خبراء: مؤتمر الإخوان في إسطنبول "استعراض مزيف"
جماعة الإخوان حاولت بث عدد من الرسائل من خلال المؤتمر، أبرزها أنها باقية ولم تنتهِ بعد بينما تعيش واقعا مريرا.
وصف مراقبون مؤتمر جماعة الإخوان الإرهابية الذي عقد بمدينة إسطنبول التركية على مدار يومي السبت والأحد الماضيين بأنه محاولة بائسة للعودة للمشهد السياسي.
ودللوا على ذلك بأن المؤتمر المزعوم جاء بعد ضربات قاصمة تعرض لها التنظيم الإرهابي تشير لمصير محتوم بالنهاية يحاول تفاديه.
وقال المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي إن جماعة الإخوان حاولت بث عدد من الرسائل من خلال المؤتمر، أبرزها أنها باقية ولم تنتهِ بعد.
وأضاف "الخرباوي" في تصريحات خاصة لـ"العين الخبارية" أن قيادات التنظيم الإرهابي عبر مؤتمر إسطنبول تحاول إثبات أنها تتحرك دوليًا بقدر من الحرية خاصة ردا على الضربات الأمنية المتتالية ضد عناصره بعدة دول عربية أبرزها الكويت.
واستدرك أن: "الواقع يعكس واقعا مريرا تعيشه الجماعة المهددة بالاندثار نهائيًا."
مؤتمر الإخوان المزعوم عقد تحت عنوان "الإخوان المسلمون.. أصالة الفكرة واستمرارية المشروع"، بحث فيه قادة التنظيم إحياء مشروع الجماعة الإرهابية، وتحديد أهدافها في المنطقة والعالم خلال الفترة القادمة، وبرعاية تركية.
وأكدت الجماعة تمسكها بالعمل السياسي، على خلاف بياناتها السابقة التي أقرت فيها فصل الدعوة عن السياسية والالتزام بالجانب الدعوي فقط، وهو ما أشعل أزمة جديدة داخل التنظيم، وفقا لما أكدته مصادر قريبة من ملف الإخوان.
الباحث المنشق عن التنظيم، عبدالجليل الشرنوبي، استنكر رسائل المؤتمر التي حاولت إظهار قدر من القوة المزيفة.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن المثير في الأمر هو توقيت انعقاد المؤتمر الذي تزامن مع تنامي حالات الخروج على التنظيم، خاصة في دولة المنشأ مصر، وهو العصيان الذي يتنامى داخل السجون بين صفوف قواعد قيادات وسيطة.
وأضاف أن فاعليات المؤتمر عقدت في وقت تعاني فيه الجماعة أزمات مركبة تتعلق بالانشقاقات والخلافات العنيفة والتشكيك في الذمة المالية للقيادات التاريخية.
وأشار الباحث إلى أن هناك أصواتا تخرج من جبهة القيادة المتشكلة بعد 2013 وتطلق على نفسها المكتب الإداري. رموزها قيادات في التنظيم أبرزهم مجدي شلش وأمير بسام وأحمدي قاسم وعلي بطيخ، وجميعها أصوات قيادية رسمية التوصيف في مجلس شورى التنظيم المصري، تشكك في الذمة المالية والأخلاقية والإدارية لقيادات مكتب الإرشاد، وعلى رأسها نائب المرشد إبراهيم منير وأمين عام التنظيم محمود حسين.
شارك في مؤتمر إسطنبول لتنظيم الإخوان الإرهابي نحو 500 من قادة وأعضاء الجماعة حول العالم، ناقشوا خلاله مواقف الجماعة الأخيرة، وإمكانية إجراء مراجعة فكرية، إضافة إلى كيفية التعامل إزاء القضايا الدعوية والمجتمعية والسياسية والعلاقات الدولية والإنسانية.
ويرى المفكر ثروت الخرباوي أن تنظيم الإخوان ابتلع المحاولات كافة التي جرت لاحتوائه، وتصاعدت أزماته بشكل ملحوظ في ظل وجود طرفين متناحرين داخل التنظيم كل منهم يرغب في السيطرة وبسط النفوذ والحصول على أكبر قدر من التمويل، فضلًا عن الممارسات الإرهابية التي نسفت شعبية الإخوان.
من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم الإخوان الإرهابي يحاول بشكل يائس إعادة بث الروح في مشروعه المنتهي.
وتعليقا على مؤتمر الإخوان المزعوم أكد المرصد في بيان نشره على موقعه الرسمي أمس الأحد، أن الإخوان تحاول جذب أنصار جدد بعد أن انفض عنهم الكثيرون ممن انخدعوا بمشروعهم الوهمي وكشفوا زيف رموزهم.
وأوضح أن نائب مرشد الإخوان "إبراهيم منير" تحدث عما أسماه "الجهود التي تبذلها الإخوان في عدد من القضايا المهمة الكبرى في العالم".
وقال مرصد الإفتاء المصرية إن حديث "منير" يأتي في سياق منهجية باطلة تتبعها الإخوان منذ تأسيسها بالمتاجرة بالقضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضايا الأقليات المسلمة في العالم بهدف جذب الدعم والتمويل للجماعة بترديدها شعارات زائفة لم تعد تنطلي على أحد.
ولفت المرصد إلى أن الجماعة الإرهابية ما زالت تصر على خلط المنهج الديني بالسياسي واللعب بورقة الفتوى الدينية لشرعنة العنف والإرهاب، لافتاً إلى أن حديث منير بالمؤتمر يبرهن على امتهان الدين من قبل الجماعة وجعله مطية للوصول إلى الحكم لتحقيق مصالحها.
المرصد بيَّنَ أيضاً أن المؤتمر ناقش عددًا من الموضوعات الساعية لإعادة لم شمل الجماعة بعدما تلقت العديد من الضربات، وصارت منبوذة في المجتمعات التي انخدع شبابها بفكرها المنحرف، وفقدت قوتها وانكشف عوارها، حيث قدم عماد الحوت عضو الجماعة الإسلامية في لبنان ورقة بالمؤتمر عنوانها "الرؤية والرسالة"، كما قدم محمود حسين عضو مكتب الإرشاد والأمين العام للجماعة ورقة بعنوان "الإصلاح والتغيير" عند الإخوان.
وتابع المرصد أن حديث همام سعيد، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان بالأردن، بائس ويستجدي الدعم والمساندة كمحاولة فاشلة لإعادة تصدير صورة الجماعة تحت شعارات السلمية المزعومة والعمل السياسي.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز