خبير يرصد لـ«العين الإخبارية» تحولا كبيرا بالإخوان كشفته الضربات المتلاحقة

هل تعكس مخططات تنظيم "الإخوان" في تونس والأردن تحولا هيكليا؟ وكيف ستؤثر الضربات المتلاحقة التي تلقاها على بنيته؟
تساؤلات فرضتها خطورة القضايا التي تورط فيها التنظيم، الذي ثبت في غضون أيام تآمره على الأمن القومي في بلدين عربيين، وفقا لما كشفته السلطات الأردنية والتونسية.
ففي الأردن أحبطت دائرة المخابرات العامة الأسبوع الماضي مؤامرة لأعضاء في تنظيم الإخوان تضمنت تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة وتجنيد وتلقي تدريبات في الخارج، وفي تونس قضت محكمة قبل يومين بالسجن ما بين 13 و66 عاما على قيادات في التنظيم أدينوا بتهم أبرزها "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" و "تكوين تنظيم إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية والانضمام إليه".
خلايا سرطانية
الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب (مصري) رصد في حديث لـ"العين الإخبارية" تحولا كبيرا طرأ على الإخوان في السنوات الماضية، وظهر بشكل جلي في قضية الأردن خصوصا.
أديب قال إن خطورة التنظيمات المتطرفة، أنها تشبه "الخلايا السرطانية"، التي إن واجهتها بالعلاج الكيماوي تموت، ولكن إن ظهرت مرة أخرى تعود "بشكل أكثر شراسة ومميت".
وأضاف "هكذا تنظيم الإخوان. خلايا سرطانية واجهتها النظم العربية، لكن لم تقضي عليها، فعادت أكثر شراسة".
تحول كبير
وتابع "الإخوان في حالة تحول كبير، وهذه نقطة في غاية الأهمية. ولا بد من الاستعانة بالخبراء والمتخصصين لقراءة تلك التحولات"، موضحا "بات الإخوان يتعاملون بشكل أكثر براغماتية وشراسة أيضًا مما كانوا عليه في السابق".
وضرب مثلا بقضية الأردن. وقال "اعترف الإخوان بالجريمة بل وتمادوا بمحاولة اغتيال الحكومة الأردنية وتشويهها بالزعم أنها تتصدى للمقاومة الفلسطينية أو من يدعمها".
وقال منير أديب "هذه الرؤية مهمة. بداية اعترف بالجريمة وفي نفس الوقت أُصدر خطابًا للرأي العام العربي والرأي العام الأردني أن هؤلاء يناصرون القضية الفلسطينية، رغم أن هذه الجريمة أصحابها دبروا لها في العام 2021، قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. هنا لا بد من قراءة العقل الإخواني بشكل دقيق تتعلق بآخر نقطة وصلوا إليها؛ هذه هي مهمة الباحثين".
الوجه العنيف
وأوضح أن جماعة الإخوان "كانت تتعامل بوجه دعوي لفترة طويلة، وهم في لحظة ما، وفي ظرف ما سواء زمني أو جغرافي، أظهروا الوجه العنيف بشكل علني. التحول إلى العنف علنا بات سمة الجماعة".
وتابع "باتت الجماعة بكل أفرعها في كل الدول العربية تتعامل بعنف. هذا التحول يبدو غريبا، لأن الجماعة طوال تاريخها سعت إلى إخفاء هذا الجانب العنيف والظهور بالمظهر الدعوي، لكن الآن بات تبني العنف علنا سمة الإخوان، سواء في مصر أو الأردن أو تونس أو سوريا. في كل الدول العربية يتبنى الإخوان العنف علنا ولا يتبرأون منه كما ماضيهم".
مهادنة أوروبا
وأشار إلى أن الإخوان يرفضون العنف فقط بالدول الأوروبية لأن هناك قوانين صارمة "وفي نفس الوقت يريدون أن يظهروا بوجه متسامح، لأنهم يعلمون ويدركون أن هذه الدول توظف هذه التنظيمات وتستخدمها".
وأكد أن هذا التحول الكبير للتنظيم يحتاج إلى دراسات وأبحاث يقوم عليها المتخصصون لاستشراف العقل الإخواني الجديد وأثر تغير خطاب التنظيم وهذا أمر يبدو في غاية الأهمية ولا بد أن تنتبه له الدول بصورة كبيرة كي لا تفاجئ بموجة غير مسبوقة من العنف تشبه النشاط الشرس للخلايا السرطانية بعد أن كان المريض ظن أن العلاج الكيماوي قد قضى عليها".