بعد 7 عقود.. دفن ضحايا النازيين في برلين

كارل ماكس أينهايبل، رئيس مستشفى شاريته يقول: "مع دفننا هذه العينات المجهرية.. نخطو خطوةً نحو إعادة الكرامة للضحايا".
دُفِن في مقبرة برلين، الإثنين، أكثر من 300 جزء صغير من أنسجة بشرية عائدة إلى سجناء سياسيين، أعدمهم النازيون وأجروا على جثثهم تجارب علمية.
وبعد أكثر من 7 عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية، اكتشف هذه العينات الدقيقة والصغيرة جداً على ألواح زجاجية مجهرية، ورثة المتخصص في علم التشريح، والذي كان يعمل لـ"الرايخ الثالث" هيرمان ستيفه.
وكان ستيفه يشرّح جثث السجناء الذين قُتِلوا في سجن بلوتسينزي في برلين، بما في ذلك جثث مقاتلي المقاومة الذين أُعدِموا، بهدف دراسة تأثير الخوف على الجهاز التناسلي لدى النساء.
وقال كارل ماكس أينهايبل، وهو رئيس مستشفى شاريته: "مع دفننا هذه العينات المجهرية.. نخطو خطوةً نحو إعادة الكرامة للضحايا".
وحضر أقارب الضحايا مراسم متعددة الأديان، قبل وضع الرفات في مقبرة "دوروتينشتات" ببرلين.
وأفاد يوهانس توشيل، مدير "مركز المقاومة الألمانية التذكاري"، الذي نظّم هذا الحدث بالتعاون مع المستشفى، بأنه جرى اختيار الموقع لدفن الرفات، لكونه يضمّ قبوراً ونصباً تذكارية لكثير من ضحايا النظام النازي.
وأوضح أن عينات الأنسجة البشرية كانت من بين "البقايا الأخيرة لضحايا نظام النازيين.. لقد حُرِموا من الدفن اللائق في ذاك الوقت وحصولهم اليوم على حقهم أمر طبيعي".
وقُتِل أكثر من 2800 سجين في بلوتسينزي بالمقصلة أو شنقاً بين عاميْ 1933 و1945، وأُرسِلت معظم الجثث إلى معهد برلين للتشريح.
وكان ستيفه مدير المعهد بين سنتيْ 1935 و1952، حيث أجرى بحوثاً مثيرةً حول جثث النساء.