تونس تحارب أوكار الإخوان.. حظر وشيك لـ"اتحاد القرضاوي"
جاء إقرار الحكومة التونسية بأن ما يعرف بـ"اتحاد علماء المسلمين" تنظيم مخالف للقانون، بمثابة خطوة أولى نحو حله نهائيا، في إطار مواجهة تغلغل تنظيم الإخوان الإرهابي بالبلاد.
ويصنف "اتحاد العلماء المسلمين" إرهابيا في عدد من الدول ويتزعمه الإخواني يوسف القرضاوي، وخاضت عدة منظمات حقوقية تونسية اعتصامات مفتوحة أمام مقره رفضا لسياسات الإخوان في البلاد.
وأمس الخميس، وجهت السلطات التونسية تنبيها رسميا إلى الجمعية ومقرها وسط العاصمة، في انتظار أن تتبعه بقرار طلب تعليق نشاطها ثم حلها عبر القضاء.
"الحزب الدستوري الحر" اعتبر الإجراء انتصارا له ولسياسته المناهضة للتنظيم الأخطبوطي الإخواني في تونس وخارجها.
ونفذ الحزب وقفات احتجاجية عديدة ضد الجمعية التي تخترق جسم المجتمع التونسي منذ 2011، وتروج لخطابات تفرقة وتحث على العنف والتكفير بالشراكة مع الحاضنة الداعمة لها "حركة النهضة".
رئيسة الحزب عبير موسي أكدت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنها ستواصل محاربتها التنظيم الإرهابي الإخواني وأذرعه، وستحرص على حل كل الكيانات السرطانية التي زرعها وسط التونسيين مفرقا صفوفهم ومهمشا قضاياهم الوطنية الأساسية.
وأضافت أن اعتصام حزبها ضد الفرع الإخواني في تونس أفشل مخططات التنظيم الإرهابي وحال دون تغلغله أكثر في صلب المجتمع والدولة.
ومن المنتظر أن ينظم، غدا السبت، أنصار "الدستوري الحر" مسيرة بالعاصمة التونسية، للمطالبة بمحاسبة رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي عن جرائمه الإرهابية التي حولت تونس إلى حاضنة للإخوان.
واعتبر محللون ومختصون في الشأن التونسي أن تنظيم الإخوان تغلغل خلال السنوات العشر الماضية في مفاصل الدولة وتركيبة المجتمع المدني وبسط هيمنته ونفوذ أعوانه فيها حتى بات الشعب التونسي مخترقا فكرا وسياسة وحياة عامة.
وفي 10 فبراير/شباط الجاري، أثبتت هيئة الدفاع عن القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد الإبراهمي قضائيا تورط قيادات التنظيم الإخواني في اغتيال الرجلين سنة 2013.
كما أكدت سرقة التنظيم الإرهابي وثائق سرية خطيرة ملك الدولة، وإدارة خلايا تجسس وتنفيذ قتل وترهيب في إطار ما يسمى الجهاز السري لحركة النهضة.
عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين، أنور الباصي، أكد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن القضاء التونسي استمع إلى زعيم التنظيم الإرهابي راشد الغنوشي منذ فترة في قضية الجهاز السري واغتيال القياديين الوطنيين بلعيد والإبراهمي، لكن لتحكم النهضة في جزء هام من المنظومة القضائية تم وقف إتمام تتبّع الملف وفكه.
الأخطبوط الإخواني
مروان العنابي، الباحث في الجماعات الإسلامية، قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حركة النهضة هي التنظيم الإخواني في نسخته التونسية، وهي فرع من فروع التنظيم العالمي المتمركزة بالعديد من الدول العربية والإسلامية والتي تنشط وفق السياسات نفسها والقائمة على زرع الفتن صلب المجتمعات على أساس التكفير والتشدد الديني.
هذه الحركات المحلية ذات الهيكلة العالمية، حسب العنابي، تنشط عبر مناهج معروفة أهمها استقطاب التلاميذ والشباب في المدارس والمعاهد والمساجد.
التمكين عبر التغلغل في شرايين المجتمعات وتركيبتها ومؤسساتها هو منهج عمل آخر خطير تعتمده هذه التنظيمات التي تتبنى تاريخيا خطابا عنيفا يقوم على أكثر التعابير والمصطلحات تشددا.
الإخوان الذين نصّبوا تاريخيا محاكم فكرية ومجتمعية وحتى قضائية لكل من يخالفهم الرأي اعتمدوا أيضا آليات التغلغل في مفاصل الدولة التونسية واستحوذوا على مواقعها السيادية صاحبة القرار منذ 2011.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز