حوار تونس.. "مطية" قطر وتركيا لتمكين إخوان ليبيا
رجح خبراء ومحللون سياسيون ليبيون، أن هناك أمرا ما يدبر بليل من قبل تركيا وقطر لبثه في الحوارات السياسية الليبية المزمعة في تونس.
وكشف الخبراء عن مساع قطرية تركية لتمكين تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا خلال الفترة المقبلة، خوفًا من أن تثمر المسارات العسكرية والسياسية الحالية عن إقصائهم من المشهد.
وأكد الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم الإرهابي يعرف أنه غير مقبول من الشارع الليبي، لكنه يتحكم في العاصمة طرابلس بالمال والسلاح، مشيرين إلى أن زيارات مسؤولي السراج وممثلي تنظيم الإخوان لقطر وتركيا، تأتي لتنسيق المواقف على الأرض.
لم تتوقف رحلات رموز عناصر التنظيم الإخواني إلى قطر وتركيا، إلا أنه زادت وتيرتها، وآخرها مساء السبت، بوصول الإخواني خالد المشري رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة إلى الدوحة، في زيارة تأتي بعد أيام من استقبال أمير قطر تميم بن حمد، وزيري خارجية وداخلية السراج، وتوقيع اتفاق أمني في مجال مكافحة الإرهاب، بالمخالفة لاتفاق جنيف.
والتقى فايز السراج رئيس حكومة الوفاق التابعة لتنظيم الاخوان الإرهابي، هاكان فايدان رئيس الاستخبارات التركية، قبل ساعات من إعلان الأول تراجعه عن استقالته، كما التقت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، الجمعة مسؤولين أتراكًا، في أنقرة، للتباحث حول التحضيرات الجارية لملتقى الحوار السياسي الليبي المرتقب في تونس والمقرر عقده في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب البعثة الأممية.
زرع الإخوان
يرى عثمان بركة، المحلل السياسي الليبي، أن زيارات عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي إلى قطر وتركيا لم ولن تقف، ما دام لتلك الدولتين دور في زرع الإخوان وتمكينهم من المنطقة الغربية، مشيرًا إلى أن الهدف واحد وهو إيجاد دور للتنظيم الإرهابي في المرحلة المقبلة من عمر ليبيا.
وأكد "بركة"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هناك مسعى قويًا تقوده الدولتان لإنجاح سيطرة التنظيم الإخواني وإدارة الأزمة إلى حين إشعار آخر، مشيرًا إلى أن حوار تونس" عبارة عن ذر للرماد في العيون".
وأوضح أن هناك صراعًا قويًا على الهيمنة على مقدرات ليبيا، فتنظيم الإخوان يعتبرها بيت مال لهم، ويمارس التقية من أجل الحكم والسيطرة، فيما الخاسر الوحيد هو المواطن الليبي.
وتابع، أن تنظيم الإخوان الإرهابي يعي جيدًا أنه غير مقبول من الشارع، لكنه يرفع شعار "من تريد أن تحكمه لا يهمك مشاعره وأحاسيسه"، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان ومليشياتها لديهم المال والسلاح ويتحكمون في رقاب الليبيين.
خطة خبيثة
الدكتور عبد الله العثامني مستشار العلاقات الدولية والإدارة الاستراتيجية، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن استنفار جماعة الإخوان الإرهابية في الآونة الأخيرة وزياراتهم المتكررة إلى قطر وتركيا ليست من قبيل الصدفة، مشيرًا إلى أن هناك خطة تنسج خيوطها الدولتان لتمكين أكبر لجماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة.
وأوضح مستشار العلاقات الدولية أنه رغم تأكيد المجتمع الدولي أن أمن ليبيا من الأمن والسلم الدولي، إلا أنه لم يحرك ساكنًا لمنع تدخل الدوحة وأنقرة في المشهد الليبي.
وحول إمكانية نجاح خطة تمكين تنظيم الإخوان من ليبيا بعد سيطرتهم على حوار تونس، قال العثامني، إن "أملهم ضعيف وجهدهم قوي وتحركهم كثيف، فقد ينجحون لكن حظوظهم قليلة".
اتفاق الصخيرات الثاني
من جانبه، قال محمد فتحي الشريف المحلل السياسي الليبي، إن زيارة الإخواني المشري إلى قطر تؤكد الدعم السلبي الذي تقدمه تركيا وقطر لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي للتنسيق حول المشهد السياسي المقبل الناتج عن حوار تونس والذي سيأتي لصالح التنظيم الإرهابي، وخاصة بعد إعلان الأسماء المشاركة والتي جاء أغلبها من الإخوان والمجرمين دوليا.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حوار تونس سيكون اتفاق الصخيرات الثاني الذي سيجلب على ليبيا مزيدًا من الحروب، كما أنه سيكون قتلا لما تم في المسار العسكري، وسيمكن قطر وتركيا وتنظيم الإخوان الإرهابي من المشهد السياسي في ليبيا مرة أخرى، وسيعود بالأزمة إلى المربع صفر أو ما قبله.
وأشار إلى أن فصول المؤامرة واضحة على الشعب الليبي، فهناك ترتيبات علنية لتمكين الإخوان، ستدفع بليبيا إلى مرحلة أشد فوضوية من المشهد الحالي.
الأهداف واحدة
أكد الشريف أن أهداف زيارة الإخواني المشري إلى قطر وزيارة ستيفاني إلى تركيا واحدة، فالمبعوثة الأممية عندما اختارت المشاركين في الحوار وأعطت لهم كل صلاحيات الأجسام المنتخبة في ليبيا دون الرجوع للشعب لليبي، كان بتنسيق بين أنقرة والدوحة وجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا لتمكين التنظيم الإرهابي من ليبيا.
وتستعد اللجنة العسكرية الليبية (5+5) لعقد اجتماعها الثاني داخل ليبيا الاثنين المقبل، في مدينة غدامس الحدودية مع الجزائر جنوب غرب ليبيا، لمناقشة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك من خلال إنشاء لجان فرعية، وكذلك حول آلية المراقبة والتحقق.
وفي المسار السياسي الليبي تجري تونس ترتيبات استضافة 75 مشاركا في الملتقى السياسي الشامل في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي عقدت البعثة الأممية اجتماعات تحضيرية له عبر الفيديو، الثلاثاء الماضي.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز