مؤسسة إسرائيلية: تل أبيب نهبت أراضي فلسطين بطريقة غير قانونية
مؤسسة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية تؤكد بالتفاصيل انتهاك إسرائيل للقوانين للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية منذ 50 عاما.
قالت مؤسسة حقوقية إسرائيلية، الإثنين، إن إسرائيل تستولي على أراضي الفلسطينيين بالعديد من الوسائل والطرق غير القانونية منذ 50 عاما.
وأضاف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، في تقرير له، "على مرّ السنين نهبت إسرائيل من الفلسطينيين مئات آلاف الدونمات من الأراضي -بما في ذلك المراعي والأراضي الزراعية- ومن ثمّ خصّصتها بسخاء للمستوطنات".
وتابع المركز، في تقريره الذي نشره على موقعه الإلكتروني، "قسم من الأراضي المنهوبة أعلن مناطق عسكرية مغلقة وحُظر على الفلسطينيين دخولها إلاّ بتصريح، والقسم الآخر جرى نهبه من خلال خلق الوقائع على الأرض باللجوء إلى العنف".
وقدر المركز عدد المستوطنين في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) بنحو 580 ألف مستوطن يعيشون في أكثر من 200 مستوطنة، مستعرضا أثر المستوطنات على الفلسطينيين موضحا أنه "يتجاوز مساحة الأراضي المنهوبة لغرض بناء تلك المستوطنات".
وأضاف المركز، في تقريره، أن "كثيرا من الأراضي الزراعية الفلسطينية -الواقعة داخل مجال المستوطنات وخارجها- مُنع أصحابها فعليًّا من الوصول إليها".
وتطرق التقرير إلى الجدار الذي إقامته إسرائيل على أراضي الفلسطينيين، قائلا إن "المسار المتعرّج للجدار الفاصل -الذي يُحدث انتهاكًا حادًّا لحقوق الفلسطينيين الذين يعيشون قريبًا منه- جرى ترسيمه عميقًا داخل الضفة".
وأضاف أنه "أقيم أساسًا بغرض الحفاظ على أكبر قدر ممكن من المستوطنات غربًا منه والحفاظ على مساحات واسعة تعدّها إسرائيل لتوسيع المستوطنات مستقبلاً".
وتحدث التقرير عن "تجاهل إسرائيل تمامًا وجود واحتياجات ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حكم عسكري صارم"، مشيرا إلى أنه الفلسطينيين من المشاركة في تقرير مصيرهم ومستقبلهم، ويحرمهم من حقوقهم وممتلكاتهم، ويمنع عنهم أي إمكانية لإدارة مجرى حياة معقول.
ويرى معدو التقرير أن "سياسة إسرائيل تشير بوضوح إلى أنها لا تعتبر الاحتلال -الذي يشارف عامه الخمسين- أمرًا مؤقتًا"، وقالوا إنه "على مرّ السنين أصبحت المستوطنات جزءًا من الأراضي السيادية لإسرائيل بحكم الأمر الواقع. بموازاة تجنّب الضمّ الرسمي (باستثناء القدس الشرقية)".
وأضافوا في تقريرهم "سعت إسرائيل إلى محو الخط الأخضر (الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية) محوًا شبه تامّ بالنسبة لمواطنيها الإسرائيليين الذين يقطنون في المستوطنات"؛ حيث "اعتمدت إسرائيل في أرجاء الضفة الغربية وعلى نحو دؤوب سياسة المسار المزدوج والمتلازم لحركة المجموعتين.
وأوضح المركز "من جهة أولى دخول إسرائيليين/مستوطنين والتوسّع في مزيد من الأراضي المنهوبة، ومن جهة ثانية التضييق على السكان الفلسطينيين ودحرهم إلى المعازل.. ولأجل تحقيق هذه الغاية تعمل جميع أجهزة التشريع والقضاء والتخطيط والماليّة والأمن".
واشتمل التقرير على عرض مفصل لما جرى في 3 قرى فلسطينية في محافظة نابلس وهي عزموط ودير الحطب وسالم، منذ أن أقيمت مستوطنة ألون موريه على أراضيهم عام 1980، لافتا إلى أن إسرائيل "استخدمت سلسلة من الوسائل -الرسميّة وغير الرسميّة- لقطع الصلة بين القرويين وأراضيهم ومن ثمّ نقلها إلى أيدي المستوطنين".
ويقدم التقرير بالتفصيل والأرقام تسلسل كيف عملت إسرائيل على مدار السنوات الماضية من أجل الاستيلاء على أراضي هذه الثلاث قرى ومنحها للمستوطنين لإقامة مستوطنات أو شق طرق التفافية.
ويسعى الفلسطينيون إلى تقديم مشروع لمجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان، لكن من غير الواضح متى سيتم طرحه مع وجود إمكانية كبيرة لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو لمنع صدوره.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز