طريق المصالحة.. هل تسلم تركيا الإخوان المطلوبين لمصر؟
خطوات كبرى تنتظرها المصالحة بين القاهرة وأنقرة، ربطت مصادر مصرية نجاحها بتحركات تركية لتسليم عناصر قيادية إخوانية.
وقالت مصادر مصرية لـ"العين الإخبارية"، إن القاهرة تصر على تسليم بعض قيادات جماعة الإخوان المقيمين في تركيا والمطلوبين للمحاكمة.
تمسك مصري فرض سؤالا واقعيا: "هل تضحي تركيا ببعض عناصر جماعة الإخوان الموجودين في إسطنبول؟"
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد صرح الأسبوع الماضي بأن أنقرة والقاهرة قد تعيدان تعيين السفراء في الأشهر المقبلة.
وسبق ذلك، تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية بناء العلاقات مع القاهرة ستبدأ باجتماع الوزراء، وأن المحادثات ستتطور انطلاقا من ذلك، موضحا أنه والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحدث خلال اجتماعهما في قطر لمدة تراوحت بين 30 و45 دقيقة.
التضحية بالبعض
المحلل السياسي التركي تورغوت أوغلو، قال إنه من المرجح أن يضحي أردوغان ببعض قيادات الإخوان غير المشهورين وتسليمهم إلى مصر من أجل إتمام المصالحة.
وأضاف أوغلو في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه من الصعب جدا تسليم بعض القيادات المشهورة إلى مصر، خاصة في ظل إقبال حزب العدالة والتنمية على الدخول في انتخابات مهمة.
وأكد أن تلك الانتخابات المقبلة لرئاسة ومجلس النواب التركي، تعد فاصلة في تاريخ حزب العدالة والتنمية، وسط المعتركات الحالية والأزمات التي تمر بها البلاد اقتصاديا وسياسيا.
وعبر المحلل السياسي التركي عن اعتقاده بأنه من الممكن إجبار بعض قيادة الإخوان المتواجدين في إسطنبول على المغادرة إلى دول أخرى.
وبين أنه جزء من التحرك التركي لاستكمال المصالحة إجراء تحقيقات مكثفة تجري مع عدد من عناصر الإخوان الإرهابية في البلاد تدور حول مدى تورطهم في عمليات إرهابية بمصر وكيفية التخطيط لها من خارج البلاد، وكذلك تورطهم في نقل مقاتلين لسوريا وليبيا.
هلع إخواني
ومن جانبه، يقول الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبدالمنعم، إن هناك 3 مجموعات موجودة في تركيا الآن، لافتا إلى أنه من الوارد تسليم بعض المطلوبين.
وأضاف عبدالمنعم، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المجموعات هي "إخوان أونلاين" التابعة لـ"جبهة إسطنبول" بقيادة محمود حسين و"إخوان سيت" التابعة لـ"جبهة لندن" ومجموعات الشباب التابعة لـ" تيار الكماليين".
وأوضح أنه التقارب المصري التركي جعل الإخوان المتواجدين بإسطنبول في البحث على ملاذات آمنة جديدة، سواء في أفريقيا أو أوروبا.
وتابع أنه عقب ظهور السيسي وأردوغان، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدت هناك حالة من الترقب الشديد بين شباب تنظيم الإخوان بشأن الوضع الداخلي في تركيا.
ولفت إلى تزايد المخاوف ما بين الترحيل من تركيا إلى مصر واحتمالية تنفيذ أحكام قضائية نهائية صادرة بحق "شباب الإخوان" وقد تلتزم بها السلطات التركية، لكن في كل الأحوال فإن "هذا الواقع فرضه ترتيب أوراق المصالحة بين البلدين".
وأكد أن الجانب التركي حريص على إعادة العلاقات مع مصر وتسوية كل الملفات العالقة بينهما، ومنها ملف العلاقات التركية الإخوانية.