة البدء بإنهاء وجود تنظيم الإخوان بمصر، وكان هذا جزءا من قرار استراتيجي بإنهاء التنظيم الذي يعتبر كيانا موازيا يبدد الهوية الوطنية ويمزق الانتماء في مصر ثم في الإقليم ثم في العالم تباعا".
وتابع: "تنظيم الإخوان السري هو سرداب يتم فيه تصنيع كل التنظيمات الوظيفية الإرهابية ومنها القاعدة، وداعش، وأنصار بيت المقدس، وجند الشام، وحسم، وفجر ليبيا.. وغيرها".
ونوّه القيادي السابق إلى أن "أجهزة الدولة المصرية المعنية قامت بالتعاون الإقليمي والدولي كالمخابرات والخارجية بعدد من التحركات المعلنة وغير المعلنة لتفعيل هذا القرار الاستراتيجي، وتقديم مبرراته لكل دول الإقليم والعالم وتقديم الوثائق الدالة التي تثبت خطورة هذا التنظيم على تماسك الدولة الوطنية والسلام العالمي، وإقناع كل من يهمه الأمر بضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية في حصار التنظيم والتوقف فورا عن دعمه وإيواء عناصره وإنهاء وجوده".
وتوقع ربيع أن "يكون للتحذير الأمني تداعيات بين السلطة في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية"، مُشبِّها جماعة الإرهاب بـ"الأفعى".
قلق ألمانيا
وفقا للتقرير الألماني، فإن السلطات الأمنية ينتابها قلق من حصول تأثير كبير من قبل الإخوان على ما يسمى بـ"المجلس الأعلى للمسلمين" ببرلين.
يُشار إلى أن الممثل الرئيس لشبكة الإخوان في ألمانيا هي "الجمعية الإسلامية"، وهي جمعية مسجلة ومقرها "كولونيا".
ونشر التقرير تقييم الجهاز الأمني للجمعية الإسلامية في ألمانيا بالقول إنهم "بجهود إقامة نظام اجتماعي وسياسي على أساس الشريعة؛ فهي تخرق النظام الديمقراطي الحر".
ويقول بوركهارد فرايير رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، إن "الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تنشد، رغم الادعاءات الرافضة، هدف إقامة دولة إسلامية حتى في ألمانيا".
وحذر فرايير من أنه "على المدى المتوسط قد يصدر من تأثير الإخوان خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية، مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو داعش".
ويعد التقرير أول اعتراف رسمي ألماني بخطورة جماعة الإخوان الإرهابية التي بدأت خلال السنوات الماضية في التوسع على أراضيها.
في السياق ذاته، يقول بهاء الإلياذه محمود، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في الشأن الأوروبي، إن "تغير الموقف الألماني من جماعة الإخوان، من داعم قوي له وحليف، إلى تحذيرات من خطورته، هو أمر طبيعي واستجابة للتقارير التي تتحدث عن نشاط الجماعة وربطها بما يحدث في ألمانيا نشاط لليمين المتطرف، ومعاداته لكل ما هو إسلامي وبالأحرى نشاط الإخوان عبر مقر التنظيم الدولي، والذي بدأ من ألمانيا في مسجد ميونخ".
ويعتقد محمود، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن "تلك التحذيرات سوف تسهم في تضييق الخناق على حركة الإخوان في أهم دولة أوروبية، وتغيير من صورة الجماعة كجماعة مضطهدة"، وفقا لمزاعمها.
لكنه استدرك قائلا: "يجب في نفس الوقت ألا يعول على تغيير كبير؛ لأن الغرب دائما ما يستغل ورقة الإخوان والإسلام السياسي كورقة ضغط على الأنظمة العربية"، حسب رأيه.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز