إخوان اليمن.. تصعيد عسكري جديد لإرباك اتفاق الرياض
صعّدت مليشيات حزب الإصلاح الإخوانية من أعمالها العسكرية في محافظتي أبين وتعز، في مسعى لخلط الأوراق وإرباك اتفاق الرياض.
ورفضت مليشيات الحزب (الذراع السياسي لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن)، توجيهات عسكرية للحكومة الشرعية، خلال اليومين الماضين، بوقف شامل لإطلاق النار مع القوات الجنوبية في محافظة أبين، وذلك تمهيدا لتشكيل حكومة يمنية جديدة، سيعقبها فصل بين القوات وفقا لآلية اتفاق الرياض.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن توجيهات صدرت لقائد القوات المشتركة العميد سند الرهوة، قضت بالوقف الكلي لإطلاق النار، لكن مليشيا الإخوان المنضوية تحت لواء "الشرعية" رفضت تلك الأوامر وشنت هجوما عنيفا بإسناد الدبابات ضد مواقع القوات الجنوبية.
وأوضحت المصادر، أن هجوم مليشيات الإخوان، استهدف بلدتي "الشيخ سالم" و"الطرية" الساحلية في أبين، من أجل إحداث أي اختراق عسكري وتغير خارطة تموضع خطوط النار.
ونجحت القوات الجنوبية، طبقا للمصادر، بعد مضي ساعات من المعارك، في إحباط هجوم مليشيا الإخوان وإفشال مخططاتها، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ولفتت ذات المصادر إلى أن القياديين سعيد بن معيلي ولؤي الزامكي، وقادة وحدات إخوانية قدمت من محافظة مأرب، هي من تولت تنفيذ الهجوم على مواقع القوات الجنوبية رغم التوجيهات العليا للشرعية.
ويكشف موقف مليشيات الإخوان الرافض لتوجيهات الشرعية بالالتزام بالوقف الشامل لقرار وقف إطلاق النار، مدى تحولها إلى أدوات منفذة للأجندة القطرية والتركية المعادية لجهود الرياض في حل الأزمة اليمنية وتوحيد الصف لاستعادة الشرعية، بحسب خبراء.
وتزامنا مع تصعيد أبين شرقا، كثفت مليشيا الإخوان من تحركاتها المسلحة في مديرية المقاطرة المتاخمة لبلدات "طور الباحة" بمحافظة لحج (شمال) ضمن مساعيها لإرباك اتفاق الرياض.
وقالت مصادر يمنية مطلعة، إن القيادي الإخواني أبو بكر الجبولي قائد اللواء الرابع مشاة زار مواقع عسكرية لقواته بينها محمية "إرف" المطلة على مناطق الصبيحة، والخط الرابط بين باب المندب والعاصمة عدن ووجه بالاستعداد القتالي.
وبحسب المصادر، فإن القيادي الإخواني وجه بنشر السلاح الثقيل في المرتفعات الجبلية وتشكيل ما يشبه خط تماس قتالي مع القوات الجنوبية، فيما كلف محور تعز الخاضع للإخوان أركان حربه، العميد عبدالعزيز المجيدي، بزيارة مواقع اللواء الرابع بالمقاطرة وحل الإشكالات مع "الجوار" في إشارة للاستنفار العسكري لقبائل الصبيحة والقوات الجنوبية تأهبا لأي أعمال عسكرية مباغتة.
خلط أوراق
واعتبرت القوات الجنوبية تصعيد الإخوان في الحدود بين تعز ولحج وفي جبهات أبين، محاولات لخلط الأوراق أمام التفاهمات التي تبلورت عقب اجتماع جمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي الأيام الماضية.
وعن خطورة التصعيد في أبين، قال متحدث المنطقة العسكرية الرابعة، ومحور أبين، النقيب محمد النقيب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الإخوان تحاول بكل ثقلها العسكري إحراز أي تغيير على الأرض وإعاقة تشكيل حكومة المناصفة.
وأضاف: "حاولت مليشيا الإخوان إعاقة تشكيل الحكومة عبر قصف مكثف على مواقع القوات الجنوبية وتنفيذ تسللات هجومية في محوري الشيخ سالم والطرية".
ووصف النقيب هذه الهجمات بـ"المساعي الخاسرة" لمكاسب ميدانية على الأرض، تستطيع المناورة بها على طاولات المفاوضات، لافتا إلى أن ذلك، بات مستحيلا في ظل تكتيك عسكري رادع تتخذه القوات الجنوبية.
وأكد أن القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تبدي أعلى درجات ضبط النفس، وتحرص كل الحرص على تنفيذ آلية اتفاق الرياض بتنسيق عالي مع قوات التحالف العربي على الأرض وهي أحدثت كثير من إعادة التموضع العسكري كخطوات ثقة من جانبها.
واعتبر النقيب، محاولات خلط أوراق الإخوانية إثبات آخر أنهم أكبر مستفيد إلى جانب ميليشيا الحوثي من إطالة أمد الحرب، فمع كل بادرة انفراج للأزمة تتجه للتصعيد العسكري والمناورة خدمة لأجندة قطرية وتركية تتماهى مع إيران وتعادي تحالف دعم الشرعية في اليمن.